الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

التغيير الحقيقي يتطلب قلع النظام الغربي الكافر مع مشرف ذلك النظام الذي فرَّخ عملاء مثل مشرف مترجم

في الثامن عشر من شهر آب الجاري قدَّم الرئيس مشرف استقالته وبذلك يكون قد أنهى خدمته المطلقة لأمريكا طوال فترة حكمه، حيث ساعدها وبشكل علني في حربها على الإسلام والمسلمين. وقد تخلت أمريكا عنه لتأتي بعميل آخر جديد يخدمها بفاعلية أكبر، وهذه نهاية كل من يطلب العزة من الكفار، فالله سبحانه وتعالى يقول: } بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً* الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً { النساء139. ويقول أيضا:} مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا  يَعْلَمُونَ{ العنكبوت41.

 

يجب أن تكون الطريقة المذلة التي استقال فيها مشرف درسا للسياسيين الذين يحتفلون لرحيله، لا أن يبنوا جسورا مع أمريكا من أجل مصالحهم الشخصية ومن أجل وصولهم للسلطة، ولا أن يكونوا على استعداد تام لخدمة مصالح أمريكا في المنطقة! ولا أن يكونوا حريصين على عدم إغضاب أمريكا في أية سياسة أو تصريح لهم. فعلى هؤلاء الحكام أن يدركوا بأن أمريكا ستظل راضية عنهم ما داموا متبعين لسياستها وعندما يأتي اليوم الذي يقرر فيه السياسيون التخلي عن سياسات أمريكا أو يعجزون عن تنفيذها، فان سلطتهم المستمدة من أمريكا ستنزعها منهم وتتخلى عنهم كما تخلت عن مشرف، فالتاريخ مليء بالأمثلة عن عملاء الكفار، فذاك صدام حسين من قبل مشرف، فبالرغم من أن صدام لم يدخر جهدا في عدائه للإسلام والمسلمين لحماية مصالح الانجليز، إلا أن الانجليز أداروا له ظهورهم وتخلوا عنه، خدمة لمصالحهم، بعد أن غزت أمريكا العراق، وهذا هو مشرف الآن, فبالرغم من خدماته (الفظيعة) لأمريكا إلا أنها تخلت عنه عندما استنفد دوره بعجزه عن الوفاء بالخدمات كما تشتهيها أمريكا!

ولكن بالرغم من وضوح هذه الأمثلة فإن حكومة باكستان الديمقراطية الجديدة مصرة على وضع رقبتها بقبضة الغرب يستعبدها بذلك، فهي على استعداد لاستخدام مقدرات الباكستان وجيشها في حرب أمريكا على الإسلام. ففي رحلة رئيس الوزراء الأخيرة لأمريكا أعلن فيها جيلاني عن دعمه المطلق لأمريكا حيث قال "إننا سنتعاون بشكل كلي مع أمريكا في الحرب على الإرهاب." ومنذ ذلك الحين استمرت أمريكا في قصفها لمنطقة القبائل بمباركة من جيلاني، وبهذا يكون قد سبق مشرف في الخيانة.

 

وبالرغم أيضا من معاملة أمريكا  اللاإنسانية للدكتورة "عفة صديقي" فإن الحكومة "الديمقراطية" مصرة على فتح الطريق واسعا أمام إمدادات الأغذية والوقود والسلاح للقوات الأمريكية في أفغانستان. وعلى الصعيد الاقتصادي فإن الحكومة مستمرة في إتباع السياسات الرأسمالية الغربية، والتي هي سبب المأساة الاقتصادية والفقر. وعلى صعيد آخر فإن الحكومة تتبع السياسة الأمريكية في استهدافها للقيم الإسلامية عند الشباب، فهي تشن حملة ثقافية وإعلامية عشواء لنشر القيم الغربية الفاسدة، كي تعم الرذيلة بين المسلمين.

 

على السياسيين في الباكستان أن يدركوا بأنه من يتخلى عن الإسلام ويتبع سبيل الكافرين لن تحتضنه الأمة الإسلامية، بل ستكرهه وتحتقره. وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.

 

أيها المسلمون في الباكستان!

 

إنكم اليوم سعداء لرحيل عميل أمريكا، ولكن تذكروا بأنكم في عام 1999 كنتم كذلك سعداء لرحيل حكومة نواز شريف. فما السبب وراء بقاء وضعكم سيئا، بل ويزداد سوءاً بينما يتغير الحكام؟ إن السبب في ذلك أن أمريكا تستبدل الحكام عندما ترى حاجة لذلك، ولكنها تعمل على سلامة نظامها الاستعماري في الباكستان دائما. لأنه النظام الذي يحفظ لأمريكا مصالحها سواء كان على رأسه دكتاتور أم ديمقراطي!، فبعد أن نبذ الناس الدكتاتورية ومقتوها حفظت أمريكا نظامها عن طريق الديمقراطية. فلا يجب أن ننخدع بتغير الوجوه، فالديمقراطية والدكتاتورية سواء، فكلاهما يجعل الأهواء والميول البشرية مصدراً للتشريع بدلاً من أوامر الله سبحانه وتعالى وتعاليم رسوله صلى الله عليه وسلم، وكل من هذه الأنظمة الاستعمارية الفاسدة يفتح الأبواب أمام عملاء الاستعمار لسن القوانين التي تخدم سياساتهم، فما دام النظام الحالي قائما فإنه سيبقى يفرز حكاما مثل مشرف. وإن أي سياسي يتبنى هذا النظام الكافر الفاسد لن يكون مخلصا للإسلام والمسلمين، فتغيير الوجوه لن يغير من حالكم شيئا، ولن يتغير حالكم إلا عندما تقتلعوا النظام الغربي الكافر من جذوره وتلقوا بمن يؤمنون به جانبا، وتأتوا بنظام الخلافة الذي سيطبق النظام الاجتماعي والاقتصادي ونظام العقوبات ونظام الحكم وسياسة التعليم والسياسة الخارجية بحسب أحكام الإسلام. فانهضوا لإقامة دولة الخلافة بدلاً من الرضى بتغير الوجوه، فقد كانت الخلافة وعلى مدار ثلاثة عشر قرنا مصدراً للرحمة للبشرية كافة وليس للمسلمين فقط.

يا أهل القوة!

 

إن سعادة المسلمين برحيل عدو الإسلام والمسلمين مشرف، دليل على حب الناس للإسلام، وشوقهم لحكام مخلصين للإسلام والمسلمين. ولكن الحكام الذين تأتي بهم أمريكا من خلال النظام القائم سيكونون مخلصين لها بدلا من إخلاصهم للإسلام والمسلمين. فكيف ترضون والأمر هكذا بنظام كهذا في الوقت الذي أقسمتم فيه على حماية المسلمين من أعدائهم؟

 

إن حال الناس الماثل أمامكم يحتم عليكم تغييره. ومثال خسران الحكام في العالم الإسلامي شاخص أمامكم حين ردوا طلب حزب التحرير منهم، عندما أرسل لهم كتابه مع مندوبيه الشهر الماضي يطلب منهم نصرته والانحياز للأمة ويحذرهم عاقبة رفضهم، ولكنهم ردوا الطلب بعنف وبينما نصحهم في إنهم إن رفضوا نصرة الحزب فإنهم سيكونون من الخاسرين في الدنيا والآخرة، ولكنهم أبوا، وهذا عينه الذي حصل مع مشرف.

 

إن حزب التحرير أمامكم وهو يعمل بوعي وبجد وإخلاص لإقامة دولة الخلافة وقد آن الأوان الذي تحررون فيه أهليكم من الحكام الفاسدين ومن التبعية لأمريكا بإقامة الخلافة. فأعطوا حزب التحرير النصرة لإقامة الخلافة، كي تعود الأمة مرة أخرى الأمة الأقوى في العالم، وتعتلي مكانتها الرفيعة بين الأمم، كما كان عليه أجدادها الذين جاهدوا في الله لتطبيق الإسلام، فأرعبوا أعداءهم، وفتحوا البلاد أمام الإسلام، وانتشر نوره، وأصبح الإسلام مثالاً للبشرية يُحتذى به.

 

فمتى ستقدمون على هذا العز العظيم؟!

 

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } محمد7

التاريخ الهجري :17 من شـعبان 1429هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 19 آب/أغسطس 2008م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع