الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

سلطة دايتون في رام الله والسلطة اللبنانية

تتحركان ضمن أجندة أمريكية لتفكيك وتصفية ملف المخيمات!

 

 

منذ بداية أحداث مخيم عين الحلوة في أواخر شهر تموز 2023م، أصدر حزب التحرير في ولاية لبنان بتاريخ 2023/7/31م نشرةً بعنوان: "وضعٌ إقليمي، ترسيم الحدود البرية! مَهَّدَ الأرضية في مخيم عين الحلوة لمعارك وأعمال أمنية!"، ومما ذُكر فيها أنّ قراراً جاء: "بترتيب أوراق حركة فتح المبعثرة داخل المخيمات وإعادة سيطرة سلطة دايتون صاحبة التنسيق الأمني "المقدس"، على المخيمات، بشخصيات تدين بالولاء الكامل لهذه السلطة التي تسير بشكل واضح مع أمريكا". وأشار الحزب في بيانه إلى أن هناك قراراً سياسياً لدى السلطة اللبنانية يمنع تدخل القوى الأمنية اللبنانية لوقف المعركة، جاء في البيان "القوى الأمنية اللبنانية التي عُرفت بتدخلها لإيقاف المعارك خلال ساعات، تراها تاركةً الأمر يأخذ أقصى مداه! مع محاولات سياسية لا ترقى لمستوى الحدث! ما يلقي بدوائر الشك حول طبيعة زيارة ماجد فرج ولقاءاته وماذا عرض فيها!".

 

 

وها هي الأحداث التي تجددت في مخيم عين الحلوة ليلة الخميس 2023/9/7م، تؤكد ما ذهب إليه الحزب منذ شهر ونيف. فلقد تأكد ضلوع السلطة اللبنانية في ما يحدث داخل المخيم اليوم، وإلا فكيف لنا أن نفسر تسهيل السلطات اللبنانية دخول السلاح الثقيل الحديث إلى المخيم لصالح أحد أطراف القتال المتمثل بسلطة دايتون وذراعيها الأمن الوطني وحركة فتح، ونقل العناصر من باقي المخيمات على مرأى ومسمع من هذه السلطة؟! رغم أنها تمنع دخول كيس إسمنت لعمليات الترميم أو البناء إلا بإذن أمني يصعب الاستحصال عليه! وكيف لنا أن نفسر أيضاً سكوت هذه السلطة عمّا يحصل وعدم إعطائها الضوء الأخضر للقوى الأمنية لفرض وقف إطلاق النار، حتى لحظة كتابة هذا البيان، بالرغم من استهداف مركزين للجيش اللبناني في محيط المخيم وإصابة عسكريين، منهم بإصابات بليغة ليلة 2023/9/11م؟!

 

والمؤكد والواقع على الأرض، قيام سلطة دايتون في رام الله بتنفيذ هذا المخطط عبر ذراعها العسكري في المخيم جهاز الأمن الوطني التابع لها، وعبر حركة فتح الفصيل الأساسي في هذه السلطة! علماً أننا قد حذّرنا سابقاً قيادات تلك الحركة مما تخطط له سلطة دايتون التي باعت فلسطين، وباعت القضية، وسلمت أمرها لأمريكا ويهود! إلا أنّ هناك إصراراً عند بعض هذه القيادات على عدم الاحتكام لشرع الله عز وجل في حرمة الدماء، وعدم الانصياع للغة العقل!

 

لذلك صارت الأحداث واضحةً لكل صغير وكبير، وفي المخيم وخارجه، أن ما يحصل هو مؤامرةٌ خبيثةٌ، هدفها تفكيك وتصفية ملف المخيمات تبعاً للقرار السياسي الأمريكي في ترسيم الحدود اللبنانية البرية مع كيان يهود المغتصب لأرض فلسطين المباركة! وانتهاء حالة العداء بين كيان يهود ولبنان! وإلا هل من الشرع والعقل في شيء تدمير أحياء بكاملها بحجة جلب مشتبهٍ بهم؟! إلا أن يكون هذا هو المشروع المطلوب، التدمير الممنهج، الذي بدأه طرفٌ، وخاضت فيه على غير هدىً أطرافٌ أخرى!

 

فإلى أهلنا في مخيم عين الحلوة نقول:

 

إنّ ما يصيبكم اليوم هو سيرٌ واضحٌ حثيتٌ في وضع سياسي في المنطقة، أولهما، استمرار إنهاء أية حالة عسكرية لا تزال تشكل خطراً ولو بسيطاً على كيان يهود وعلى الأنظمة التي تحمي كيان يهود من جوانبه؛ وثانيهما، استمرار السير في حالات التطبيع المعلنة مع كيان يهود، لا سيما بعد أن تم وضع لبنان على سكة التطبيع منذ إنجاز ترسيم الحدود البحرية ثم الآن الحدود البرية! وما زيارة مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أمن الطاقة العالمي عاموس هوكشتاين في 2023/7/30م ببعيدة والتي أكد فيها: "إمكانية العمل الآن على ملف ترسيم الحدود البرية"! تلك الزيارة التي تزامنت مع زيارة وزير خارجية إيران عبد الأمير اللهيان في 2023/7/30م! لكي تكتمل الصورة لدى كافة الأطراف، لا سيما حزب إيران ومن يزعمون المقاومة والممانعة، بخصوص معالم الترسيم البري، ومنها ضرورة تفكيك وتصفية حالة المخيمات في لبنان، وخاصةً في جنوبه على خط مصالح شركات الغاز والنفط!

 

يا أهل لبنان عموماً، والمسلمين خصوصاً:

 

إنّ أزلام السلطة اللبنانية تحركهم أمريكا، منهم بشكل مباشر وآخرين بشكل غير مباشر، وهم لا يلتفتون لأمنكم ولا لمعاشكم إلا بالقدر الذي يبقي "مزرعة لبنان" كياناً هزيلاً يُدر عليهم رفاهيتهم، هؤلاء الذين باعوا دينهم بدنياهم ودنيا أعدائكم، على حساب قُوتِكم وقوت أبنائكم، وعزة هذه البلاد وأهلها.

 

وعليه، فلا تتوقعوا منهم إلا السوء، ولا تخدعنكم تصريحاتهم التي تهاجم يهود أو أمريكا؛ فها قد رأيناهم كيف صرحوا ضد المصارف مثلاً، وإلى الآن لم يغلق مصرفٌ واحدٌ، ورأينا تصريحاتهم بخصوص تفجير مرفأ بيروت فقسموا أنفسهم بين "مع وضد" وتمت تصفية القضية في مسرحية خبيثة! وهكذا يفعلون مع مخيم عين الحلوة، فهم يغذون أدوات الصراع ويُذْكون نار الفتنة داخل المخيم، رغم سقوط القذائف على رؤوس الناس في مخيم عين الحلوة وجواره.

 

هذا حال المسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها، مؤامراتٌ وسفكٌ للدماء وتهجيرٌ وإذلالٌ، منذ سقوط دولة الإسلام واستعمار الغرب الكافر المستعمر لنا، ولن تقوم لنا قائمةٌ حقيقيةٌ صادقةٌ حتى نستعيد سيرتنا الأولى من جديد في دولة إسلامية، خلافة راشدة على منهاج النبوة؛ الدولة التي هي الراعية الحقيقية لشؤون من يحملون تابعيتها، من مسلمين وغيرهم، تؤمن لهم سبل العيش الكريم، وتحفظ دماءهم وتحمي أعراضهم وتستعيد مقدساتهم. وإننا نسأل الله عز وجل، مجيب دعوة المضطرين، أن يكون ذلك قريباً.

 

﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ

 

 

 

 

 

التاريخ الهجري :27 من صـفر الخير 1445هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 12 أيلول/سبتمبر 2023م

حزب التحرير
ولاية لبنان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع