خبر وتعليق إلقاء اللوم على المسلمين بالاستغلال الجنسي لقاصرات (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
سألني أحد غير الملمين بالاحداث الداخلية في المملكة المتحدة اذا ما كان هنالك جديد. فأخبرته بعد تفكير عن قضية "وتشديل" حيث اتهم تسعة من الرجال باستمالة مجموعة من الفتيات القاصرات في سن المراهقة لاستغلالهن جنسيا عبر إعطائهن الكحول والمخدرات ومبالغ تافهة من المال.
من المفهوم أن يكون هذا الحدث مدانا من قبل الناس هنا.
لقد كان ينبغي أن تكون هذه الحالة مدعاة للتفكير على نطاق واسع في المجتمع.
فلماذا يتم استغلال العديد من الفتيات في طول البلاد وعرضها؟؟ ولماذا وجدت دراسة حديثة أن 43٪ من النساء في لندن واجهن التحرش الجنسي؟
ما هي المسلكيات التي تؤدي بهؤلاء الرجال للقيام بأعمال بشعة كهذه؟
ما هو دور المجلات الجنسية الفاضحة مثل " لا دسماغس" في تعزيز هذه المسلكيات وتحديد اتجاه المرأة؟؟
ما هو تأثير رفع وتيرة الإثارة الجنسية المتزايد لاستخدام الفتيات الشابات في الموسيقى والثقافة الشعبية ومنتجات الترفيه.
هناك القليل من السياسين والمعلقين من مضى قدما في مناقشة هذا الموضوع..
غير أن البعض يسعى إلى التركيز على دين الجناة الضالعين في هذه القضية، وحقيقة أن الفتيات كلهن من البيض. وهؤلاء الرجال هم كلهم مسلمون (8 من أصل باكستاني وأفغاني واحد).
وتم توصيف القضية من بعض السياسيين والصحافيين والمعلقين والذين انضم إليهم لاحقا الحزب الوطني البريطاني العنصري بأنها "احتيال من قبل المسلمين على فتيات من البيض". وتركز النقاش لاحقا حول وجهة نظر المسلمين للنساء غير المسلمات وقضايا مماثلة.
وحمل متظاهرون من الحزب الوطني البريطاني لافتات كتب عليها: "أطفالنا ليسوا لحما حلالا"، وكتب كاتب عمود محترم و" مثقف" في صحيفة التايمزديفيد ارونوفيتش: " دعونا نكن صادقين, هناك علاقة بالاسلام."
حتى السياسية سايدة وارسي من حزب المحافظين حاولت استغلال القضية لصالح كسب شعبية داخل حزبها من خلال اذكاء نيران العنصرية العرقية بالتركيز على اطراف القضية.
من خلال تسليط الضوء على نقطة مفادها أن جميع الفتيات المعتدى عليهن كانوا من البيض وغير المسلمين والمعتدين كانوا جميعهم من المسلمين مما دفع من حملة معاداة إلا سلام والتحامل عليه وهذا يعني أنه كان التركيز بشكل كبير على المواقف الثقافية تجاه المرأة وكيف ينظر المسلمون الى غيرهم.
والحقيقة هي أن ارتكاب بعض المسلمين أعمالا غير أخلاقية مثل هذه يعني انهم بعيدون عن تعاليم وممارسات الإسلام. وكثير من غير المسلمين يعرفون أن الإسلام يحرم على الرجال والنساء الذين ليسوا من المحارم من الاختلاط بحرية مع بعضهم البعض وأن الإسلام أمر الرجال والنساء أن يغضوا من أبصارهم، وعلى أن الإسلام ينص على عقوبات عند الادانة بتهمة الزنا، والزنا, وكذلك أفعال هؤلاء الرجال , فهل يلقى باللوم فيها - بعد ذلك - على الإسلام؟
ما تسبب في تصرف هؤلاء المسلمين بهذه الطريقة المنحطة هو في الواقع التخلي عن القيم الإسلامية، واعتماد بعض من قيم المجتمع البريطاني العلماني، أو بعض المفاهيم الثقافية التي توجد في مختلف الثقافات الآسيوية.
لقد أكد تقرير حديث أصدرته الجمعية الوطنية لمنع العنف ضد الأطفال (NSPCC) على أن ما يقرب من ربع الصغار في بريطانيا شهدوا اعتداء جنسيا، ووفقا لأعلى رقم هم من بين الفتيات المراهقات اللواتي تتراوح أعمارهم بين 15-17.
وقد وجد مسح أخير بأن 43٪ من النساء في لندن قد عانين من شكل من أشكال التحرش الجنسي , وبهذا يتبين أن مثل هذه المشكلات هي على نطاق واسع في المجتمع، وليست حالات فردية او محدودة.
بالنسبة للمسلمين، فإن هذه القضية تلفت النظر إالى مخاطر ترك قيمنا الاسلامية واعتماد قيم مثل الحرية الجنسية - والتي هي دخيلة على المسلمين. و سنستمر في رؤية المزيد من مثل هذه الحالات إلا إذا كنا نسعى إلى حماية مجتمعنا من هذه القيم العلمانية المنحطة التي تعامل المرأة على أنها سلعة أو عرض، مما يدفع الرجال لتلبية رغباتهم بأي وسيلة ممكنة.
وبالنسبة للمجتمع بشكل عام ، فان عدم القدرة على معالجة أسباب سوء المعاملة على نطاق واسع يسلط الضوء على العمى الذي أوجدته العقلية الليبرالية العلمانية غير القادرة على الاعتراف بنتائج تعزيز الحرية الجنسية وزيادة الاثارة الجنسية باستغلال المرأة في الموسيقى والترفيه و غيرها من الصناعات - وبالتالي خلق المزيد من الضحايا من قبيل هذه الجرائم البشعة.
تاجي مصطفى
الممثل الاعلامي لحزب التحرير في المملكة المتحدة