الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

جواب سؤال
توضيح معنى"المشككة" الوارد في كتاب الشخصية الاسلامية الجزء الثالث

 


السؤال: ورد في كتاب الشخصية الجزء الثالث صفحة 161 سطر 8 من أسفل الصفحة:


" وأما المشتركة فكالصلاة، فإنها تطلق على الصلاة المشتملة على الأركان كالظهر، وعلى الخالية من الركوع والسجود كصلاة الجنازة..." انتهى.


وكأنها تختلف عن تعريف "المشترك" المذكور شرحه في صفحة 136 من الكتاب، ويبدو أن هذا المثال أقرب إلى المشككة منه إلى المشتركة، راجياً توضيح هذا الأمر وجزاكم الله خيرا.

 

الجواب: نعم هي المشككة وليست المشتركة، أي أن الصحيح "وأما المشككة فكالصلاة...".


وهنا لا بد من توضيح لتُدرك المسألة إدراكاً، وليس حفظاً مجرداً:


أولا: إنَّ أي كلمة يمكن أن تُدرس من وجوه، فإذا دُرست من الوجه (أ) كانت نتيجتها نتيجة معينة، وإذا درست من الوجه (ب) كانت نتيجتها نتيجة أخرى.


ثانياً: المشكك هو الواقع بين المشترك والمتواطئ:


* فالمشترك هو لفظ واحد وله أكثر من معنى وبينها اختلاف كالعين للباصرة ونبع الماء والجاسوس...


* والمتواطئ هو لفط واحد وله أكثر من معنى وبينهما اتفاق من حيث زاوية الدرس مثل الإنسان على زيد وعمرو... ولكن بينها اتفاق من حيث الخصائص الإنسانية الفطرية...


* والمشكك لفظ واحد وله أكثر من معنى، بينهما اختلاف من وجه واتفاق من وجه، فالناظر إليه يشك أهو من هذا الوجه أم من ذاك... لهذا سمي مشككاً.


ولتوضيح التوضيح بالأمثلة نقول:


من حيث "أولاً" أي من زاوية الدرس:


مثال الصلاة...


* إن دُرس اللفظ من حيث صلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب...


فهي تدل على صلوات تستوي في الطهارة، والتوجه للقبلة، والنية، والأركان والهيئات... فمن هذه الزاوية كلمة "الصلاة" تقع في المتواطئ فإن كل فرد "صلاة" يستوي مع الآخر في هذه الأمور...


* وإن دُرست من حيث صلاة الظهر وصلاة الجنازة ... فهي تدل على صلوات:


تتفق من ناحية كالطهارة، والتوجه إلى القبلة، والنية...


وتختلف من ناحية كالركوع والسجود والتكبير المتكرر...


ولذلك تقع في باب المشكك، لأن الناظر إلى كلمة "الصلاة" من حيث الظهر والجنازة يتشكك في وصفها: أهذه الكلمة في باب المتواطئ من حيث ما اتفق عليه، أم في باب المشترك من حيث ما اختلف فيه؟


* وإن دُرست هذه الكلمة "الصلاة" من حيث الوضع، فنجد أن الصلاة وضعت في الأصل للدعاء ثم نقلت للمعنى الشرعي واشتهرت فيه، فإذن تكون "الصلاة" من هذا الوجه منقولة شرعاً.


* وإن دُرست هذه الكلمة "الصلاة" من حيث البيان والإجمال كانت "مجملة" لأنها تفتقر إلى البيان.


وعليه فلو سُئِلتَ عن لفظ "الصلاة" ما هو، فلا يمكنك الإجابة الواحدة إلا أن يضاف للسؤال زاوية البحث، وإلا فأنت مضطر أن تجيب من جميع الوجوه المذكورة أعلاه.

 

السادس من ربيع ثان 1432 هـ
9/3/2011م

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع