الأربعاء، 25 شوال 1446هـ| 2025/04/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

2025-03-26

 

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 540

 

 

يا أبناء جيوش المسلمين قاطبة: لقد رأينا كيف أن جيوش الكفار تتحرك لنصرة شعوبها ولحماية مصالحها، بينما أنتم أصحاب الإيمان والقوة تقفون مكتوفي الأيدي أمام طغيان اليهود، وكأن الأمر لا يعنيكم! أتخشون الغرب وأمريكا؟ أتخافون حكاماً خانعين؟ فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين.

 

 

 

===

 

إلى جيش الكنانة

وجيوش الأمة

 

على إثر استئناف كيان يهود الغاصب لحرب الإبادة الجماعية والتهجير التي يشنها على قطاع غزة أصدر حزب التحرير في ولاية مصر نشرة بعنوان "إلى جيش الكنانة وجيوش الأمة، نداء الواجب لتحرير الأرض المباركة" جاء فيها: يا أجناد الكنانة ويا كل جيوش الأمة: إن أرض فلسطين، مسرى نبيكم ﷺ، تستصرخكم، وأهلها يُذبّحون، وأطفالها يُيتمون، ومساجدها تُدنّس، وأرضها تُغتصب منذ عقود، ولم يكن ذلك لِيَحدُث لولا تواطؤ الأنظمة العميلة، وخذلان القادرين منكم الذين يملكون القوة، لكنهم لم يحرّكوا جيوشهم نصرةً للإسلام والمسلمين!

 

إن الله سبحانه وتعالى قد أوجب عليكم نصرة المستضعفين، قال تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾...

 

وجاء فيها أيضا: يا جند الكنانة ويا كل جنود الأمة المغاوير: أما هالكم ما ترون وتسمعون؟ ألا تغضبون لله ولحرماته ولدماء أهلكم في الأرض المباركة التي تسيل أنهارا؟ أيعجبكم جوعهم وضياعهم ودماؤهم تلك؟ ألا ترون ما يفعله يهود ونقضهم لكل ما يبرم من هدن ومواثيق وعهود؟ فكيف لا تحترق الدماء في عروقكم غضبا لقتل إخوانكم؟! إن ما يحدث لأهل الأرض المباركة إن لم يحرككم ويدفعكم دفعا لتحريرها فلا خير فيكم، فواجبكم الآن هو الاصطفاف في صف أمتكم ونصرتهم وحفظ دمائهم التي تراق وتحرير أرضهم المغتصبة، وأولا اقتلاع كل ما يحول بينكم وبين هذا الواجب ويمنعكم من نصرة إخوانكم المستضعفين فلا تخذلوا أمتكم وانصروها يرحمكم الله.

 

يا جيوش المسلمين: إن حكامكم يمنعونكم ويحولون بينكم وبين التحرك، ويكبلون أيديكم باتفاقيات الذل والخيانة، لكنكم أبناء هذه الأمة، ورجالها الأحرار، أحفاد خالد بن الوليد وصلاح الدين والمظفر قطز، فإياكم أن تكونوا أداة بيد الظالمين، وإياكم أن تبيعوا آخرتكم بدنيا الحكام الفاسدين.

 

وحول واجب جيوش المسلمين تجاه الأرض المباركة فلسطين، قالت النشرة: إن الواجب عليكم اليوم هو:

 

التحرك الفوري لتحرير فلسطين بكل ما أوتيتم من قوة.

 

رفض أي أوامر تمنعكم من نصرة إخوانكم في غزة وكل الأرض المباركة وإزالة الحدود التي تحاصرهم وتفصل بينكم وبينهم.

الانحياز إلى أمتكم، لا إلى الحكام الذين خانوا الله ورسوله والمؤمنين.

 

العمل لإقامة الخلافة الراشدة، التي ستوحد الأمة وتقود جيوشها لتحرير فلسطين وسائر بلاد المسلمين المحتلة.

 

وتابعت النشرة: يا أجناد الكنانة: لقد حانت ساعة الحسم، فلا عذر لكم بعد اليوم، فإما أن تنصروا دينكم وأمتكم، وإما أن تبوءوا بإثم القعود والخيانة، والله سائلكم عن سلاحكم، هل استُعمل في نصرة المسلمين أم في حراسة عروش الظالمين؟!

 

وختم حزب التحرير/ ولاية مصر نشرته مواصلا نداءه لجيش مصر خاصة وجيوش الأمة عامة: يا أجناد الكنانة وكل جنود الأمة: من للإسلام إن لم يكن أنتم ومن ينصره غيركم ومن يحمل هم الأمة سواكم؟ إن الأمة بحاجتكم، تتطلع إليكم تستصرخكم وتستنصركم، فلبّوا نداء الأمة، واصدعوا بكلمة الحق، واحملوا سلاحكم لله، وسيروا في سبيله، واعلموا أن النصر قادم لا محالة، وأنه لن يكون إلا بسواعدكم وبإقامة دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وتطبيق شرع الله في الأرض.

 

 

===

 

يا جنود المسلمين كل باسمه ورتبته

لا عذر أمام الله لكم بعد اليوم

 

والله إن الكلمات لتعجز عن وصف جرائم يهود وهم يقصفون خيام الأبرياء النيام، يستهدفون المدنيين العزل في ظل وقف إطلاق النار المزعوم والملغوم، غير أن الجريمة الكبرى والخيانة العظمى هي خذلان هؤلاء المستضعفين، من حكام المسلمين وجيوش الأمة القادرين على نصرتهم وقطع دابر كل من يفكر في التسلط عليهم؛ أما الحكام فقد تودع منهم فهم شركاء يهود في جرمهم، ولكن يبقى الأمل معقودا في أبناء الأمة المخلصين في الجيوش، الذين لن نمل تذكيرهم بما أوجب الله عليهم من نصرة حقيقية لأهل فلسطين وتحرير كامل أرضها، نذكرهم بقوله ﷺ: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ يُحِبُّ فِيهَا نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ يُحِبُّ فِيهَا نُصْرَتَهُ».

 

أما علمتم أن الله هو القوي العزيز؟! أما علمتم أن النصر بيد الله؟! أما قرأتم قول الله تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾؟

 

 

===

 

حزب التحرير/ ولاية تركيا

فعاليات ليلية "متى ستتحركون من أجل غزة؟!"

 

أمام المجازر الوحشية والإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 17 شهراً، التي يرتكبها كيان يهود المجرم بحق المسلمين العزل في قطاع غزة، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 170 ألف شخص حتى الآن، نظم حزب التحرير/ ولاية تركيا فعاليات جماهيرية ليلية يوم الثلاثاء، 18 رمضان المبارك 1446هـ الموافق 18 آذار/مارس 2025م في عدد من المدن التركية على إثر خرق كيان يهود المجرم فجر ذلك اليوم اتفاق وقف إطلاق النار، وباغت أهل غزة العزل بأكثر من مائة غارة جوية متزامنة أودت بحياة أكثر من 430 شهيدا جلهم من النساء والأطفال وإصابة المئات وفقدان العشرات تحت أنقاض المباني المهدمة. كانت الفعاليات تحت عنوان:

 

"متى ستتحركون من أجل غزة؟!"

 

لرفض حل الدولتين المزعوم ولمطالبة المسلمين بالتوحد تحت راية خليفة واحد يحرك الجيوش فوراً لنصرة المسلمين المستضعفين في الأرض المباركة (فلسطين) ولتحرير المسجد الأقصى المبارك وكل فلسطين المحتلة من نهرها إلى بحرها من براثن يهود القتلة المجرمين.

 

 

===

 

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

 

الإسلام ليس جمعية خيرية ولا صندوق زكاة، الإسلام مبدأ طبق في واقع الحياة لأكثر من ثلاثة عشر قرنا، والاقتداء برسول الله ﷺ لا يكون فقط بالجود والإحسان وإعانة المحتاج وإغاثة الملهوف، فرسول الله ﷺ أقام الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، وطبق الإسلام، وجاهد في سبيل الله، وحافظ على المسلمين وبلادهم ودمائهم وأرواحهم وممتلكاتهم، فعاشوا في الدنيا سعداء تظلهم أحكام الإسلام، فلا بد من العمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية الثانية التي تحكم بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، طاعة لله وامتثالا لأمره: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، والعمل لإقامة الدولة الإسلامية لا يمنع الصلاة والصيام والزكاة بل صدق التوجه لله وإخلاص العمل بطاعة الله ورسوله والحرص على الصيام والصلاة يحرض المسلم ويدفعه لإقامتها كي تعيد الإسلام إلى واقع الحياة مؤثرا ومشكلا لحياة البشرية كما كان على طول ثلاثة عشر قرنا من الزمان وكما أمرنا الله تبارك وتعالى ورسوله ﷺ.

 

 

===

 

رمضان والتقوى والإنابة إلى الله تعالى

 

قال الله تبارك وتعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ».

 

إن شهر رمضان فرصة لكل منا ليراجع طاعته لله ولرسوله مراجعة تفضي إلى طاعة مخلصة صادقة لله ورسوله، تعمر القلوب بتقوى الله، وبتلاوة القرآن الكريم تلاوة تدبر وفهم، للعمل بما جاء فيه رجاء رحمة الله تبارك وتعالى والخوف من عذابه، وأن يكون أحدنا رحيما هينا لينا بأخيه المؤمن، صلبا عزيزا على الكافرين لا تأخذه بالله لومة لائم، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر عاملا لتطبيق شرع الله، قلبه مفعم بحب الله ورسوله والمؤمنين، عاملا لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية التي تحكم بشريعة الله على منهاج رسول الله ﷺ فتحقق العدل والإنصاف للناس وتحقن دماء المسلمين وتحفظهم وترعى مصالحهم بما يرضي الله ورسوله ﷺ.

 

 

===

 

الإسلام وحدة واحدة

الشريعة والشعيرة

 

ليس المقصود من الصيام الامتناع عن الطعام والشراب، بل تحقيق التقوى التي توقظ القلوب، وتنشط النفس لإخلاص العمل بطاعة الله وحسن عبادته، التي تظهر في عمل الجوارح، والسلوك والمعاملات في واقع الحياة، وتنظيم شؤون حياة الناس بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ.

 

وعلى أهمية الصيام والشعائر التعبدية إلا أنها لا تكفي لوحدها، فالإسلام لا يتجزأ، ويجب أخذه كله جميعا وحدة واحدة؛ الشريعة والشعيرة، والعبادة لا تقتصر على الشعائر المعروفة من صلاة وصوم وزكاة وحج، إنما تشمل حياة الإنسان كلها، من المهد إلى اللحد، كل حركاته ونشاطه في الحياة، إن كانت الشعائر التعبدية أو الأعمال الدنيوية، من تجارة وبيع وشراء، وسياسة وحكم وقضاء، وزواج وطلاق، وسلوك وأخلاق ومعاملات، وجهاد في سبيل الله، والصبر على الشدائد والمحن، وتعمير الأرض، كل ذلك بالالتزام بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وتطبيق شرعه وتنفيذ أمره ونهيه. وإلا كان في حق المسلم الذي يفصل بين الشريعة والشعيرة قول الله تبارك وتعالى على لسان رسوله ﷺ في سورة الفرقان: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً﴾.

 

 

===

 

لقد أوجب الله على المسلمين

أخذ الإسلام كافة دون استثناء

 

تتجلّى روعة التّشريع وحسنه عند تطبيق الإسلام كاملاً دون حذف أو نقصان فهو كعقد أحكمت حلقاته فإن انفكّت تبعثرت وضاعت. فأحكام الإسلام تعاضد بعضها بعضاً ليكتمل بمجموعها البناء ويزهو، فمن اتّبعها نال رضوان الله ومن حاد عنها تاه في ظلمات الكفر والشّرك ﴿يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.

 

لقد أوجب الله على المسلم أخذ الإسلام كلّه دون استثناء، قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ فعدم تطبيق الإسلام كلّه يسبّب الشّقاء للإنسان، وإن عُطِّل حكم من أحكامه الشّرعيّة أصاب البشريّة ضياع خيرٍ كبير سنّه الله لتنعم به ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾.

 

فعلى المسلمين العودة لتحكيم شرع ربّهم فيهم وأخذه جملة دون التّخلّي عن حكم واحد منه فيضربون بفكرة التّدرّج في تطبيق الشّريعة عرض الحائط لأنّها ساهمت في عدم تطبيقها، وعن طريق هذه الفكرة الخبيثة اطمأنّ المسلمون أنّ الحكم بأيدٍ أمينة وتخاذلوا عن تغيير واقعهم ورضوا به، وبعد فترة اكتشفوا عكس ذلك وأنّ هذا "الإسلام المعتدل" صنيع الغرب ويسير في فلكه يطبّق مخطّطاته، وعليهم رفض تطعيم هذا النظام الرأسمالي الكافر ببعض الأحكام الشرعية حتّى لا يساهموا بذلك في إطالة عمر هذا النّظام الفاسد.

 

 

===

 

لن تصلح حال المسلمين

إلا بعودتهم إلى ربهم

 

لن تصلح حال المسلمين والبشرية قاطبة ولن يرفع عنهم البلاء وتسلط الأعداء إلا إذا عادوا إلى ربهم يلزمون كتابه وسنة رسوله ﷺ، فيسلكون سبيله المستقيم الذي رضيه لهم وأمرهم به. ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾، فواجب على جميع المسلمين المناداة بتحكيم شرع الله والعمل على إقامة حكم الله في الأرض.

الإسلام خير الشرائع وأكملها، ختم الله به الرسالات وجعله صالحا للنّاس جميعا وفي كل زمان ومكان وحفظه من التحريف، يلائم كل الأوضاع ويبين كل شيء. قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الفتاوى": "ليس لأحد أن يحكم بين أحد من خلق الله؛ لا بين المسلمين، ولا الكفّار، ولا الفتيان، ولا رماة البندق، ولا الجيش، ولا الفقراء، ولا غير ذلك؛ إلا بحكم الله ورسوله، ومن ابتغى غير ذلك؛ تناوله قوله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾".

 

 

===

 

أيها المسلمون في الشام

شام العزة والبطولة والإسلام

 

إنه لن يرفع شأنكم ويحفظ أعراضكم ويقهر أعداءكم إلا حكم الإسلام ودولته. فقد أثبتم بصبركم وثباتكم وتضحياتكم على مدار 13 عاماً أنكم بحق أحفاد الصحابة والفاتحين الذين رووا بدمائهم أرض الشام حتى يصلكم هذا الدين العظيم، وأثبتم بهتافكم الأجمل: "قائدنا للأبد سيدنا محمد" أنكم لن ترضوا عن حكم الإسلام بديلاً، فذلك وحده ما يكافئ دماءكم التي سُفكت وتضحياتكم التي بُذلت. فاثبتوا على ما خرجتم لأجله كي يكون الإسلام وحده هو المطبق في ظل دولةٍ يكون نظام الحكم فيها نظام الخلافة التي بشر بعودتها نبينا ﷺ بقوله: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، دولة تكون رئاسة عامة للمسلمين جميعاً، تجمع شتاتهم وتوحد قوتهم، وتعيد لهم قدسهم وأقصاهم وتطهرهما من دنس يهود، دولة لا تعترف بحدود وطنية أو قطرية خطها الكافر المستعمر بيديه الآثمتين.

 

يا أهل الشام: اعلموا أنه لا يجوز أن يكون نظام الحكم جمهورياً يكون التشريع فيه للبشر من دون الله، ولا يجوز أن يكون ملكياً أو إمبراطورياً أو غير ذلك، لأنه لا أمن للمسلمين ولا عزة ولا هناءة عيش إلا عبر نظام حكمٍ يرضي الله سبحانه ورسوله ﷺ.

 

يا أهل التضحيات، يا من نصركم الله وأعزكم: لقد آن لنا أن نرضي الله دون أن نخشى فيه شرقاً أو غرباً، فالله وحده أحق أن نخشاه. قال تعالى: ﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. نعم، لقد آن لنا أن نسعى لإنهاء حقبة الحكم الجبري التي أذاقت أمتنا الويلات وأوردتنا المهالك، وأن يكون جل همنا وسعينا وحشد طاقاتنا باتجاه إقامة حكم الإسلام عبر دولة الإسلام، دولة الخلافة التي آن أوانها وأطل زمانها بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز.

 

 

===

 

يا أهل السودان

ألم يأن لكم أن تقفوا في وجه تمزيق بلادكم

 

يا أهل السودان، أيها المخلصون لعقيدتكم ودينكم: ألم يأن لكم أن تخشع قلوبكم لذكر الله وما نزل من الحق، فتقولوا كفى لتمزيق بلدكم، وكفى لتطبيق العلمانية، وأنظمة الكفر في بلادكم، فكل ذلك يغضب الله سبحانه وتعالى عنكم، وأنتم أحباب رسول الله ﷺ، الذين جعلتم غايتكم في هذه الحياة هي نوال رضوان الله؟!

 

ألم يأن لكم أن تقفوا في وجه التمزيق، وتنبذوا العلمانية، وتأخذوا على أيدي دعاتها؛ وهي التي أوصلتكم إلى هذا الدرك السحيق، فاستبيحت وحدتكم، وكل حرماتكم؛ بأيدي هؤلاء العلمانيين، واستبيحت مقدساتكم، وثرواتكم، بأيدي أسياد هؤلاء العلمانيين؟!

 

فقوموا أيها المسلمون المخلصون لطاعة الله، وخذوا على أيدي دعاة العلمانية، والديمقراطية، والحريات، الساعين لتفتيت ما تبقى من بلدكم، خذوا على أيديهم، وارفعوا صوتكم أنكم لا ترضون بسلخ شبر من بلادكم، ولا تقبلون إلا بالإسلام العظيم، ونظام حكمه؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تؤسس لحياة ملؤها الطاعة؛ بالعبودية الكاملة لله رب العالمين.

 

أيها المخلصون من أهل القوة والمنعة: اعلموا أنكم قادرون على تغيير هذه الأوضاع، وقلبها رأسا على عقب إذا استعنتم بالله حق الاستعانة، وتوكلتم على الله حق توكله، فهو القوي العزيز، واعلموا أن من خلفكم من المسلمين، الذين استقرت عقيدة الإسلام في قلوبهم، يبحثون عن أبواب الجنة، فميتة في سبيل الله أحب إليهم من حياة في معصية الخالق، وأن صحائف التاريخ حاضرة لتخط مجدا مسطورا، فقوموا لطاعة الله، وأعطوا النصرة لحزب التحرير؛ ليقيمها خلافة راشدة على منهاج النبوة، لتستقيم حياتكم على الجادة، ويقتلع نفوذ الكافر المستعمر من بلاد المسلمين، وتطهر بلاد المسلمين من رجس الأعداء المغتصبين، وتعودوا لتخرجوا الناس من الظلمات إلى النور.

 

===

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع