- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مقترحات لجنة الحريات ظلام يمحوه نور الإسلام العظيم
إن ما نراه اليوم في هذا العالم المعتّم بأفكار الغرب الاستعماري والحاقدين على الإسلام والمسلمين وما نسمعه من استهداف واستخفاف بالمسلمين واستهزاء في بلدنا من أحكام الدين لدليل واضح على المخطط الغربي الكامل لضرب ما تبقى من النظام الاجتماعي الإسلامي في بلادنا.
وإن مقترحات لجنة الحريات الفردية والمساواة والتي حاول بعض شياطين الإنس إلباسها لبوسا شرعيا، أغلبها لا يحتاج لكثير نظر لإبطالها فهي مسائل قطعية معلومة من الدين بالضرورة.
ومن بين هذه المقترحات إلغاء عقوبة الإعدام في مناقضة صريحة لقول الله تعالى: ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.
وفي محاددة لأحكام الشرع الحنيف قضية المساواة في الميراث وهي ليست قضية تبحث ولا هي قضية ذات موضوع في النظام الاجتماعي ولا يقول بها أحد من المسلمين إلا تقليدا للغرب الذي كان يهضم حقوق المرأة.
أما الإسلام فقد أقام نظامه على أساس متين يوفر القيم الحقيقية اللائقة بكرامة الإنسان الذي كرمه الله تعالى بقوله: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾.
وفي مناقضة لأحكام الله ورسوله السماحُ للمسلمة بالزواج من غير المسلم، قال تعالى: ﴿وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ﴾.
أما مسألة إلغاء المَهر فهو حقّ ثابت للزوجة تأخذه كاملا حلالا عليها؛ قال الله تعالى في سورة النساء: ﴿وَءاتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾، قال ابن عباس رضي الله عنه: النحلة: المهر. وقال ابن كثير رحمه الله في مضمون كلام المفسرين في هذه الآية: أن الرجل يجب عليه دفع الصداق إلى المرأة حتما وأن يكون طيّب النفس.
فيا لجنة الحريات، أإلهٌ مع الله؟! وأي حق أعظم من الحق الذي أعطانا إياه الإسلام؟ ﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾؟!
أما إلغاء العِدّة للمطلّقة والأرملة فهو أكبر جرم تقترفه لجنة الحريات لما عارضت قول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾، وقول النبيeفي المتوفى عنها زوجها: «امْكُثِي فِي بَيْتِكِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ» (رواه أبو داود في سننه).
فالإسلام نظّم الصلة بين الرجل والمرأة تنظيما مُحكما وجعل كل صلة مضبوطةً بأحكام شرعية، فقد جاء في الحديث الشريف: «الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْب» البخاري عن النعمان بن بشير.
أما فيما يتعلق بالأسرة فقد أسقطوا واجباً على الرجل وهو واجب النفقة، وأسقطوا عنه رئاسة العائلة وقوامته عليها، وأوجبوا أمرا لم يوجبه الشرع وهو إلزامها بالنفقة وسلبها امتيازاتها المالية المفروضة لها بدعوى إنصاف المرأة ورفع الظلم عنها.
وهي دعوى باطلة ضالة ومضللة، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾، وإن هذه القوامة من تمام نعمة الله تعالى علينا، لأنها ملائمة ومناسبة لكل من الرجل والمرأة وما أودع الله فينا من صفات جِبِلِّية، ومن استعدادات فطرية.
فقوامة الرجل على المرأة لا تقتضي تفضيله عليها في الدين أو الدنيا، والعشرة بينهما عشرة صحبة، ولكل منهما حقوقه وواجباته، قال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾.
في الأخير، إن رفع هذه الشعارات البراقة حول تحقيق الحرية الفردية والمساواة لن تجلب سوى التحلل من أحكام الله، فشتان بين نظام الإسلام الذي يحرم الموبقات ويأمر بالتقوى والسجايا الحميدة وبين ما وصلت إليه المجتمعات الغربية من انحطاط وانتهاك لحقوق المرأة والتعامل معها بأبشع صور العنف، ولا أدل على ذلك من تلك الإحصائيات التي تقدمت في ثنايا بحوثهم وتقاريرهم والتي تبين حجم العنف المسلط على المرأة في الغرب، فبم يبشّرون؟!
فالحمد لله الذي أتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ذكرى بن رحومة – تونس