من أروقة الصحافة بغداد: ليس بوسعنا مساعدة اللاجئين السوريين
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
قالت الحكومة العراقية الجمعة إنها لن تتمكن من مد يد المساعدة للاجئين السوريين الراغبين في الفرار من الوضع المضطرب في بلادهم لهشاشة الوضع الأمني في العراق.
وقال علي الدباغ الناطق باسم حكومة بغداد لمحطة (العراقية) التلفزيونية الرسمية "إن حدودنا تقع في منطقة صحراوية، ولا نتمكن من مد يد العون للاجئين بسبب هشاشة الوضع الأمني."
=================
إن قرار القيادة السياسية الشكلية في بغداد حول عدم قدرتها على مد يد العون للاجئين السوريين هو قرار سياسي بحت، ولا يمت للقدرة اللوجستية بصلة، بل إنه يتناسق كليا مع قرارات الحكومات الأخرى المتواطئة مع النظام السوري، وهو يدلل على تضييق الخناق على الشعب السوري الأعزل بالداخل والخارج من أجل كسر إرادته وتطويقه بكافة السبل بهدف تركيعه وتطويعه للقبول بالحل الأمريكي المسمى مبادرة أنان الهادفة إلى حماية النظام السوري من الانهيار ومن أجل الحفاظ عليه.
فادعاءات الحكومة العراقية حول الحدود التي تقع في منطقة صحراوية، تتشابه مع تصريحات الحكومة اللبنانية المتواطئة أيضا مع النظام السوري وتتحجج بدورها بضعف القدرة المالية لمساعدة اللاجئين السوريين وعدم إعطائهم أية خدمات طبية، بل إن الأمر تعدى ذلك في لبنان لدرجة ملاحقة اللاجئين وإطلاق النار عليهم وترهيبهم وإعادتهم للجانب السوري من الحدود ليتصدوا لآلة الدمار والتعذيب بصدورهم العارية.
وبالطبع فإن هذا الأمر يتكرر في الجانب التركي من الحدود، فبالرغم من استقبال الآلاف من اللاجئين السوريين في تركيا إلا أن ظروف الاستقبال هذه لا توفر الحد الأدنى من الحاجات الأساسية للناس، بل إنها تضعهم في سجون كبرى على شكل مخيمات تفتقر للخدمات المناسبة طبيا وتعليميا وغير ذلك الكثير، ولولا مساعدة الأهالي والأخيار من أبناء الأمة الإسلامية، لكان الوضع أسوأ بكثير مما هو عليه. وعلاوة على ذلك فإن تركيا قد قامت بتسليم بعض الأبطال من السوريين وإعادتهم إلى دمشق ليلقوا مصيرهم من جلاوزة الأسد، وبذات الوقت تقوم تركيا بمحاصرة القيادات العسكرية المنشقة من الجيش السوري وعد أنفاسهم عليهم ومحاولة احتوائهم كما تم احتواء بعض قيادات المعارضة السورية الخارجية وضمها تحت جناح القيادة السياسية التركية- عملاء أمريكا.
وهكذا تحاول أمريكا من خلال عميلها بشار الأرعن بتطويع الشعب السوري البطل في الداخل، والإيعاز لعملائها من حكام المنطقة بمحاصرة السوريين وتطويقهم ومحاصرتهم من الخارج، حتى إن كرزاي فلسطين لم ينبس ببنت شفة حول ما يجري من قتل لأبناء فلسطين من سكان المخيمات في سوريا بالرغم من تاريخ قيادات م ت ف في المزايدات السياسية والمتاجرة في قضية فلسطين، وبالطبع فدماء المسلمين واحدة في حمص وادلب ومخيم اليرموك ودرعا وغيرها من أرض الشام، ولكن حكامهم متواطئون خونة تمتطيهم أمريكا متى شاءت وكيفما شاءت.
إن الشعب السوري البطل قد رسم بصبره وثباته أروع آيات العزة والكرامة والبذل والتضحية والصبر، وما النصر إلا صبر ساعة، وتعود الأمور بيد أهلها ويتحقق وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتكون الشام عقر دار الإسلام.
كتبه: أبو باسل
بيت المقدس