توضيح حول المقابلة التي أجرتها جريدة "عنب بلدي" مع المهندس هشام البابا
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
عقب الحراك اللافت للنظر الذي تم في مختلف المناطق في أرض الشام والذي أظهر التفاف الأمة حول مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وحول راية الإسلام، راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، راية العقاب، برز اهتمام الإعلام بمختلف أطيافه بهذا الحراك وبمن يمثله وتُنسب له الخلافة فكرة ومشروعاً وطريقة. ومن هنا كان اتصال الإعلام بالمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير وتوجيه جريدة "عنب بلدي" الأسئلة التالية للمهندس هشام البابا عضو المكتب الإعلامي المركزي للحزب المتعلقة بالحزب والخلافة وراية الرسول عليه الصلاة والسلام والأحداث التي نُسبت لشباب الحزب وموقف حزب التحرير من ثورة الشام، وهذا نص المقابلة الذي نأسف أن الجريدة قامت مساء يوم الأحد 2015/04/05م بنشرها غير كاملة كما وعدت! بل اجتزأت منها وحرفت في عباراتها فمسخت مدلولات مهمة فيها، فكان لا بد لنا من تنبيه الصحفيّة التي قامت بهذا والطلب منها نشر المقابلة كاملة، ورغم أنها وعدت بذلك لكن هذا لم يحدث حتى الآن!
ولمّا لم يتم التجاوب منها ولا من الجريدة المذكورة معنا ولم ينشروا المقابلة كاملة كما اتفقوا معنا فإننا ننشرها من على صفحاتنا، وننوه إلى أننا نسجل هنا نقطة على مصداقية القائمين على هذه الجريدة التي تقول أنها تواكب أحداث الثورة "بصدق"!
***********************************
1- نبذة مختصرة جدا عن تاريخ تأسيس الحزب، الدول التي نشط بها
حزب التحرير هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، تأسس عام 1953 في القدس، وانتشر في كل أنحاء العالم الإسلامي وفي كل مكان فيه مسلمون، برز نشاطه بشكل خاص بدايةً في فلسطين والأردن وسوريا والعراق ثم انتشر إلى باقي البلاد الإسلامية كتركيا وباكستان وأندونيسيا وغيرها...
2- ما هو المشروع السياسي لحزب التحرير في ضوء الأحداث التي تشهدها سوريا
يهدف حزب التحرير إلى تحرير المسلمين من الاستعمار بكافة أشكاله وخاصة من عملاء الاستعمار ووكلائه، وهم حكام البلاد الإسلامية والأنظمة التي تركتها الدول الاستعمارية في بلادنا؛ لذلك فالحزب يعمل في الأمة الإسلامية وبينها ومعها لإقامة النظام الإسلامي الذي يفرضه الله سبحانه وتعالى وهو نظام الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة، وتوحيد البلاد الإسلامية كلها في دولة واحدة تحت راية واحدة وحاكم واحد يحكم بما أنزل الله.
3- أنتم تنادون بالخلافة... هل مشروعكم يتوافق مع الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)؟
نحن ننادي ونعمل ونبذل أقصى طاقتنا واصلين ليلنا بنهارنا، منذ ستة عقود من أجل إعادة الإسلام إلى واقع الحياة والدولة والمجتمع، فحزب التحرير لم ينشأ كردة فعل آنية أو نتيجة حدث سياسي عارض كما حدث مع المجموعات التي نشأت في العراق والشام. فتنظيم الدولة نشأ في العراق نتيجة احتلال أمريكا للعراق وامتد إلى سوريا نتيجة للثورة السورية وكذلك باقي التنظيمات الحالية. أما الخلافة التي يدعيها تنظيم الدولة الإسلامية فهي لغو ووهمٌ كبير يعيش فيه التنظيم من خلال الإعلام الغربي والعربي الكاذب، لأن إعلانه هذا لا يخرجه عن كونه مجرد تنظيم ليس له مقومات دولة ولا أركان شرعية لما يدعيه، ناهيكم عن قيامه بالمحرمات واستباحة الدماء المعصومة وانتهاكه للحرمات كسلبه للنفط والغاز اللذين هما ملكية عامة لكل المسلمين. فشتان ما بين الثرى والثريا.
4- كان لكم نشاطٌ واضحٌ في سوريا في مطلع العام 2000 وكان هناك اعتقالات في صفوفكم... لماذا قلّ ظهوركم على الساحة السورية إبان الثورة؟
منذ أن تأسس حزب التحرير وعى الاستعمار ووكلاؤه حكام المسلمين على خطورته وخطورة مشروعه الهادف لقطع يد الكافر المستعمر عن ثروات ومقدرات البلاد الإسلامية، لذلك قاموا بالتعتيم الإعلامي عليه وبالاعتقالات والتصفيات بحق شبابه، ومن ذلك ما قام به حزب البعث في سوريا والعراق ضده وما قام به خاصة نظام الأسد، في عهد الوالد والولد، من حملات اعتقال واسعة وجائرة ليس أبرزها حملة عام 2000، لذلك لجأ الحزب إلى السرية في نشاطه السياسي والتواصل غير العلني مع الناس حتى اندلعت الثورة وكنا من الذين دعوا وعملوا لها وشاركنا وما زلنا في كل فعالياتها بقوة.
افتتحنا المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا في حلب أثناء الثورة وكان مركزاً إعلامياً مهماً، ونجحنا بشكل منقطع النظير في التواصل مع كل المخلصين من أبناء الثورة، وكان لي شخصياً شرف تأسيسه وافتتاحه والاستمرار فيه في منطقة مساكن هنانو، وما زال مكتبنا حتى بعد خروجه من مساكن هنانو رافداً مهماً ومرجعاً سياسياً قوياً لثورة الشام.
5- قيل أن من مبادئ حزبكم عدم حمل السلاح وإنما النضال السلمي... هل يتوافق هذا مع مشروع إقامة الخلافة؟ أم أن لكم فصيلًا عسكريًا يقاتل النظام؟
المبدأ هو عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام، فالإسلام مبدأ تقوم عليه الدولة، وهذا هو مبدأ الحزب ومبدأ الأمة الإسلامية الوحيد. وكما أن قيام حزب سياسي هو حكم شرعي فرضه الله تعالى على المسلمين في قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ فكذلك إقامة الدولة الإسلامية هي حكم شرعي له طريقة ثابتة واحدة في التنفيذ، ألا وهي طريقة الرسول عليه الصلاة والسلام في كيفية إقامته للدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، وهي الطريقة التي يتبعها حزب التحرير بحذافيرها في عمله لاستئناف الحياة الإسلامية في سوريا وفي غير سوريا. هذا العمل الشرعي الثابت بطريقته وأعماله ليس من شأنه أن يعطل الأحكام الشرعية الأخرى كما يتوهم البعض، لكن يجب الانتباه هنا إلى أن الأعمال الأخرى ليست من شأن ولا مهام حزب التحرير، فهو قام من أجل إعادة دولة الخلافة على منهاج النبوة إلى الوجود، لهذا فإنه ليس من أعماله بناء المساجد ولا الأعمال الخيرية ولا تدريس القرآن ولا القيام بأعمال قتالية سواء في الثورات أم لتحرير فلسطين أم غيرها، فهو كما يترك لشبابه اتباع مذاهبهم في العبادات فهو يحثهم على القيام بواجباتهم الشرعية الأخرى بصفتهم مسلمين، وشباب الحزب يقومون بها بصفتهم الشخصية لا بصفتهم الحزبية. فمن أراد أن يبني المساجد أو يعلم الإسلام أو يحمل السلاح في قتال شرعه الإسلام فله أن يقوم بذلك وَفْقَ الأحكام الشرعية، ولكن بصفته الفردية كما أسلفت وليس بصفته الحزبية.
لا يوجد لحزب التحرير ولن يوجد فصيل أو جناح عسكري. لأن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن استعمال القوة لإقامة الدولة الإسلامية، لذلك فإننا نرى أن الدولة الإسلامية الحقة التي بشر بها رسول الله: «..ثم تكون خلافة على منهاج النبوة». لن تقوم إلا بطريقته عليه الصلاة والسلام. (للمزيد الرجاء الرجوع لكتاب حزب التحرير: "الدولة الإسلامية").
ثم إن في سوريا الكثير الكثير من الفصائل المسلحة التي عقدت العزم على إسقاط النظام والإمساك بمفاصل الدولة لإعطائنا النصرة الشرعية لإعلان دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي يرضاها رب العالمين للمسلمين والتي تجعل من الشام حقاً عقر دار الإسلام.
6- ماذا تنظرون في ثورة الشعب السوري ورفعه أعلام الاستقلال؟
ثورة الشعب السوري في نظرنا هي ثورة الأمة وهي ثورة إسلامية بكل معنى الكلمة؛ فالإسلام بعظمته وسماحته وشموليته واستيعابه لكل أطياف الشعب هو الذي قاد الناس في سوريا وثبتهم ونصرهم كل يوم في ثورة لا مثيل لها في العصر الحديث. فكل من خرج فيها نادى الله أكبر وكل من ضحى قال أنها في سبيل الله، وكلنا هتفنا وما زلنا "عالجنة رايحين شهداء بالملايين".
كيف للمسلم الذي يريد الصلاة أن يصلي بكيفية يختارها هو لا بالكيفية التي وردتنا عن رسولنا الكريم؟! وكيف للذي يريد أن يقيم دولة الإسلام أن يقيمها بغير الكيفية التي أتى بها عليه الصلاة والسلام؟!
أما علم "الاستقلال" فهناك أمران، الأول أن للمسلمين راية ولواء وردا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنه رفعهما بيديه الشريفتين. أما الراية فهي راية العقاب وهي سوداء مكتوب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" بالأبيض، فقط ولا تحوي لا خاتم النبوة ولا سيوفاً ولا أي شيء آخر، وهي راية الدولة الرسمية، أما اللواء فهو أبيض مكتوب عليه "لا إله إلا الله محمد رسول الله" بالأسود، وهو لواء الجهاد كان يرفعه أمير الجهاد وقائد الجيش في الحرب. هاتان هما رايتا المسلمين فقط لا غير، ونحن نتشرف في ثورة الشام أن نرفعهما مع هتافاتنا "قائدنا للأبد سيدنا محمد". أما الأمر الثاني فإنه لم يكن لسوريا عبر التاريخ علم خاص بها، بل كانت سوريا حتى عام 1920م حين احتلتها فرنسا ولاية من ولايات الدولة الإسلامية منذ الفتح الإسلامي لها في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وحتى سلخها من الدولة الإسلامية العثمانية. لهذا فإن المستعمر الفرنسي إمعاناً منه في تثبيت التجزئة اختار لنا علماً خاصاً يرمز فيه للتجزئة التي أرادها. لهذا فإننا بغض النظر عن الألوان والأشكال نعتبر أي علم غير راية رسول الله غريباً عنا ومخالفاً لما اتخذه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.
7- كيف تنادون بالخلافة... وتنادون لتشكيل الأحزاب؟! البعض يأخذ هذا عليكم ويعتبره تناقضًا
دولة الإسلام، دولة الخلافة الثانية التي ستكون على منهاج النبوة بإذن الله والتي بشرنا بها رسولنا الكريم، هي دولة بشرية لا دينية ولا كهنوتية، هذا يعني أنها تتسع لكل الناس على مختلف أديانهم وأعراقهم واتجاهاتهم، وسيكون دستورها هو الإسلام وحده، وأما في الحياة الخاصة فإنه يُترك كل أهل دين ودينهم يسيرونها بحسب عقائدهم مثل العبادات وأمور الزواج والطلاق والمطعومات، وتحفظ عليهم الدولة هذا الأمر وتحميه وتحميهم. وهذا ما كان عبر التاريخ الإسلامي المشرق. وبما أنه من أجهزة الدولة في الإسلام مجلس الأمة (للمزيد الرجاء مراجعة كتاب حزب التحرير: "أجهزة دولة الخلافة في الحكم والإدارة") فإن تشكيل الأحزاب هو حق للمسلمين لوصول مرشحيها الذين تثق بهم الأمة لتمثيلها في هذا المجلس، بشرط أن يكون بناء الأحزاب حسب دستور الدولة الإسلامية.
ولكن يجب التنويه هنا إلى عدم وجود فكرة الحزب الحاكم في الإسلام، فلا يجوز أن يستأثر بالحكم مجموعة أو حزب أو هيئة، فهذا ينتج عنه الظلم والاستئثار بالحكم. لذلك فإن منصب رئيس الدولة أو الخليفة إنما يتم باختيار مباشر من الأمة عن طريق الانتخاب ثم بيعته بعد انتخابه.
8- اتهمكم ناشطون بالأمس يوم الجمعة 3-4-2015 بالتحريض لمظاهرات، حرق فيها علم الثورة وتم التعدي على الناشطين بالضرب، ولقد تم تناقل على ذلك على العديد من صفحات التواصل الاجتماعي؟ ومن واجبي المهني أن أسمع ردكم على هذه التهمة؟
أولاً، حزب التحرير لا ينضوي تحت راية أحد، ونحن لا نخرج في أي نشاط إلا باسمنا الرسمي والمعلن، ولا نختبئ ولا نتخفى خلف أحد بتاتاً، ولم يحدث أننا شاركنا بصفتنا حزب التحرير تحت أي شعار آخر أو علم أو جماعة في أي نشاط.
ثانياً، كل التظاهرات التي أقامها ويقيمها حزب التحرير سواء في داخل سوريا أو في البلاد الأخرى كلبنان وفلسطين وتونس والسودان وبريطانيا وإندونيسيا وغيرها، اتسمت بالتنظيم عالي الدقة وبخلوها من أية أعمال شغب، بل وبإمساك أمورها بحزم من أولها حتى آخرها. وقد شهد لنا بذلك القاصي والداني والعدو قبل الصديق، وقد كنا نسمع عبارات من مختلف شرائح الناس ألفناها أن أكثر تظاهرات منظمة وسلمية وهادفة هي تظاهرات ومسيرات حزب التحرير.
ثالثاً، ما جرى يوم الجمعة 3-4-2015 لا علاقة لنا به أبداً؛ فحزب التحرير لم يشارك في هذه المظاهرة ولم يعلن ذلك، ومن قام بحرق ما يسمى بعلم الثورة - والثورة منه براء - أو تعدى على الناس وما إلى هنالك لا يمت لنا بصلة، فإن الحزب لا يتبنى الأعمال المادية في التغيير ولا يقوم بها، فمن باب أولى أن لا نفعل ذلك بإخوة لنا يشاركوننا ونشاركهم هذه الثورة. إن كل ما كتب أو قيل عن حزب التحرير من تمزيقه لأعلام أو اعتداءات نُسبت إليه إنما هو من قبيل الحرب الإعلامية الموجهة ضدنا للحيلولة بيننا وبين الأمة. وما يؤرق أعداء الثورة سواء النظام أو الغرب أو الائتلاف هو أن أهل سوريا التفّوا حول نداء حزب التحرير أن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة مطلبكم وراية رسول الله هي رايتكم، لا لنظام علماني تريده أمريكا من خلال الائتلاف ولا لإسلام معتدل يقبل بالمزج بين الكفر والإسلام تعمل عليه أوروبا من خلال جماعات متأسلمة مندسة بين صفوف الثورة.
رابعاً وأخيراً، إن مواقفنا وتبنياتنا وآراءنا نعلن عنها في مواقعنا الرسمية، سواء في الداخل عبر المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا، ومواقعه المنتشرة في الشبكة العنكبوتية، أو عبر مواقع حزب التحرير الرسمية في الإنترنت والفيسبوك خاصة. ومن أهمها موقع أمير حزب التحرير العالم عطاء أبو الرشتة(facebook.com/Ata.abualrashtah). لهذا ندعو الجميع للحوار معنا وللرجوع إلينا مباشرة وعدم السماع للمغرضين والمدهنين والمثبطين، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تحشرون﴾.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السبت، 2015/04/04م
أخوكم المهندس هشام البابا
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير