الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق ثورة الشام وخشية الكفر من انتصار الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنّ "كثيرين يعتقدون أن تأييد روسيا لسوريا ينبع من رغبة موسكو في مواصلة بيع الأسلحة لنظام الرئيس بشار الأسد أو سعيها للحفاظ على منشآتها البحرية في ميناء طرطوس، ولكن هذه ليست سوى تكهنات سطحية ومضللة، والسبب الحقيقي وراء مقاومة روسيا لأي تحرك دولي ضد الأسد هو خشيتها من انتشار التطرف الإسلامي"


===============


التعليق:


إن التطرف المقصود كما فسره دهاقنة السياسة الغربية في مناسبات عدة وخلال سنوات عجاف هو في حقيقته العمل للإسلام من أجل استئناف حكمه وتطبيق شرعه، وهو المطالبة بالقضاء على النفوذ الغربي في بلاد المسلمين والتحرر من استعمارهم بكافة أشكاله، وهو أيضا العمل على اجتثاث كيان يهود وعدم القبول بوجوده واعتباره كيانا سرطانيا خبيثا تجب إزالته، وقد اعتبر الغرب مفهوم العمل للخلافة هو تتويجا للتطرف ورأس هرمه.


وبالرغم من أن الدول الاستعمارية قد أنفقت ثروات ضخمة في سبيل التصدي لدعوة الإسلام التغييري، فوضعت العراقيل أمام هذه الدعوة الربانية أملا في القضاء عليها، إلى درجة وصلت فيها للتحالف مع بعض الأطياف المستحدثة في الساحة الإسلامية والمسماة (بالمعتدلة) ففتحت لهم السبل للمشاركة السياسية والوصول إلى قباب البرلمانات وقصور الحكام أملا في الالتفاف على مفهوم الإسلام في الحكم والتضليل السياسي والفكري لأمة الإسلام، إلا أن هذه الدول قد أخفقت وبان عوارها، وكانت النتائج دوما عكس ما كانوا يأملون، حيث إن الإسلام التغييري قد نضج وأينع وترعرع ووصلت دعوته جنبات الأرض.


لقد حاول الغرب محاربة مفهوم الجهاد في سبيل الله واعتباره إرهابا كما يزعمون، وهو ما يصفون به مَنْ تلبس بالعمل المادي الجهادي في الدفاع عن أرضه وعرضه ومقدساته، ولما لم يجدوا هذا الوصف ينطبق على العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بالعمل السياسي والفكري رأوا استحداث مصطلح جديد يشيعونه بين الناس من خلال وسائل الإعلام ووسائل أخرى، فكان وصف التطرف هو ما تفتقت عنه أذهانهم، فاستخدموه ونشروه وأعلنوا الحرب عليه، وهي حرب واضحة المعالم، أساسها محاربة الإسلام وكل ما يفرزه من أفكار سياسية تدعو لوحدة المسلمين وانعتاقهم من ربقة الاستعمار الغربي.


ولما رأت الدول الغربية وروسيا والصين وعملاؤهم من حكام المنطقة تطور الوضع في الشام، وبروز التميز التحرري لثورة الشام، للتحرر من النظام وأركانه وأفكاره وتبعيته، واستبدال الإسلام العظيم بنظام بشار الأرعن، حيث أظهر ثوار الشام ارتباطهم العميق بإسلامهم واتخاذه قيادة فكرية لثورتهم المباركة، لما رأى الكفر ذلك بارزا، ارتعدت فرائصهم خوفا من عودة الإسلام العظيم ليسود العالم كما كان، فكانت المؤامرات تتلوها المؤامرات، هدفها حرف هذه الثورة عن مسارها الإسلامي ومحاولة إجهاضها وجرها إلى قلب الإناء السياسي الغربي.


لذلك فإن خوف روسيا يأتي متماشيا مع خشية أمريكا المجرمة التي تمد بشار بالمهلة تلو المهلة ليقتل شعبه، وكذلك الأمر في خوف الصين وأوروبا وعملائهم من حكام المنطقة، فجميعهم يخشى الإسلام العظيم، كونهم مجرمي حرب مستعمرين قتلة ناهبي ثروات، والإسلام بنوره العظيم سيحرقهم ويخرج شعوبهم من عبودية اليورو والدولار، إلى عبودية الواحد القهار.


إن النجاح الحقيقي لثورة الشام لن يتحقق إلا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة في الشام عقر دار الإسلام، وإن هذا النجاح سيكون مزلزلا ليس للمنطقة فحسب، بل سيزلزل العالم والموقف الدولي وقواعد العلاقات القائمة بين الدول الكبرى ونفوذها، وسيقلب الطاولة على رؤوسهم، وسيكون ثمنا يستحق لأجله بذل الدماء الزكية الطاهرة في أرض الشام المباركة، وبهذا فقط يتحقق النجاح لثورة الشام...


فاللهم انصر الشام، وانصر أهل الشام، واجعل نصرهم بتحقيق وعدك بالتمكين والنصرة واستعادة سلطان الإسلام في شام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

كتبه: أبو باسل - بيت المقدس

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع