الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

في الذكرى الـ97 لهدم دولة الخلافة

 


في شهر رجب هذا يعيش المسلمون 97 سنة بدون دولة. قال رسول الله e في حديث البخاري عن أبي هريرة: «وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».


منذ أن فقد المسلمون خليفتهم تتداعى عليهم الأمم من كل أفق كما تتداعى الأكلة على قصعتها، أبعد الأعداء شريعتنا وأذاقونا سوء العذاب، بعد أن مزقوا دولتنا الواحدة إلى دويلات ضعيفة ونهبوا ثرواتنا وأسالوا دماءنا، دنسوا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله e ، ولم يبق مسلم سلم من ظلمهم أو قتلهم. ووصل تعذيبهم وإبادتهم كل المسلمين الذين يعيشون في سوريا والعراق وتركستان الشرقية وبورما وأفريقيا الوسطى...


إن الكافرين المستعمرين دخلوا في مرحلة جديدة أثناء حربهم ضد الإسلام والمسلمين في بلدان آسيا الوسطى من خلال إيجاد بلبلة شكلية في أفغانستان المجاورة. وقد بدأوا خاصة بتصعيد الحرب ضد كل من حمل الدعوة المبدئية على عاتقه، ليمهدوا الطريق لتطبيق "الإسلام المعتدل". في هذا الحرب المسعورة لم ينس ظلمُ السلطة الحاكمة النساءَ الضعيفات. أصبحوا لا يبالون باعتقال المسلمات وإهانتهن والتهديد باغتصابهن وإلقائهن وراء القضبان رغم كونهن أمهات لأطفال. بدأ حكام آسيا الوسطى حملة شاملة ضد التحاء الشباب واختمار النساء، وحددوا دخول الأولاد للمساجد بسن معينة ومنعوا اختمار الفتيات التلميذات. ولم تكتف هذه الزمرة من الحكام العملاء بتنفيذ هذه الحملات، بل منعوا الآباء من تسمية أولادهم بأسماء إسلامية!


لم تنته إهانة المسلمين وإذلالهم والضنك إلى هذا الحد بل أصبحوا كالأيتام على مائدة اللئام. فها هي بلدانهم قد تمزقت، وكرامتهم أهينت، وأعراضهم انتهكت، وثرواتهم انتهبت، ومقدساتهم دنست، وحدودهم اصطنعت، وحياتهم أُبعدت عن شرع الله، وحكامهم أصبحوا موالين للغرب لا يهمهم سوى الدفاع عن مصالح استعمار أسيادهم الكفرة. ما أصدق قول رسول الله e بأننا صرنا غثاء كغثاء السيل، رغم كون عددنا كثيراً جدا!


رغم غزو الغرب المستعمر العالم الإسلامي وإرفاق غزوته بالغزو الثقافي في القرن التاسع عشر الميلادي وضرب الخلافة في عشرات السنوات من خلال التشهير بأفكار الإسلام، رغم كل ذلك فقد منّ الله تعالى على الأمة الإسلامية بأصوات مزمجرة تطلب الخلافة الإسلامية، وتشهد البلدان الإسلامية لأعمال شباب حزب التحرير من إندونيسيا وماليزيا وباكستان وتركيا والشام ولبنان وفلسطين وآسيا الوسطى...


إلا أنه لا إسلام بلا دولة ذات سلطان، والتي تحكم بما أنزل الله وتحرم ما حرم الله وتحل ما أحل الله، وترعى كل رعيتها من المسلمين وغير المسلمين بالأحكام الشرعية وتكفل حياتهم بالعدل والأمن والسلامة، وتنعم البشرية في ظلال نور الإسلام وهدايته وتتحرر من أنظمة الطواغيت التي نصبها الاستعمار بعد أن اكتوت بنارها. وتعود الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس تحمل الرسالة الربانية، وستنفض غبار حضارة الغرب المادية الفاسدة المفسدة عن أطرافها، وستحرر البشرية جمعاء من دنسها وتغمدهم بعدل الإسلام ورحمته.


قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ﴾، ويقول رسول الله e: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا».

 

التاريخ الهجري :22 من رجب 1439هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 09 آذار/مارس 2018م

حزب التحرير
قرغيزستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع