الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 


سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير

على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي"

جواب سؤال

الإسلام وأديان الأنبياء

إلى Abu Sarah

 

السؤال:

 

Assalamu alaikum wa Rahmatullahi wa Barakatuhu

Our shaikh who is glorified by Allah, we want to ask you

In the book an-Nizham al-Islam it is written that Islam is a religion revealed to the Prophet Muhammad to regulate human relations with Allah, human relations with themselves, and human relations with fellow humans.

 

What I ask: is Islam only revealed to the Prophet Muhammad, and not to the previous prophets؟ So, what was the religion of the previous prophets؟

 

I thank you for your answer, and may Allah reward you with great rewards.

wassalamu alaikum wa Rahmatullahi wa Barakatuhu.

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

شيخنا أكرمك الله، نود سؤالك

 

موجود في كتاب نظام الإسلام بأن الإسلام هو الدين الذي أنزله الله على سيدنا محمد ﷺ لتنظيم علاقة الإنسان بخالقه، وبنفسه، وبغيره من بني الإنسان.

سؤالي هو: هل أنزل الإسلام على سيدنا محمد فقط وليس على الأنبياء السابقين؟ وماذا كان دين الأنبياء السابقين؟

 

أشكرك على جوابك، وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الجواب:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

إنك تشير بسؤالك إلى ما جاء في مطلع مبحث "نظام الإسلام" في كتاب (نظام الإسلام) من تعريف للإسلام كما يلي:

 

[الإِسْلامُ هُوَ الدِينُ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ ﷺ لتنظيمِ عَلاقَةِ الإِنْسَانِ بخَالِقِهِ، وبِنَفْسِهِ، وبغَيْرِهِ مِنْ بَنِي الإِنْسَانِ. وعَلاقَةُ الإِنْسَانِ بخَالِقِهِ تَشْمُلُ العَقَائِدَ والعِبَادَاتِ، وعَلاقَتُهُ بِنَفْسِهِ تَشْمُلُ الأَخْلاقَ والمَطْعُومَاتِ والمَلْبُوسَاتِ، وعَلاقَتُهُ بغَيْرِهِ مِنْ بَني الإِنْسَانِ تَشْمُلُ المُعَامَلاتِ والعُقُوبَاتِ.] انتهى.

 

إن كلمة الإسلام ومشتقاتها من مادتها تستعمل في النصوص الشرعية بالمعنى اللغوي أي الحقيقة اللغوية، وتستعمل بالمعنى الاصطلاحي أي الحقيقة الشرعية، فأما المعنى اللغوي لكلمة الإسلام فهو الاستسلام والانقياد والإخلاص، وأما المعنى الاصطلاحي فهو إطلاق لفظ الإسلام علماً على الدين الذي أنزله الله سبحانه على سيدنا محمد ﷺ خاصة كما هو التعريف المنقول من كتاب نظام الإسلام في الأعلى، وإليك البيان:

 

أولاً: المعنى اللغوي (الحقيقة اللغوية) للفظ الإسلام:

 

1- ورد في قواميس اللغة المعنى اللغوي لكلمة الإسلام كما يلي:

 

أ- [لسان العرب (12/ 289)

 

الإِسْلامُ والاسْتِسْلامُ الانقياد الإِسْلامُ من الشريعة إظهار الخضوع وإِظهار الشريعة والتزام ما أَتى به النبي... وأَما الإِسلام فإِن أَبا بكر محمد بن بشار قال يقال فلان مُسْلِمٌ وفيه قولان أَحدهما هو المُسْتَسْلِمُ لأَمر اللَّه والثاني هو المُخْلِصُ للَّه العبادة من قولهم سَلَّمَ الشيء لفلان أَي خلصه سَلِمَ له الشيء أَي خَلَصَ له... وفي الحديث ما من آدمي إِلاَّ ومعه شيطان قيل ومعك قال نعم ولكن اللَّه أَعانني عليه فأَسْلَمَ وفي رواية حتى أَسْلَمَ أَي انقاد وكَفَّ عن وَسْوَسَتي...].

 

ب- [المحيط في اللغة (2/ 265، بترقيم الشاملة آليا)

 

والإسْلَامُ: الاسْتِسْلامُ لأمْرِ اللّهِ والانْقِيَادُ لطاعَتِه. ويقولونَ: سَلمْنا للّهِ رَبنا: أي اسْتَسْلَمْنا له وأسْلَمْنا. والسلَمُ - أيضاً -: الإسْلَامُ. والمُسْلِمُ: المُسْتَسْلِمُ...].

فالإسلام في اللغة هو الاستسلام والانقياد والإخلاص، وهو في حق الله سبحانه الانقياد والخضوع والاستسلام لله وهو كذلك الإخلاص له سبحانه.

 

2- استعمال النصوص الشرعية كلمة الإسلام بالمعنى اللغوي:

 

لقد استعملت النصوص الشرعية كلمة الإسلام ومشتقاتها ومادتها في مواضع متعددة بالمعنى اللغوي المذكور في الأعلى، ونذكر موضعين من تلك النصوص الشرعية للتمثيل:

 

أ- قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

 

فجميع الألفاظ في هذه الآيات ذات الصلة بمادة الإسلام: (مسلمَين، مسلمة، أسلم، أسلمت، مسلمون، مسلمون)، هي بالمعنى اللغوي للفظ الإسلام أي الاستسلام والخضوع والإخلاص لله سبحانه، ويوضح حقيقة هذا الأمر ما جاء في كتب التفاسير حول معاني هذه الآيات، وأنقل تفسيراً موجزاً من تفسير النسفي:

[تفسير النسفي (1/ 76، بترقيم الشاملة آليا)

 

﴿رَبَّنَا واجعلنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ مخلصين لك أوجهنا من قوله: ﴿أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِأو مستسلمين يقال أسلم له واستسلم إذا خضع وأذعن، والمعنى زدنا إخلاصاً وإذعاناً لك. ﴿وَمِن ذُرّيَّتِنَا﴾ واجعل من ذريتنا ﴿أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ﴾ و«من» للتبعيض أو للتبيين. وقيل: أراد بالأمة أمة محمد عليه الصلاة والسلام وإنما خصا بالدعاء ذريتهما لأنهم أولى بالشفقة كقوله تعالى: ﴿قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً﴾... ﴿إِذْ قَالَ﴾ ظرف لاصطفيناه، أو انتصب بإضمار «اذكر» كأنه قيل: اذكر ذلك الوقت لتعلم أنه المصطفى الصالح الذي لا يرغب عن ملة مثله. ﴿لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْأذعن أو أطع أو أخلص دينك لله ﴿قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَأي أخلصت أو انقدت...

 

﴿فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ فلا يكن موتكم إلا على حال كونكم ثابتين على الإسلام... ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَلله مخلصون...] انتهى.

 

ب- قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴾، وواضح من الآية أن الحديث هو عن الحواريين أتباع عيسى عليه السلام وأنهم قالوا إنهم مسلمون، أي مستسلمون منقادون لأمر الله مخلصون له... وقد جاء في تفسير النسفي لهذه الآية ما يلي:

 

[تفسير النسفي (1/ 314، بترقيم الشاملة آليا)

 

﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ﴾ ألهمت ﴿إِلَى الْحَوَارِيِّينَ﴾ الخواص أو الأصفياء ﴿أَنْ آمِنُوا﴾ أي آمنوا ﴿بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴾ أي اشهد بأننا مخلصون من أسلم وجهه].

ثانياً: الاستعمال الاصطلاحي لكلمة إسلام (الحقيقة الشرعية):

 

1- كما ذكرنا آنفاً فقد استعملت النصوص الشرعية كلمة الإسلام بمعناها الاصطلاحي أي علماً على الدين الذي أنزل على محمد ﷺ، ونضرب مثلين لذلك:

 

أ- قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾، وقد جاء في تفسير ابن كثير ما يلي حول هذه الآية:

 

[تفسير ابن كثير (3/ 26)

 

وقوله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناًهذه أكبر نعم الله، عز وجل، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه؛ ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خُلْف، كما قال تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلا﴾ أي: صدقا في الأخبار، وعدلا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم؛ ولهذا قال تعالى ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً﴾ أي: فارضوه أنتم لأنفسكم، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام، وأنزل به أشرف كتبه. قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْوهو الإسلام، أخبر الله نبيه ﷺ والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا، وقد رضيه الله فلا يَسْخَطُه أبدا.] انتهى.

 

وواضح من سياق الآية أن الحديث هو عن الدين الذي أنزله الله تبارك وتعالى على نبيه محمد فأكمله وأتمه ورضيه للمسلمين.

 

ب- روى البخاري في صحيحه عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ»، وواضح من هذا الحديث الشريف أن الكلام هو عن دين الإسلام الذي أنزله الله على نبيه محمد ﷺ وأن الخمسة المذكورة هي أركانه، كما جاء في أحاديث أخرى.

 

2- إن ما جاء في كتاب نظام الإسلام في النص المقتبس منه في الأعلى هو عن الإسلام بالمعنى الاصطلاحي (الحقيقة الشرعية)، وقد حرص على تعريف الإسلام على نحو يظهر منه شمول شريعة الإسلام نواحي الحياة كافة، فقد قدم في التعريف بأن الإسلام هو الدين الذي أنزل على سيدنا محمد ﷺ لتنظيم علاقة الإنسان بخالقه وبنفسه وبغيره من بني البشر، وهكذا فهي لم تترك علاقة محتملة للإنسان إلا نظمتها ووضعت لها أحكاماً.

 

ثالثاً: الإسلام وأديان الأنبياء:

 

1- إن الإسلام بمعناه اللغوي في حق الله سبحانه وتعالى، أي الانقياد والخضوع لله، والإخلاص له، هو وصف لدين الأنبياء جميعاً من لدن آدم إلى نبينا محمد ﷺ، فالأنبياء كلهم كانوا على الإسلام:

 

أ- جاء في حق إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم: ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

 

ب- وجاء في حق يعقوب عليه السلام وأبنائه: ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾.

 

ج- وفي حق يوسف عليه السلام: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾.

 

د- وفي حق موسى عليه السلام وأتباعه، وكذلك في حق السحرة الذين آمنوا به: ﴿وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ﴾، ﴿وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ﴾.

 

هـ- وفي حق سليمان عليه السلام: ﴿فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ﴾.

 

و- وفي حق عيسى عليه السلام وأنصاره: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾.

 

ز- وفي حق أهل الكتاب: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ﴾.

وهكذا فإن الإسلام بمعنى الاستسلام والانقياد لله سبحانه والإخلاص له، هو وصف لدين الأنبياء كلهم.

 

وأما بالمعنى الاصطلاحي الشرعي فهو كما جاء في نظام الإسلام:

 

[الإِسْلامُ هُوَ الدِينُ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ ﷺ لتنظيمِ عَلاقَةِ الإِنْسَانِ بخَالِقِهِ، وبِنَفْسِهِ، وبغَيْرِهِ مِنْ بَنِي الإِنْسَانِ. وعَلاقَةُ الإِنْسَانِ بخَالِقِهِ تَشْمُلُ العَقَائِدَ والعِبَادَاتِ، وعَلاقَتُهُ بِنَفْسِهِ تَشْمُلُ الأَخْلاقَ والمَطْعُومَاتِ والمَلْبُوسَاتِ، وعَلاقَتُهُ بغَيْرِهِ مِنْ بَني الإِنْسَانِ تَشْمُلُ المُعَامَلاتِ والعُقُوبَاتِ.] انتهى، والأدلة على ذلك كثيرة وقاطعة، وقد بينا بعضها أعلاه...

 

آمل أن يكون في هذا الجواب الكفاية والله أعلم وأحكم.

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

 

08 جمادى الآخرة 1444هـ

الموافق 2023/01/01م

 

 

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على: الفيسبوك

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع