خبر وتعليق أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
"لقد تم في مصر توجيه رسائل تحذيرية بعد إلغاء لجنة الدستور هناك، حيث قامت لجنة الانتخابات العليا المُعيّنة من قبل المجلس العسكري الأعلى باستبعاد عشرة أسماء من الذين ترشحوا للانتخابات الرئاسية وبذرائع مختلفة. خيرت شاطر مرشح الإخوان المسلمين وعمر سليمان رئيس المخابرات الأسبق والذي يزعم البعض أنه مدعوم من قبل الجيش وكذلك حازم صلاح أبو إسماعيل مرشح السلفيين هذه هي فقط الأسماء التي تم استبعادها من سباق الانتخابات الرئاسية." [www.zaman.com.tr/haber 16.04.2012]
التعليق
بعد قيام الغرب بالقضاء على دولة الخلافة قام الحكام والعملاء الذين زرعهم الكافر المستعمر في بلاد المسلمين بإذاقة الأمة الإسلامية أشد أنواع الظلم والتعذيب، لا لشيء إلا لأنها تقول ربي الله. وما فعلوا ذلك إلا لإرضاء أسيادهم فقط وللحفاظ على سلطتهم من الزوال. وبطبيعة الحال فلقد مارسوا أقسى أنواع الظلم والتعذيب هذه وأشدها ضراوة أثناء الثورات التي بدأت في تونس وانتقلت إلى بقية البلاد الإسلامية. إذ إن ممارسات القذافي وأزلامه في ليبيا، وممارسات حسني مبارك وزبانيته في مصر، وممارسات مصاص الدم بشار الأسد في سوريا وشبيحته من آكلي لحوم البشر لهو خير برهان على ذلك. إلا أن المسلمين، وما عاشوه منذ عقود نتيجة هذا الظلم، قاموا أخيرا بكسر حاجز الخوف وانتفضوا وثاروا بشكل جماعي ضد هؤلاء الحكام الطغاة. إنه وإن كان الإيمان بالله هو أحد الدوافع التي كانت السبب في ثورة المسلمين ضد الطغاة إلا أنه لم يكن في أذهانهم أي تصور عن موضوع الحكم وكيف سيكون بعد الثورة. بمعنى أنهم لم يمتلكوا الفهم الإسلامي الكامل عن موضوع الحكم كيف سيكون بعدما يحل محل الأنظمة الطاغوتية التي انتفضوا ضدها. لهذا السبب فقد قرر المسلمون تسليم أمور الحكم للقادة والجماعات التي اعتبروها قائدا لهم وساروا وراءها سنوات عدة واعتبروها جزءاً منهم. إلا أن هؤلاء الزعماء والجماعات آثروا البقاء في نظام الحكم الكافر القديم والذي لم يتغير فيه أي شيء أبدا بل تغيرت فيه الوجوه فقط على أن يَعِدوا المسلمين الثائرين بنظام حكم كما أمر به الإسلام وأن رضاهم بغيره هو حرام وأن لا يوقفوا ثورتهم حتى يتم تطبيق أحكام الله من خلال إقامة نظام حكمه. لأنهم ظنوا أنهم سيصلون إلى السلطة بكل أريحية. ومن هؤلاء الظانّين هو مرشح الإخوان المسلمين خيرت الشاطر ومرشح السلفيين حازم صلاح أبو إسماعيل. حتى إن أتباع حازم صلاح أبو إسماعيل تهجموا على الأستاذ عبد القوي أحد أعضاء حزب التحرير وافتروا عليه وتجنّوا على هذا الحزب الذي يسعى إلى قيادة الأمة بحق ويدعوها إلى طريق الخلاص الحقيقي من خلال دولة الخلافة الراشدة فقط والتي ستعمل على تطبيق أحكام الله. لماذا إذاً؟ هل التصرف بهذا الشكل فقط لكي يكون أحدهم رئيسا للجمهورية في ظل نظام يحكم بالكفر؟ لقد خابوا وخسروا وأثموا بما اقترفت أيديهم، حيث قامت لجنة الدستور بإلغاء ترشيح كل من المرشحيْن لرئاسة الجمهورية حازم وشاطر. يا إلهي! هل يُعقل أن هؤلاء، بعد كل ما رأوه بأعينهم وما سمعوه بآذانهم عن ظلم وتعذيب الطغاة وأنظمة الكفر للمسلمين، يتصرفون بهذا الشكل من أجل التملق وإرضاء النظام؟ إن من يفعل ذلك إما أن يكون جاهلا بالإسلام، أو أن يكون خائنا له. وإلا كيف توجد كتلة إسلامية مبنية على أساس الإسلام تقرأ قوله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} وتتصرف بهذا الشكل؟ أيها المسلمون! حذار من أن تقعوا في الأخطاء التي وقعت فيها هذه الجماعات والزعامات، والتفُّوا حول حزب التحرير الذي يعدكم بكل صراحة ووضوح بإقامة دولة الخلافة الراشدة التي ستطبَّق فيها أحكام الله تعالى، واعلموا أنه لا خلاص لكم بغير هذا أبدا.