الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

 

2020-08-26

 

جريدة الراية: كشمير بحاجة لتحريرها وليس لخريطة سياسية جديدة

 

(مترجم)

 

كشف رئيس وزراء باكستان عمران خان، عن "خريطة سياسية جديدة" لباكستان تشمل كشمير المحتلة، وذلك قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الأولى لقرار الهند بإلغاء الحكم شبه الذاتي لكشمير المحتلة. ومنذ ضم رئيس وزراء الهند مودي لكشمير في الخامس من آب/أغسطس 2019، تعرض النظام الباكستاني، بشقيه المدني والعسكري، لضغوط كبيرة من الرأي العام في باكستان للرد على اعتداءات الدولة الهندوسية بالمثل. وقد حاول النظام الرد على الضغط الشعبي، من خلال القيام بتحركات رمزية مثل إحياء ذكرى الخامس من آب/أغسطس، واعتباره يوم تعدٍ، يتضمن حملة علاقات عامة حول كشمير، تسلط الضوء على محنة المسلمين في كشمير، وخفض العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الهندوسية، ودعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الضغط على الهند فيما يتعلق بكشمير، ومطالبة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإجراء استفتاء في كشمير لمنح المسلمين هناك فرصة حقهم في الاختيار بين الانضمام إلى الهند أو باكستان، وهو الحل المعروض منذ التقسيم غير المكتمل لشبه القارة الهندية.

 

لقد رفضت الغالبية الساحقة في باكستان كل هذه الإجراءات الرمزية. فالمسلمون في باكستان واعون سياسياً، وقد أثّرت موجة الصحوة الإسلامية التي اجتاحت البلاد الإسلامية بقوة على أهل باكستان. وينظر المجتمع في باكستان الآن إلى معظم اهتماماته وقضاياه من منظور الفكر الإسلامي، باحثاً عن حلول من الإسلام، لا من خارجه. كما أن ما يفاقم مشكلة حكام باكستان الخونة هو المكانة الخاصة والحب العميق الذي يكنّه المسلمون في باكستان لكشمير، كما يتألم الكثيرون في باكستان لآلام كشمير ومعاناة أهلها. وقد أراق المسلمون الدماء في باكستان من أجل كشمير، وكانوا فرحين بأبنائهم المجاهدين في كشمير في تسعينات القرن الماضي، وكان جهادهم مصدر فخر واعتزاز. لذلك كانت فكرة تحرير كشمير بالجهاد في سبيل الله عميقة الجذور في المجتمع في باكستان. ومنذ ضم مودي لكشمير، رفض أهل باكستان بشدة تقاعس الحكومة الباكستانية بشأن كشمير، ودعت شخصيات بارزة في باكستان، بشكل علني إلى استخدام القوة العسكرية لتحرير كشمير.

 

كما أن لقضية كشمير أهمية ومكانة خاصة للقوات المسلحة الباكستانية، التي تعتبر الهند عدواً مشركاً لدودا دائما للأمة التي تؤمن بالتوحيد. وقد تبلور هذا العداء منذ عقود؛ منذ بدء الصراع العسكري حول كشمير. وهكذا، فإن كشمير هي قضية أراض إسلامية واقعة تحت الاحتلال، بقدر ما هي قضية هيبة واعتزاز للجنود الباكستانيين. وقد أدى ضم مودي لكشمير في الخامس من أغسطس/آب 2019 وتقاعس نظام باجوا/ عمران ورفضه الصريح للرد عسكرياً على استفزازات الدولة الهندوسية، إلى إثارة غضب عارم بين صفوف القوات المسلحة الباكستانية، التي شعرت بالإهانة من العدو الذي تحتقره. وهذا الغضب لم يتلاش مما يخيف النظام الباكستاني الذي يواصل محاولاته لإيجاد طرق جديدة لخداع المسلمين في باكستان وخداع قواتهم المسلحة تجاه قضية كشمير.

 

إنّ الخريطة السياسية الجديدة التي نشرها النظام الباكستاني هي مجرد محاولة جديدة من هذا القبيل، لتقديم نفسه على أنه مدافع عن قضية كشمير، حين شاهد الغضب والإهانة اللذين شعرت بهما الهند عندما مرر البرلمان النيبالي خريطة توضّح المناطق الحدودية المتنازع عليها مع الهند باعتبارها ملكاً لها، فتبنى النظام الباكستاني الفكرة نفسها من نيبال، على أمل أن يُظهر ذلك جديته بشأن قضية كشمير، من أجل حماية نفسه من الغضب العام. ولكن تصرفات الحكومة النيبالية أحدثت اضطرابات إقليمية لأنه ينظر إلى نيبال تقليدياً على أنها بلد أضعف من أن يقف في وجه الهند، وكانت دائماً تسير على الخط الهندي. لذلك، عندما تحدّت الحكومة النيبالية بدعم صيني الحكومة الهندية سياسياً من خلال إصدار خريطة سياسية جديدة، اعتبر ذلك انفصال نيبال عن الخط الهندي وتحديا للهند نيابة عن الصين. وعُدّ ذلك على أنه حدث مهم، لأن الصين ونيبال والهند تشترك في الحدود المتنازع عليها، وإعلان نيبال عن تلك الخارطة يعني أنها تسعى للحصول على الدعم الصيني لحماية مصالحها الخاصة. ومن ناحية أخرى، تعتبر باكستان قوة إقليمية يُنظر إليها تاريخياً على أنها مساوية للهند، فهي بلد مسلح نووياً وفيه جيش قوي، وله تاريخ من الاشتباكات العسكرية مع الدولة الهندوسية. وهكذا، فإنه عندما نشر النظام الباكستاني خريطة سياسية لباكستان تظهر كشمير المحتلة كجزء من باكستان، بينما أعلن بوضوح أنه لن يستخدم القوة العسكرية لتحقيق هذه الخريطة السياسية، أصبح النظام الباكستاني أضحوكة. لقد كان موضوعاً للسخرية والازدراء والنقد العام بسبب استخدامه لمزيد من الحيل والإجراءات الشكلية، التي ليس لها تأثير على أرض الواقع أو على توازن القوى الإقليمية، وقد بات المشهد السياسي والمجتمعي واضحاً في باكستان حول ما يجب عمله بشأن حل قضية كشمير، وهو أن تعلن القوات المسلحة الباكستانية الجهاد في سبيل الله.

 

إن نشر النظام الباكستاني للخريطة السياسية الجديدة، ورفض المسلمين في باكستان لها، دليل آخر على أن الفراغ السياسي بين الناس في باكستان والحكام الحاليين بلغ ذروته. والمسلمون في باكستان يحبون الإسلام ويريدون أن يحكموا بالشريعة الإسلامية، يريدون أن يروا دولة الإسلام، الخلافة على منهاج النبوة، قائمة على أرضهم، تحكمهم بما أنزله الله، وتحل مشاكلهم بالإسلام، وتحشد قواتنا المسلحة لتحرير كشمير وفلسطين...

 

بقلم: المهندس معز الدين – باكستان

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 26 آب/أغسطس 2020م 00:55 تعليق

    لا حل ولا خلاص إلا بالخلافة الراشدة اللهم هيئ سبيل إقامتها

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع