الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
جواب سؤال:  القفال المروزي شيخ الخراسانيين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير

على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي")

جواب سؤال

القفال المروزي شيخ الخراسانيين

إلى مصطفى المقدسي

السؤال:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

ورد في كتاب الشخصية ج 1 تحت عنوان هبوط الفقه الإسلامي ص392 ما نصه (أمثال القفال يقولون بإقفال باب الاجتهاد) ولكني بحثت عن هذا العالم فلم أجد سوى اثنين لم أر في سيرتهما أنهما ناديا بإقفال باب الاجتهاد وهما القفال الشاشي والقفال المروزي وهما على الفقه الشافعي، فمن هو العالم المقصود في الكتاب؟

وجزاكم الله خيرا

 

 

الجواب:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

1- إن سؤالك يتعلق بما ورد في الشخصية الإسلامية الجزء الأول تحت عنوان "هبوط الفقه الإسلامي" وهو على النحو التالي: (...بل ذهبوا إلى إقفال باب الاجتهاد على المسلمين، وقالوا بعدم جواز الاجتهاد، حتى صار كثير من العلماء ممن هم أهل للاجتهاد، وتوفرت فيهم أهلية الاجتهاد لا يجرؤون على الاجتهاد، وعلى القول إنهم مجتهدون. وقد بدأ هذا الانحطاط في أواخر القرن الرابع الهجري. إلا أنه كان في أول الأمر حتى نهاية القرن السادس الهجري وأوائل السابع، فيه شيء من الارتفاع. فقد وجد مجتهدون ووجد علماء في الوقت الذي كان أمثال القفّال يقولون بإقفال باب الاجتهاد.)

 

2- بالنسبة للقفال فقد ورد في بعض المصادر ثلاثة بلقب القفال وليس اثنين كما جاء في سؤالك وهم:

 

أ- جاء في سير أعلام النبلاء (16/ 283)

 

(القفال الشاشي الإمام العلامة، الفقيه الأصولي اللغوي، عالم خراسان، أبو بكر، محمد بن علي بن إسماعيل بن الشاشي الشافعي القفال الكبير، إمام وقته، بما وراء النهر، وصاحب التصانيف. قال الحاكم: كان أعلم أهل ما وراء النهر بالأصول، وأكثرهم رحلة في طلب الحديث. قال الشيخ أبو إسحاق في "الطبقات" توفي سنة ست وثلاثين. فهذا وهم بين وقد أرخ وفاته الحاكم في آخر سنة خمس وستين وثلاث مئة بالشاش. وكذا ورخه أبو سعد السمعاني، وزاد أنه ولد في سنة إحدى وتسعين ومئتين. قال: وله مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها، وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء، وله كتاب في أصول الفقه، وله "شرح الرسالة" وعنه انتشر فقه الشافعي بما وراء النهر. قال السمعاني: وصنف أبو بكر كتاب "دلائل النبوة"، وكتاب "محاسن الشريعة"...)

 

وجاء عنه في طبقات الشافعية:

 

(محمد بن علي بن إسماعيل أبو بكر الشاشي القفال الكبير أحد أعلام المذهب وأئمة المسلمين. مولده سنة إحدى وتسعين ومائتين... قال الشيخ أبو إسحاق وكان إماماً وله مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء وله كتاب حسن في أصول الفقه وله شرح الرسالة. وعنه انتشر فقه الشافعي في ما وراء النهر وقال الحاكم: كان أعلم أهل ما وراء النهر - يعني في عصره - بالأصول وأكثرهم رحلة في طلب الحديث وقال الحليمي: كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من علماء عصره قال النووي في تهذيبه: إذا ذكر القفال الشاشي فالمراد هذا وإذا ورد القفال المروزي فهو الصغير... ومن تصانيف الشاشي: دلائل النبوة ومحاسن الشريعة وأدب القضاء جزء كبير وتفسير كبير مات في ذي الحجة سنة خمس وستين وثلاثمائة...).

 

ب- جاء في سير أعلام النبلاء (17/ 405):

 

(القفال الإمام العلامة الكبير، شيخ الشافعية، أبو بكر، عبد الله بن أحمد بن عبد الله، المروزي الخراساني. حذق في صنعة الأقفال حتى عمل قفلا بآلاته ومفتاحه، زنة أربع حبات، فلما صار ابن ثلاثين سنة، آنس من نفسه ذكاء مفرطا، وأحب الفقه، فأقبل على قراءته حتى برع فيه، وصار يضرب به المثل، وهو صاحب طريقة الخراسانيين في الفقه. قال الفقيه ناصر العمري: لم يكن في زمان أبي بكر القفال أفقه منه، ولا يكون بعده مثله، وكنا نقول: إنه ملك في صورة الإنسان... وقال أبو بكر السمعاني في "أماليه": كان وحيد زمانه فقها وحفظا وورعا وزهدا، وله في المذهب من الآثار ما ليس لغيره من أهل عصره، وطريقته المهذبة في مذهب الشافعي التي حملها عنه أصحابه أمتن طريقة، وأكثرها تحقيقا، رحل إليه الفقهاء من البلاد، وتخرج به أئمة. مات في سنة سبع عشرة وأربع مئة في جمادى الآخرة وله من العمر تسعون سنة، وسماعاته نازلة، لأنه سمع في الكهولة وقبلها.)

 

وورد عنه في طبقات الشافعية ما يلي:

 

(عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي الإمام الجليل أبو بكر القفال الصغير شيخ طريقة خراسان وإنما قيل له القفال لأنه كان يعمل الأقفال في ابتداء أمره وبرع في صناعتها حتى صنع قفلا بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات فلما كان ابن ثلاثين سنة أحس من نفسه ذكاء فأقبل على الفقه فاشتغل به على الشيخ أبي زيد وغيره وصار إماماً يقتدى به فيه وتفقه عليه خلق من أهل خراسان وسمع الحديث وحدث وأملى... وقال الحافظ أبو بكر السمعاني في أماليه أبو بكر القفال وحيد زمانه فقهاً وحفظاً وورعاً وزهداً وله في المذهب من الآثار ما ليس لغيره من أهل عصره وطريقته المهذبة في مذهب الشافعي التي حملها عنه أصحابه أمتن طريقة وأكثرها تحقيقاً... توفي بمرو في جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وأربعمائة وعمره تسعون سنة ومن تصانيفه شرح التلخيص وهو مجلدان وشرح الفروع في مجلدة وكتاب الفتاوى له في مجلدة ضخمة كثيرة الفائدة.)

 

ج- جاء في الأعلام للزركلي:

 

(محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر، أبو بكر الشاشي القفال الفارقي، الملقب فخر الاسلام، المستظهري: رئيس الشافعية بالعراق في عصره... ولد بميافارقين، ورحل إلى بغداد فتولى فيها التدريس بالمدرسة النظامية (سنة 504) واستمر إلى أن توفي... من كتبه "حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء - وعرف به بالمستظهري - لأنه صنفه للإمام المستظهر بالله، و"المعتمد" وهو كالشرح له، و"الشافي" شرح مختصر المزني و"الفتاوى" - ويعرف بفتاوى الشاشي - و"العمدة في فروع الشافعية"...إلخ.)

 

وورد عنه في طبقات الشافعية ما يلي:

 

(محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر، فخر الإسلام أبو بكر الشاشي. ولد في ميافارقين في المحرم سنة تسع وعشرين وأربعمائة، وتفقه على قاضيها أبي منصور الطوسي تلميذ الشيخ أبي محمد وعلي الكازروني صاحب الإبانة. فلما عزل الطوسي ورجع إلى بلده، دخل بغداد واشتغل على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ولازمه حتى عرف به وكان معيد درسه، وقرأ الشامل على ابن الصباغ. وكان مهيباً، وقوراً، متواضعاً، ورعاً، وكان يلقب في حداثته بالجنيد لشدة ورعه. وانتهت إليه رئاسة المذهب بعد شيخه، ودرس في نظامية بغداد سنة ونصفاً. قال الذهبي: وكان أشعرياً، صوفياً... توفي في شوال سنة سبع بتقديم السين، وخمسمائة ودفن مع شيخه أبي إسحاق في قبر واحد، وقيل: دفن إلى جانبه... له كتاب الحلية في مجلدين، وذكر فيه خلافاً كثيراً للعلماء، صنفه للخليفة المستظهر بالله، ولذلك يلقب بالمستظهري، وكتاب الترغيب في العلم مجلد متضمن لفروع بأدلة، وكتاب العمدة مختصر...)

 

أي هم ثلاثة من فقهاء الشافعية لُقّبوا بالقفال:

 

- الأول وهو أقدمهم: القفال الشاشي الكبير (291 - 365هـ) وهو محمد بن علي الشاشي القفال، أبو بكر. نسبته إلى (الشاش) وهي مدينة ببلاد ما وراء النهر...

 

- الثاني القفال المروزي (327 - 417هـ) هو عبد الله بن أحمد بن عبد الله، أبو بكر، المعروف بالقفال المروزي "بفتح الميم والواو" نسبته إلى "مرو الشاهجان" لقب بالقفال، لأن صناعته كانت عمل الأقفال، وربما سمي "القفال الصغير" تمييزا له عن القفال الشاشي الكبير المتوفي 365هـ... وهو فقيه شافعي. شيخ الخراسانيين من الشافعية. كان في ابتداء أمره يعمل الأقفال، فلما أتى عليه ثلاثون سنة اشتغل بالعلم حتى ارتحل إليه الطلبة من الأمصار يتخرجون به ويصيرون أئمة توفي في سجستان. من تصانيفه (شرح فروع ابن الحداد) في الفقه.

 

- والثالث القفال المستظهري (429 - 507هـ) هو محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر، أبو بكر، فخر الإسلام الشاشي، القفال، الفارقي، المعروف بالمستظهري. ولد بميا فارقين - أشهر مدينة بديار بكر - فقيه شافعي... لازم أبا إسحاق الشيرازي. من تصانيفه: "حلية العلماء في مذاهب الفقهاء"؛ صنفه للخليفة المستظهر بالله؛ ولذلك يلقب بالمستظهري... وهذا القفال الثالث لم تذكره كل المصادر بأنه يلقب بالقفال بل ذكر ذلك الزركلي في الأعلام.

 

3- أما الذي نسب إليه أنه أقفل باب الاجتهاد فهو القفال المروزي شيخ الخراسانيين ومن الأدلة على ذلك:

 

أ- حاشية العطار (2/ 423) على شرح الجلال المحلي على (جمع الجوامع لعبد الوهاب بن علي تاج الدين السبكي المتوفى 771هـ): (وَقَدْ ادَّعَى الْمُصَنِّفُ بُلُوغَ وَالِدِهِ رُتْبَةَ الِاجْتِهَادِ الْمُطْلَقِ فَقَالَ فِي تَرْشِيحِ التَّوْشِيحِ فَإِنْ قُلْت مَا ادَّعَيْتُمْ مِنْ بُلُوغِ الشَّيْخِ الْإِمَامِ دَرَجَةَ الِاجْتِهَادِ الْمُطْلَقِ مَرْدُودٌ بِقَوْلِ الْغَزَالِيِّ فِي الْوَسِيطِ وَقَدْ خَلَا الْعَصْرُ عَنْ الْمُجْتَهِدِ الْمُسْتَقِلِّ، وَهَذَا لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ بَلْ سَبَقَهُ إلَيْهِ الْقَفَّالُ شَيْخُ الْخُرَاسَانِيِّينَ، وَذَكَرَهُ الرَّافِعِيُّ وَالنَّوَوِيُّ عَنْ الْوَسِيطِ سَاكِتِينَ عَلَيْهِ قُلْت قَدْ نَظَرْت هَذَا الْكَلَامَ وَفَكَّرْت فِيهِ ظَهَرَ لِي أَنَّهُ وَمَنْ سَبَقَهُ إلَيْهِ إنَّمَا أَرَادُوا خَلَا عَنْ مُجْتَهِدٍ قَائِمٍ بِأَعْبَاءِ الْقَضَاءِ...)

 

 

ب- قال الإمام الزركشي المتوفى 794هـ في البحر: (وَأَمَّا قَوْلُ الْغَزَالِيِّ: وَقَدْ خَلَا الْعَصْرُ عَنْ الْمُجْتَهِدِ الْمُسْتَقِلِّ فَقَدْ سَبَقَهُ إلَيْهِ الْقَفَّالُ شَيْخُ الْخُرَاسَانِيِّينَ، فَقِيلَ: الْمُرَادُ مُجْتَهِدٌ قَائِمٌ بِالْقَضَاءِ، فَإِنَّ الْمُحَقِّقِينَ مِنْ الْعُلَمَاءِ كَانُوا يَرْغَبُونَ عَنْهُ، وَلَا يَلِي فِي زَمَانِهِمْ غَالِبًا إلَّا مَنْ هُوَ دُونَ ذَلِكَ وَكَيْفَ يُمْكِنُ الْقَضَاءُ عَلَى الْأَعْصَارِ بِخُلُوِّهَا عَنْ مُجْتَهِدٍ وَالْقَفَّالُ نَفْسُهُ كَانَ يَقُولُ لِلسَّائِلِ فِي مَسْأَلَةِ الصُّبْرَةِ: تَسْأَلُ عَنْ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَمْ مَا عِنْدِي؟ وَقَالَ، هُوَ وَالشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ وَالْقَاضِي الْحُسَيْنُ: لَسْنَا مُقَلِّدَيْنِ لِلشَّافِعِيِّ، بَلْ وَافَقَ رَأْيُنَا رَأْيَهُ...)

 

4- مما سبق يتبين أن هناك من نسب إلى القفال شيخ الخراسانيين وهو القفال المروزي (327 - 417هـ) إقفال باب الاجتهاد أو على الأقل أن ذلك العصر يخلو من مجتهد مستقل أي لا يتبع مجتهداً سبقه... وإن كانت ليست صريحة في منع الاجتهاد!

 

ولكن اللافت للنظر أن القفال الخراساني الذي نسب إليه إقفال باب الاجتهاد كان عمله في الأقفال ومهر فيها... ولعله من غرائب الصدف أن يتوافق عمله هذا في صنع الأقفال مع ما ينسب إليه من إقفال باب الاجتهاد! ولا أدري إن كان نسبة إقفال باب الاجتهاد إليه هو بتأثير صنعه للأقفال أو هي مجرد صدفة! أقول هذا لأنه كما جاء في البحر للزركشي أعلاه فإنه كان يجتهد مع أنه شافعي المذهب، فقد جاء في المصدر نفسه: (وَالْقَفَّالُ نَفْسُهُ كَانَ يَقُولُ لِلسَّائِلِ فِي مَسْأَلَةِ الصُّبْرَةِ: تَسْأَلُ عَنْ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَمْ مَا عِنْدِي؟ وَقَالَ، هُوَ وَالشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ وَالْقَاضِي الْحُسَيْنُ: لَسْنَا مُقَلِّدَيْنِ لِلشَّافِعِيِّ، بَلْ وَافَقَ رَأْيُنَا رَأْيَهُ...)

 

على كل، آمل أن يكون في هذا الكفاية جواباً على سؤالك.

 

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

26 شعبان 1439هـ

الموافق 2018/05/12م

 

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على الفيسبوك

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على غوغل بلس

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على تويتر

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) ويب

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع