السبت، 28 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قمّة رقميّة... وتتواصل الوعود بحقوق المرأة الوهميّة!!

 

في 22 أيلول/سبتمبر 2018 نظّمت مؤسّسة كونراد أديناور ملتقى يحمل عنوان "النّسويّة في العالم العربيّ: قراءة نقديّة"، في تونس العاصمة بالاشتراك مع جمعيّة تونس الفتاة. وكونراد أديناور مؤسّسة سياسيّة انبثقت من "جمعيّة العمل التّعليميّ المسيحيّ الدّيمقراطيّ" وهي موالية للحزب المسيحيّ الدّيمقراطيّ، وتهتمّ - كما تدّعي - بدعم الدّيمقراطيّة وسيادة القانون وتعزيز السّلام... وتنشط في أكثر من 120 دولة، كما أنّ لديها 16 مكتباً في ألمانيا وأكثر من 80 مكتباً في بلدان أخرى...

 

تعمل هذه المؤسّسة في تونس منذ سنوات وبعد ثورة 14 كانون الثاني/يناير كثرت نشاطاتها وشملت جميع الأصعدة... ويتركّز عملها خاصّة حول الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان والحوار الثّقافيّ والحضاريّ وتعتمد على المنظّمات المحلّيّة أي المجتمع المدنيّ التّونسيّ وخاصّة الشّباب والأكاديميّين والمثقّفين ورجال الأعمال. كان لها يوم 8 شباط/فبراير 2018 نشاط بمناسبة الأسبوع العالميّ للوئام بين الأديان، تحت عنوان "أبناء إبراهيم عليه السّلام على أرض تونس". وتبثّ هذه المؤسسة التي تواصل نشاطاتها في بلدان عدّة ومنها تونس مفاهيم بعثت من أجلها وتنشر أفكار حضارة الغرب وتروّج لها بمساعدة الجمعيّات والمنظّمات ذات المسار نفسه والأهداف ذاتها.

 

في 13 كانون الأول/ديسمبر 2016 منح رئيس الجمهوريّة الباجي قايد السّبسي بقصر قرطاج ممثّل مؤسّسة كونراد أديناور الألمانيّة بتونس، هاردي أوستري، الصّنف الثّاني من وسام الجمهوريّة؛ تقديرا لما قام به من عمل لدعم أواصر الصّداقة والتّعاون بين تونس وألمانيا خاصّة في مجال إنجاح البرامج المشتركة لدعم مسار الانتقال الدّيمقراطيّ، وفقا لما جاء في نصّ بلاغ رئاسة الجمهوريّة... وفي 2017/02/03 التقى بممثّلها الجديد هولغر ديكس الذي عبّر عن استعداد المؤسّسة الألمانيّة لمواصلة التّعاون مع كافة مكوّنات المجتمع المدني والأحزاب السّياسيّة في تطبيق وإنجاح البرامج المشتركة لدعم المسار الدّيمقراطي في تونس. (الصّباح نيوز)

 

تحت عناوين فضفاضة تُمرَّر المشاريعُ والبرامجُ وتتمكّن هذه المؤسّسات من الحصول على المعلومات وتبثّ ما تريد من مفاهيم تخدم ما بُعثت من أجله:

 

فمؤسّسة كونراد أديناور الموالية للحزب المسيحيّ تحمل اسم أوّل مستشار لجمهورية ألمانيا الاتّحاديّة والذي وقّع اتّفاقيّة المصالحة والتّعويض مع كيان يهود والمنظّمة اليهوديّة العالميّة بتاريخ 1952/9/10 في لوكسمبورغ... جذور تاريخيّة لا تنبئ إلّا بشرٍّ مستطير: الغاية من ورائه السّيطرة على الدّول المدروسة والتي تنشط فيها هذه المؤسّسة وغيرها من المؤسّسات المشبوهة، والهيمنة عليها ومحاصرتها لنشر مفاهيم مبدئها وإلغاء مفاهيم مبدأ آخر. (نشر مفاهيم رأسماليّة علمانيّة وإلغاء المفاهيم الإسلاميّة والهدف الرّئيسيّ من وراء ذلك هو الهيمنة والسّيطرة).

 

 حين تعمل هذه المؤسّسة وبالتّعاون مع مركز الاتّصال "سيغما" على دراسة "الدّين والسّياسة في شمال إفريقيا" لتبحث في هذه النّقاط:

 

- علاقة أهل البلد بالإسلام والإسلام السّياسي

 

- أهل البلد وفهمهم للتطرّف الدّيني

 

- نظرة أهل البلد لتنظيم الدّولة الإسلاميّة

 

وحين تتصدّر الإحصائيّات التي شملتها هذه الدّراسة ملاحظات مثل:

 

- يشعر المستجوَبون بأنّهم مسلمون ثمّ (مواطنون) باستثناء تونس

 

- من ناحية المواجهة والتّفضيل: الهويّة الدّينيّة تتقدّم دائما حتّى في تونس

 

- المستجوبون في البلدان الخمسة لشمال إفريقيا تقريبا يجمعون على الرأي القائل بأنّ الإسلام مهمّ أو مهمّ جدّا في حياتهم

 

- هناك درجة عالية من اليقين حول فهم قواعد الإسلام.

 

حينها يقف كلّ من عنده بصيرة وله دراية وعلم بل يقين بخبث الغرب وسعيه وراء النّيل من بلاد المسلمين وعمله الدءوب المتواصل لمعرفة أحوال المسلمين حتّى يسيطر ويفرض حضارته الغربيّة عليهم... يقف على أنّ مثل هذه الدّراسات لا تخلو من أهداف دنيئة يراد من ورائها التّجسّس والإحاطة بكلّ ما يجري في بلاد المسلمين وخاصّة شمال إفريقيا لما له من موقع استراتيجيّ وما فيه من ثروات ولأنّه مركز التّغيّرات والثّورات... لذا كان له النّصيب الأوفر من اهتمام الغرب الذي جنّد مراكزه وأبحاثه ودراساته لمعرفة ما يجري فيه، يساعده في ذلك أعوانه وعملاؤه.

 

دراسة تبحث في الإسلام في دول ثارت شعوبها ونادت بالتّغيير وبإسقاط النّظام فكانت النّتائج متضاربة ومتناقضة تعكس تلاعب هذه المؤسّسات التي عرفت بعملها وخدمتها لمصالح الغرب والسّهر على تنفيذ مخطّطاته، تلاعبها بالحقائق والأرقام كما تبيّن - رغم التّحفّظات على ما ذَكَرَت - حالة الشّعوب المسلمة التّائهة التي ضلّت طريقها وتبحث عمّن يدلّها إليه. فرغم التّناقض في المواقف وحسب "الدّراسة" فإنّ الغالبيّة في دول شمال إفريقيا تفضّل الفصل بين السّياسيّ والدّينيّ من جهة وتنادي من جهة أخرى بأن تكون الشّريعة المصدر الوحيد لسنّ القوانين، ورغم ما جاء في الدّراسة من أرقام تبرهن على أنّ تونس أكثر البلدان تأثّرا بالمفاهيم الغربيّة إلّا أنّ المستجوَبين أكّدوا وعيهم بما يحوكه الغرب (52.8 من المستجوبين في تونس يقولون إنّ أمريكا وراء إنشاء تنظيم الدّولة الإسلاميّة).

 

تحت إشراف هذه المؤسّسة وفي 7 و8 من أيلول/سبتمبر الجاري الْتأمت بضاحية قمرت بتونس القمّة الرّقميّة للمرأة في منطقة المتوسّط، ووفق ما صرّح به المستشار الأوّل لدى رئيس الجمهوريّة المكلّف بالأمن القوميّ كمال العكروت لوكالة تونس إفريقيا للأنباء "فإنّ الغاية من هذه القمّة هي، دفع المرأة في منطقة المتوسّط إلى الاستثمار أكثر فأكثر في الاقتصاد الرّقمي، لا سيّما وأنّ هذا النّوع من الاقتصاد يعتبر غير مكلّف وتستطيع المرأة أن تطوّعه وفق مؤهّلاتها وظروفها، واعتبر أنّ المرأة رغم تميّزها في مجالات عدّة، بقي اقتحامها للاستثمار الرّقميّ "محتشما" مقارنة بالرّجل رغم أنّه لا يوجد ما يعيق اندماجها فيه".

 

وأضاف أنّ اختيار البرنامج الإقليميّ لجنوب المتوسّط للمؤسّسة الألمانيّة (كونراد أديناور) تونس لاحتضان النّسخة الأولى للقمّة الرّقميّة للمرأة في منطقة المتوسّط ينبع من قناعة بريادة المرأة التّونسيّة في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما أكّد أنّ مؤسّسة رئاسة الجمهوريّة بوضعها هذه القمّة تحت إشرافها تراهن على قدرة المرأة التّونسيّة دخول الاستثمار الرّقميّ بتفوّق، مضيفا أنّ المنظّمين في حال تحقيق القمّة لأهدافها سيجعلون تونس مقرّا دائما لاحتضانها. (شمس أف أم 2018/09/05).

 

لا زال ملفّ المرأة هو الملفَّ المهمّ الذي توضع له الدّراسات وتكرّس له الجهود حتّى تُستثمَر نتائجُه وتُوظَّف لغايات ظاهرها رحمة عارمة وباطنها عذاب محقّق. فرغم ما تؤكّده الحقائق والأرقام في تونس عن وضعيّة المرأة وما تعانيه من فقر وبطالة وتهميش (فإلى موفّى 23 أيار/مايو 2018 ما زالت من نساء تونس من تكافح من أجل الحصول على الماء) "مجلّة ميم"، وما زالت المرأة تتعرّض للموت في حوادث مرور مريعة وهي تركب شاحنة غير مؤمّنة لتبحث عن عمل يوفّر لها بضعة دنانير لا تكفيها طعاما، ناهيك عمّا تلاقيه من تعنيف جسدي واستغلال جنسي تتكتّم عن التّصريح به حتّى لا تفقد عملها... ووفق إحصاءات المنتدى التّونسيّ للحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة في عام 2015، فقد سجّلت عشرات حوادث انقلاب شاحنات تقلّ فلاحات. (رصيف 22: 2017/10/21)

 

ما زال الغرب ومنظّماته وأعوانه يعزفون سيمفونية حقوق المرأة والدّفاع عنها ومساواتها بالرّجل. هذه السّيمفونيّة المشروخة نجدها بين الحين والحين تتصدّر تقارير ووثائق يقوم بها الغرب لدراسة الأوضاع في بلاد المسلمين والتّجسّس عليهم لمعرفة ما يدور في بلادهم وما يحملونه من مفاهيم من الممكن أن تهدّد مصالحه وحضارته.

 

إنّ اختيار تونس لاحتضان مثل هذه القمّة وغيرها لم يكن اعتباطيّا أو عفويّا بل هو ناتج عن دراسات وبحوث مهّدت الأرضيّة المناسبة ليقوم هؤلاء بنشر ما يشاؤون فلا يلقون صدّاً ولا معارضة بل مباركة وتأييدا من أصحاب القرار والشّعوب في غفلة عمّا يحدث.

 

تدخّل أجنبيّ صارخ في شؤون البلاد تذكّيه مباركة من حكومة باعت البلاد وجعلتها مرتعا لكلّ من هبّ ودبّ لينهب الخيرات والثروات ويحكم السّيطرة على المفاهيم والقناعات ويبثّ سموم حضارته الغربيّة وما تنشره من حقوق وهميّة وحرّيات.

 

تدخّل لن يوقفه إلّا من له غيرة على هذا الدّين وعلى كلّ شبر من بلاد المسلمين فيقتلع جذور هذا الاستعمار ويجمع المسلمين ويوحّدهم ويلمّ شتاتهم فيعود للأمّة مجدها وعزّها وريادتها لتقود العالم تحت راية لا إله إلّا الله.

 

﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التّحرير

زينة الصّامت

 

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj السبت، 29 أيلول/سبتمبر 2018م 23:40 تعليق

    بوركت أحتنا الفاضلة وبوركت جهودك الطيبة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع