الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

سلطة الشراكة الأميركية الإيرانية في لبنان تحاول الإطباق على طرابلس الشام لأنها الحصن الأقوى لنصرة ثورة الشام ولأنها الثغرة الوحيدة في المستعمرة الإيرانية على ساحل المتوسط

منذ عشرات السنين أوكلت أميركا النظام الأسدي أمر لبنان، حتى أحكم هذا النظام قبضته بالكامل على لبنان سنة 1990م. وإلى جانب إمساك النظام الأسدي بالملف اللبناني اعتمدت السياسة الأمريكية النظام الإيراني شرطيًا لها في المنطقة وقاسمته المغانم والمكاسب في العراق وأفغانستان. وفي لبنان تكامل نشاط حزب إيران اللبناني مع السياسة التي رسمتها أميركا لنظام أسد في لبنان.


وفي عام 2005م ومع غرق أميركا في وحل العراق انتهز الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي كان على خلاف حادّ مع الأميركيين الفرصة ليشنّ مع النظام السعودي وبعض زعماء لبنان هجومًا على الوجود السوري فيه، وتمكّنوا من إخراج الجيش السوري من لبنان. إلا أنّ هذا الحدث على ضخامته لم يُخرج لبنان من دائرة النفوذ الأميركي، إذ بقيت أميركا تسخّر قادة الأجهزة اللبنانية التابعين للنظام الأسدي ولإيران وتسخّر حزب إيران للحفاظ على نفوذها فيه، مع إبقاء حصّة محدودة لأتباع السعودية. إلا أنها حسمت أمرها بنقل السلطة في لبنان بالكامل إلى النفوذ الإيراني منذ سنة 2008م بواسطة العملية العسكرية التي نفّذها حزب إيران في بيروت في 7 أيار، وهي العملية التي أنتجت اتفاق الدوحة والذي أنتج بدوره ما عُرف بحكومة الوحدة الوطنية التي رأسها سعد الحريري وامتلك فيها الحلف الإيراني الأسدي الثلث المعطّل، ما أدّى فيما بعد إلى إسقاط هذه الحكومة وقيام حكومة جديدة تابعة لإيران برئاسة نجيب ميقاتي أوائل سنة 2011م، وكلّ ذلك بقوّة السلاح الذي أدمن حزب إيران على استخدامه والتهديد به.


ولما اندلعت ثورة الشام المباركة في آذار من السنة نفسها أدركت أميركا أنّ نظام عميلها بشّار أسد مهدَّد بالسقوط، وبالتالي أدركت خطر انفلات سوريا من يدها. فدعمت عميلها أسد بكلّ ما أوتيت من قوّة، وأوعزت إلى عملائها في المنطقة ليدعموه، ومنعت كلّ محاولات تسليح الثوّار بالسلاح الفعّال. ولكنّ الثورة استمرّت واشتدّ عودها، وتعزّزت هويّتها الإسلامية شهرًا بعد شهر. فرأت أميركا أنّه لا بدّ من عمل عسكري قاسٍ يحدّ من انتصار الثوّار وتوسّعهم، فلم تجد أنسب لهذه المهمّة من النظام العنصري الإيراني الذي أصابه الهلع بدوره وهو يرى نفوذه الممتدّ من وسط آسيا شرقًا إلى المتوسّط غربًا يتعرّض للكسر في بلاد الشام. فأوعز هذا النظام المنافق الذي يرفع شعار الإسلام زورًا وبهتانًا إلى حزبه في لبنان ليرسل أفواجًا من مقاتليه إلى داخل سوريا ليرتكب المجازر بأهلها وليبذل طاقته من أجل القضاء على ثورة الشام، فكانت حملته الشرسة على قصير البطولة.


وكان ملاحظًا أنّ أميركا وإيران عمدا إلى إلهاء أهل لبنان بمسرحية استقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة برئاسة شخصية تختارها السعودية، من أجل أن ينطلق مقاتلو حزب إيران من أرض مستقرّةٍ في لبنان. ولكنّ تشكيل الحكومة تعثّر واعتراه الفشل بفعل سلاح حزب إيران أيضًا، ما أدّى إلى عودة التوتّر إلى طرابلس ومناطق أخرى، وعادت طرابلس لتبرز من جديد شوكةً في خاصرة الحلف الإيراني الأسدي إذ تمدّ الثوّار في سوريا بما أتيح لها من طاقة وقدرة، فضلاً عن أنّها تشكّل مع جارتها عكّار الثغرة الوحيدة في ساحل المتوسط الذي يهيمن عليه نظام إيران وحليفه السوري، امتدادًا من حدود تركيا إلى حدود فلسطين والذي أرادت له أميركا أن يكون الحاجز الذي يمنع الثورة من التمدّد إلى ساحل المتوسط. لذلك أصدرت أوامرها إلى السلطة في لبنان لتقوم بعملية عسكرية تهدف إلى إخضاع طرابلس وخنقها وإذلال أبنائها، لتصفو الأجواء في لبنان لحزب إيران، فيلتفت بدون عوائق إلى قتل ثوار الشام وإنقاذ نظام أسد. ولقد أعلن زعيم حزب إيران اللبناني في خطابه الأخير بوضوح أنه سيعمد إلى تنفيذ إجراءات ميدانية داخل لبنان لحماية ظهر مقاتليه. وما يجري في طرابلس الآن هو ترجمة واضحة لهذا الإعلان. وما يؤكد التواطؤ الأميركي الإيراني على هذه المؤامرة ما نشرته وكالات الأنباء أمس الخميس من أن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد ج. أوستن أكّد في حديث هاتفي أجراه مع قائد الجيش اللبناني على "التعاون العسكري القويّ والمستمرّ بين البلدين، وعبّر عن "القلق لاستمرار العنف في طرابلس وللتشنّج المتزايد في مناطق أخرى من لبنان". وشدّد على "أهمّية منع عبور المقاتلين اللبنانيين إلى سوريا". ونضيف لكم يا أهل لبنان معلومات شبه مؤكّدة وصلت عن قرارٍ بضرب طرابلس وعرسال قبل نهاية هذا الشهر.

فيا أهل الإيمان والتقوى والورع من أهل طرابلس الشام وسائر لبنان:


فوِّتوا على خصومكم هذه الفرصة وأفشلوا خطّتهم لإخضاعكم وفصلكم عن إخوانكم في ثورة الشام، واضغطوا على من يتزعّمونكم كي يقفوا موقفًا يرضي الله ورسوله والمؤمنين ويخزي الشيطان وأولياءه، وإيّاكم أن تسمحوا لخصومكم باستفرادكم مدينة تلو الأخرى. ففي اجتماع كلمتكم ووحدة موقفكم تكمن مناعتكم، فأهل طرابلس وعكار والضنية وبيروت وصيدا وعرسال والبقاع... يجب أن ينتفضوا انتفاضة واحدة لإفشال هذه المؤامرة.

ويا أبناءنا في الجيش:


إيّاكم أن تكونوا وقودًا لمؤامرة رسمتها أميركا وينفّذها عملاؤها داخل السلطة اللبنانية، واحذروا أن يضعوكم في وجه أهلكم كما فعل الطاغية أسد بجنود الجيش السوري، حيث وضع هؤلاء الجنود في مواجهة أهلهم يقتّلونهم ويشرّدونهم في الأرض. واذكروا وعيد الله سبحانه وتعالى إذ قال: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)).

التاريخ الهجري :28 من رجب 1434هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 07 حزيران/يونيو 2013م

حزب التحرير
ولاية لبنان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع