خبر وتعليق ثورة الشام يا ثورة الاسلام
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر :
بثت قناة (روسيا اليوم) باللغة الإنجليزية قبل عدة أيام لقاء صحفيا مع المؤرخ والمحلل السياسي الفرنسي بيير باتشنين حول أحداث سوريا, ورؤيته لما يجري فيها بعد زيارته إليها مرتين خلال الأشهر القليلة الماضية, لمحاولة فهم ما يجري فيها من أحداث. وفي معرض رده على التساؤلات المتعلقة بتفسيره لما يجري في سوريا من أحداث وكيف يصفها, عبر بكلماته أن ما يجري هناك هو ثورة بكل معنى الكلمة, وأن هنالك جماعات إسلامية مشاركة في هذه الثورة تحاول تغيير سوريا لتصبح خلافة إسلامية, وأن أمريكا والنظام السوري في تعاون مستمر ضد عدوهم المشترك المتمثل بالإسلاميين, وأن إسرائيل مرتاحة لوجود النظام السوري جارا لها ولا ترغب بسقوطه.
التعليق :
يبدو أن حقيقة الثورة الشامية قد بدأت تتجلى لكل من حاول فهم مجرياتها واتجاهاتها, وبالوقت ذاته انقشعت الضبابية عن تواطؤ النظام الأسدي المجرم وعلاقاته المشبوهة بأمريكا الاستعمارية وربيبتها في المنطقة, دولة يهود السرطانية.
ففي خضم عصر الثورات المباركة, ومن تحت أنقاض الهيمنة الغربية الاستعمارية, يتنفس صبح أعظم ثورة عرفها التاريخ الحديث, تنسج حروفها بماء الذهب, وتتنسم خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في كفاحها السياسي, معلنة انقيادها لمحمد بن عبد الله, وملبية نداء ربها بإسقاط الملك الجبري, ترنو بأعينها لتحقيق بشرى نبيها بالاستخلاف والتمكين بأرض الشام المباركة, أبطالها تجري في عروقهم دماء الصحابة الأبرار, وتملأ قلوبهم عزة الإسلام وحب التضحية في سبيل الله والانعتاق من ذل الملك الجبري وجبروته.
تلك هي ثورة الإسلام العظيم, تتجسد بثورة الشام.
إنها حقا ثورة قد أبدعت باستخدام أروع الأساليب في العمل السياسي الجماهيري المنظم, حيث برز فيه التحدي والإصرار والثبات والصبر, لتترجم بذلك معنى الكفاح السياسي المستمد من عبق الإسلام العظيم.
فهي ثورة للانعتاق من الهيمنة الغربية الاستعمارية بكافة أشكالها, كي تقطع دابر التبعية للغرب وتحرر الأمة من براثن الاستعمار وكشف خططه وأساليبه وأدواته.
إنها ثورة القضاء على الملك الجبري الطاغوتي, فبسقوط نظام الأسد البغيض ستتهاوى العروش, وستتشرف دمشق لتكون نقطة الارتكاز والمحطة الأولى في سقوط الأنظمة الطاغوتية, فالبداية فيها بإذن الله واالدرب سيمر عبر مشارق البلاد الإسلامية ومغاربها من طنجة إلى سومطرة, لرفع رايات الإسلام العظيم مؤذنة بفجر جديد تنعم فيه شعوب الأرض كافة.
إنها ثورة تآمرت عليها قوى الشر العالمي من أجل إجهاضها, فأمريكا والغرب وروسيا والصين وكيان يهود ونواطير الغرب في العراق وإيران وحلفاء النظام الأسدي بلبنان, وغيرهم من المتقاعسين, وأدوات الغرب الاستعمارية كمجلس الأمن والجامعة العربية, جميعهم رموا الثورة عن قوس واحدة, ولكنهم فشلوا وذهبت ريحهم الجوفاء التي لا خير فيها, وكان مكر الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد.
إن ثورة الشام تسير برعاية الله سبحانه وتعالى, وتتنسم الهدي المحمدي في خطواتها, فتزداد قوة وزخما يوما بعد يوم, حتى أشرقت أشعتها الإيمانية في كافة جنبات الشام ووصل نورها بلاد الإسلام قاطبة.
لقد لاحت بشائر النصر في الشام, واقتربت ساعة النصر, لتكون ساعة الضربة القاضية لنظام بشار أسد فتقتلعه من جذوره وترمي به إلى واد سحيق مع ما يمثله من تبعية وخيانة وخنوع وطاغوتية.
فيا دمشق يا دار الخلافة هللي وتزيني, وارفعي لواء الإسلام شامخا, فقد عاد إليك مجدك, وهبت نسمات النصر .
إن الثورة الشامية قد ترجمت المعنى الحقيقي للثورة الإسلامية وبامتياز, فاستحقت أن تتربع على عرش ثورات الأمة.
فثورة الشام هي ثورة الإسلام.
كتبه : أبو باسل - بيت المقدس