- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
قراصنة الثورة في السودان من "عرض ميادين الجماهير" إلى جهة العلمانية
على صفحة قناة الحرة 18 كانون الثاني/يناير 2019م ورد تقرير عن مشاركة المرأة في احتجاجات السودان، جاء فيه: المطالبة بحرية المرأة، ومحاربة الزواج القسري، وحرية المرأة في ارتداء البنطال، ومحاربة القوانين التي تحد من حريتها، إن حلمها يتمثل في "رؤية نهاية التمييز بحق النساء". المقولة التي أطلقها الثائر الصيني "ماو" في أربعينات القرن المنصرم: "الثورات العظيمة يخطط لها الأذكياء وينفذها الأبطال ويستغلها الجبناء"، تكاد هذه المقولة تنطبق على الثورة العارمة التي تعتمل في صدور الجماهير وتحتدم في الميادين في السودان.
إن أحابيل سارقي الثورات طويلة، وعريضة، ولا يدرك مراميها إلا من اكتوى بها، ودرس التاريخ والثورات في بلاد المسلمين، وعلم بما يجرى فيها من التفاف على مطالب الشعوب، وتحويلها لمصلحة جهة ما لا علاقة لهم بها لأن المتسلقين والانتهازيين كثر، وهم يتقنون تغيير جلودهم، والقفز إلى الجهة المناسبة، ولكننا نقول لهم كما قال الشاعر:
هذا الخريف تغيّر الديكور خلف عباءتين
فصفق الديكور للجمهور واشتعل المطر
وحدي صرخت وكان هزواً أو عناداً
قلت يا ريح اطفئينا نارنا ولدت رماداً
ليس هذا المنتظر
نعم في ميدان الثورة هناك أطياف كثيرة، وكلهم من المسحوقين تحت نير الطغيان، ولكن بدرجات متفاوتة؛ الظلم، وهضم الحقوق، هو الجامع والموحد لهذه الأطياف، لكن ليس من الحقيقة أن نقول إن سبب الظلم هو عدم المساواة بين الرجل والمرأة، وتغييب الحريات، والحل هو في الديمقراطية العلمانية، بل يمثل هذا التوجه محاولة انتهازية جريئة لإعطاء الثورة عنواناً غير الذي قامت من أجله تمهيداً لاختطافها، والحق أن التضحيات ودماء الشباب الذين ماتوا والمعتقلين، لم تكن من أجل العلمانية أبداً، بل ثاروا إحساساً بالظلم، فمات الطفل والطالب والطبيب والمهندس وغيرهم...
وللمظلوم الحق فيما قام به من رفض للظلم، ولو تحول الأمر للتضحية من أجل الانعتاق والتحرر، لأن هذا النظام جثم على صدور الناس عشرات السنين، وهو غارق في الفساد معتمداً على القبضة الأمنية لقهر الناس، بمن فيهم المرأة، فتمادى في ظلمها وهضم حقوقها، ولكن ألا يحق للذين يتحدثون عن وضع المرأة في ظل هذا النظام الغاشم، الذي أوجد الظلم، أن يتحدث من منطلق مشروع الأمة بوصفنا مسلمين، نملك حلولاً ربانية غيّبها نظام الإنقاذ؟! ما أفقد المرأة مكانتها في المجتمع، وهي تلهث وراء لقمة العيش، فأوجد الفراغ داخل البيت فأدى ذلك إلى التفكك الأسري، والنسب المرتفعة للطلاق؟! هذه هي المشكلة الحقيقية التي تعانيها المرأة، والتي لا حل لها إلا بنظام الإسلام.
ولكن نتيجة للتضليل الذي يمارسه نظام الإنقاذ العلماني برفعه شعارات الإسلام أصبح كل من يقدم المشروع الإسلامى هو الأكثر عرضة لتسلط القبضة الأمنية، لأنه يكشف زيف الحكومة، وكذبها في أنها تطبق الإسلام، كما أنه أكثر عرضة لهجمة العلمانيين؛ سارقي الثورات، ولكن هذا نصر لمشروع الإسلام، لأنه نار تحرق الظلم ونور يبدد الظلمات. فالعلمانية هي المشكلة التي تعاني منها الشعوب والأمم، وليست هي الحل، بل الحل هو في نظام الإسلام الذي يطبق فيه شرع الله، في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة/ غادة عبد الجبار- (أم أواب)
وسائط
1 تعليق
-
اللهم ثبت الثوار في السودان واحفظهم وانصرهم