الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كلمة أمير الحزب (بالصوت) في افتتاح
مؤتمر الخـلافة
الذي عقد في إندونيسيا، السودان، اليمن، باكستان

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله، وصحبه، ومن والاه وبعد ،


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

لقد كنت أحب أن أشارككم افتتاح مؤتمركم، وأنا حاضر بينكم، لكنَّ ظلم الظالمين، ومكر الماكرين جعلاني أشارك بصوتي دون شخصي. وكنت أحب أكثر أن يعقد مؤتمركم وراية الخـلافة تخفق في قاعاته وفي الأعالي، والخليفة يفتتح مؤتمركم، أو من ينيبه، وكذلك معاونوه، وقاضي المظالـم، وأمير الجهاد في دولة الخـلافة، لكن ما نحب لـم يتحقق حتى تاريخه. ومع ذلك فإنَّ وعد الله لعباده المؤمنين الصالحين بالاستخلاف في الأرض {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض}، وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم بعودة الخـلافة الراشدة على منهاج النبوة «ثم تعود خلافة على منهاج النبوة»، وما نحن عليه بتوفيق الله من إخلاص له سبحانه، وصدقٍ مع رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتطلُّع الأمة نحو إسلامها والاحتكامِ إليه، كل ذلك يجعلنا مطمئنين بأنه لـم يعد يفصلنا من الوقت عن إقامة الخـلافة إلا النـزرُ اليسير أو ما هو أقل.

 

أيها الإخوة الكرام ،


إن كل المؤشرات تدل على أن الخـلافة قد أظل زمانها، فشمروا عن سواعدكم لتجعلوا إقامتها ماثلةً للعيان. فقد أصبحت مطلباً رئيساً لعامة المسلمين، يجدون فيها رضوان ربهم، وإعادة عزهم، وتحريرَ بلادهم والانعتاقَ من نفوذ الكفار المستعمرين، وخلاصاً من ظلم حكامهم حيث رأتهم الأمة رأي العين يُسلمون البلاد للكفار، أذلاء خانعين، لا يستحيون من الله ولا من عباد الله. فهذه فلسطين محتلةٌ من يهود، يعيثون فيها الفساد والإفساد، يرتكبون فيها المجازر صباح مساء، ثم أفغانستان والعراق والعدوان الوحشي الصارخ المستمر عليهما من أمريكا وبريطانيا وأتباعهما، وتلك كشمير يصول الهندوس فيها ويجولون بالقتل والتدمير، وهناك الشيشان يُطبق عليها الروس بالجريمة تلو الجريمة. وما يحدث من سلخ للجنوب في السودان، وما يجري ويدور من مصائبَ ومآسٍ في بقاع أخرى من أرض الإسلام، ما تقشعرُّ له الأبدان، ومع ذلك فالحكام في بلاد المسلمين لا يُحركون ساكناً، ولا يردّون عادياً، ولا يحفظون البلاد ولا العباد. إذا عقدوا مؤتمراً تآمروا فيه، ينفَضّون كما يجتمعون دونما فعلٍ مؤثر قوي، ولا حتى قولٍ صريح سوي، ومؤتمرهم الأخير ليس عنكم ببعيد. ينظرون لما يحدث من مجازر في بلاد المسلمين نظر المغشي عليه من الموت. يعدّون القتلى والجرحى كأنهم على الحياد، لا بل يمهدون الطريق للمحتل، ينطلق من أرضهم، لتثبيت احتلاله، واستقرار أركانه، ولا تجد عند أمثلهم طريقةً إلا الأسفَ الرقيقَ للمجازر على استحياء. كل ذلك في سبيل كرسي هزيل أو عرش قوائمه معدومة أو معوجة. لقد بعدت الشقة بين المسلمين وبين حكامهم بعد المشرقين، ولو خُلِّي بينهم وبين ما يختارون للفظوا هؤلاء الحكام لفظ النواة، ولاختاروا خليفةً يجمعهم على شرع الله، يبايعونه على كتاب الله وسنة رسوله، يحوطهم بنصحه، ويجاهد بهم في سبيل الله، فلا يجرؤ كافر مستعمر أن يفكّرَ في غزوهم ناهيك عن احتلال بلادهم، بل لن يكون في وسعه أن يمنع جحافل جيش المسلمين من إدخال نور الإسلام إلى مسقط رأسه بالجهاد والفتح المبين.

 

أيها الإخوة الكرام ،


إنكم تعـقـدون مؤتمركم وأنتم تسـتقبلون شـهر رمضـان أو تعيشون في أجوائه، فاحرصوا ان تملأوه عملاً دؤوباً صادقاً لإقامة الخـلافة، فيعـزَّ الله هذه الأمـةَ بعزّه، واملأوه كذلك دعاءً لله خالصاً أن يكرمها بنصره، فتعودَ خير أمة أخرجت للناس. وإني أذكِّركم، أيها الإخـوة، أن سـنـة الله سبحانه اقتضت أن لا يُنـزل ملائكةً تقيم خلافةً، وتحـقق لنا نصراً، بل إن سنة الله اقتضت أن نخلص نحن العملَ والقولَ مع الله سبحانه، ونصدقَ فيهما مع رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم يتحققُ وعد الله بالاستخلاف في الأرض، وتتحـقـقُ بشـرى رسـول الله بإقامة الخـلافة الـراشـدة. {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}. فسـارعـوا إلى الخـيرات أيهـا الإخـوة الكـرام في هذا الشـهـر العـظـيم، لعل مجـدَ المسـلمين يعـود، وعزَّهم يتجدد، وتظلُّهم رايةُ الخـلافة من جديد، رايةُ لا إله إلا الله محمد رسول الله {وبشر المؤمنين}.

 

أيها الإخوة الكرام ،


إني أشد على أيديكم من بعيد، وأفتتح باسم الله مؤتمركم العتيد، وأنتم تستقبلون وتعيشون شهر رمضان العظيم الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان. أفتتح مؤتمركم، وأنا أكـبِّر معكم، الله أكبر الله أكبر الله أكبر.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

شعبان / رمضان 1424هـ

 

أخوكم
عطـا أبو الـرشـته

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع