الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح257) القضية السياسية للأمة هي الإسلام في قوة شخصية دولته، وحمل دعوته إلى العالم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام

 (ح257) القضية السياسية للأمة هي الإسلام في قوة شخصية دولته، وحمل دعوته إلى العالم

 

 

 

الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنْعَامْ، وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ، وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ، وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ، والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ، خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ، الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ، وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ، فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ، وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ. 

 

أيها المؤمنون:

 

 

السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا: "بُلُوغُ المَرَامِ مِنْ كِتَابِ نِظَامِ الِإسْلَامِ" وَمَعَ الحَلْقَةِ السَّابِعَةِ وَالخَمْسِينَ بَعْدَ المِائَتَينِ، وَعُنوَانُهَا: "القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لِلأُمَّةِ هِيَ الإِسْلَامُ فِي قُوَّةِ شَخْصِيَّةِ دَولَتِهِ، وَحَمْلُ دَعْوَتِهِ إِلَى العَالَـمِ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ الرَّابِعَةِ وَالثَّلَاثِينَ بَعْدَ الـمِائَةِ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ والـمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:

 

المادة 187: القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لِلأُمَّةِ هِيَ الإِسلَامُ فِي قُوَّةِ شَخصِيَّة دَولَتِهِ، وَإِحْسَانِ تَطبِيقِ أَحْكَامِهِ، وَالدَّأْبِ عَلَى حَمْلِ دَعْوَتِهِ إِلَى العَالَـمِ.

 

المادة 188: حَمْلُ الدَّعْوَةِ الإِسلَامِيَّةِ هُوَ الـمِحْوَرِ الَّذِي تَدُورُ حَولَهُ السِّيَاسَةُ الخَارِجِيَّةُ، وَعَلَى أَسَاسِهَا تُبنَى عَلَاقَةُ الدَّولَةِ بِجَمِيعِ الدُّوَلِ.

 

وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يَا أُمَّةَ الإِيمَانْ، يَا أُمَّةَ القُرآنْ، يَا أُمَّةَ الإِسلَامْ، يَا أُمَّةَ التَّوحِيدْ، يَا مَنْ آمَنتُمْ بِاللهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا وَرَسُولًا، وَبِالقُرآنِ الكَرِيمِ مِنهَاجًا وَدُستُورًا، وَبِالإسلَامِ عَقِيدَةً وَنِظَامًا لِلْحَياَة، أَيُّهَا الـمُسلِمُون فِي كُلِّ مَكَانْ، فَوقَ كُلِّ أَرضٍ، وَتَحتَ كُلِّ سَمَاءْ، يَا خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاسِ، أَيُّهَا الـمُؤمِنُونَ الغَيُورُونَ عَلَى دِينِكُمْ وَأُمَّتِكُمْ. أعَدَّ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ هُوَ وَإِخوَانُهُ العُلَمَاءُ فِي حِزْبِ التَّحرِيرِ دُستُورَ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ، وَهَا هُوَ يُوَاصِلُ عَرْضَهُ عَلَيكُمْ حَتَّى تدرُسُوهُ وَأنتمْ تَعْمَلُونَ مَعَنَا لإِقَامَتِهَا، وَهَاتَانِ هُمَا الْـمَادَّتَانِ السَّابِعَةُ وَالثَّمَانُونَ بَعْدَ الـمِائَةِ، وَالثَّامِنَةُ وَالثَّمَانُونَ بَعْدَ الـمِائَةِ. وَإِلَيكُمْ بَيَانَ أَدِلَّةِ هَاتَينِ الـمَادَّتَينِ مِنْ كِتَابِ مَقَدِّمَةِ الدُّستُورِ:

 

أولًا: المادة 187: مَعْنَى مُصْطَلَحِ "القَضِيَّةِ السَّيَاسِيَّةِ" هُوَ الأَمْرُ الَّذِي يُوَاجِهُ الدَّولَةَ وَالأُمَّةَ، وَيُحَتِّمُ عَلَيهَا القِيَامَ بِمَا يَتَطَلَّبُهُ مِنْ رِعَايَةِ شُؤُونٍ.

 

وَقَدْ يَكُونُ هَذَا الأَمْرُ عَامًّا، فَيَكُونَ هُوَ القَضِيَّةَ السِّيَاسِيَّةَ، وَقَدْ يَكُونُ خَاصًّا، فَيَكُونَ كَذَلِكَ قَضِيَّةً سِيَاسِيَّةً، وَقدْ يَكُونُ جُزْءًا مِنْ أَمْرٍ فَيَكُونَ حِينَئِذٍ مَسْأَلَةً مِنْ مَسَائِلِ القَضِيَّةِ. فَمَثَلًا الأَمْرُ الَّذِي يُوَاجِهُ الأُمَّةَ الإِسلَامِيَّةَ، وَيُحَتِّمُ عَلَيهَا القِيَامُ بِمَا يَتَطَلَّبُهُ مِنْ رِعَايَةِ شُؤُونٍ هُوَ إِعَادَةُ الخِلَافَةِ إِلَى الوُجُودِ، فَيَكُونُ هَذَا هُوَ القَضِيَّةَ السِّيَاسِيَّةَ، وَمَا عَدَاهُ مِنْ قَضَايَا كَقَضِيَّةِ فِلَسْطِينَ، وَقَضِيَّةِ بِلَادِ القُفْقَاسِ، هِيَ مَسَائِلُ فِي هَذِهِ القَضِيَّةِ، وَإِنْ كَانَتْ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تُوَاجِهُ الأُمَّةَ الإِسلَامِيَّةَ، وَتَحْتَاجُ إِلَى رِعَايَةِ شُؤُونٍ، وَلَكِنَّهَا جُزْءٌ مِنْ إِعَادَةِ الخِلَافَةِ.

 

maram257

 

وَحِينَ تَقُومُ الدَّولَةُ الإِسلَامِيَّةُ فَإِنَّ قَضِيَّتَهَا السِّيَاسَيَّةَ هِيَ تَطبِيقُ الإِسلَامِ فِي الدَّاخِلِ، وَحَمْلُ دَعْوَتِهِ لِلخَارِجِ، فَإِذَا استَقَرَّ لَـهَا الـمَقَامُ صَارَتْ قَضِيَّتُهَا السِّيَاسِيَّةُ هِيَ مَا ذُكِرَ في الـمَادَّةِ، فَإِذَا أَحْسَنَتْ تَطبِيقَ الإِسلَامِ، وَقَوِيَتْ شَخْصِيَّتُهَا دَوْلِيًّا تُصبِحُ القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لَـهَا هِيَ حَمْلُ الدَّعْوَةِ الإِسلَامِيَّةِ إِلَى العَالَـمِ، حَتَّى يُظْهِرَ اللهُ الإِسلَامَ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ. فَالقَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ هِيَ مَا يُوَاجِهُ الدَّولَةَ وَالأُمَّةَ مِنَ الأُمُورِ الأَسَاسِيَّةِ الـمُهِمَّةِ الَّتِي يُوجِبُ الشَّرعُ القِيَامَ بِهَا. فَيَجِبُ أَنْ تَعْمَلَ الدَّولَةُ لِلقِيَامِ بِهَا حَسْبَ مَا يَتَطَلَّبُهُ الشَّرعُ بِشَأْنِهَا، وَهَذَا لَا يَـحتَاجُ إِلَى دَلِيلٍ؛ لِأَنَّهُ مِنْ جُملَةِ تَطْبِيقِ أَحْكَامِ الشَّرعِ عَلَى الأُمُورِ الَّتِي تَحدُثُ، وَلِهَذَا تَختَلِفُ القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ بِاختِلَافِ الأُمُورِ الَّتِي تَحدُثُ. وَقَدْ كَانَتِ القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لِلرَّسُولِ r وَهُوَ فِي مَكَّةَ فِي دَورِ الدَّعْوَةِ هِيَ إِظْهَارُ الإِسلَامِ، وَلِذَلِكَ فَإِنَّ أَبَا طَالِبٍ حِينَ قَالَ لِلرَّسُولِ r: "إِنَّ قَومَكَ قَدْ جَاءُونِي فَقَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا، لِلَّذِي كَانُوا قَالُوا لَهُ، فَأَبْقِ عَلَيَّ وَعَلَى نَفْسِكَ، وَلَا تُحَمِّلْنِي مِنَ الأَمْرِ مَا لَا أُطِيقُ" ظَنَّ الرَّسُولُ أَنَّهُ قَدْ بَدَا لِعَمِّهِ مَا بَدَا، وَأَنَّهُ خَاذِلُهُ وُمُسَلِّمُهُ، وَأَنَّهُ ضَعُفَ عَنْ نُصْرَتِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ r : «يَا عَمُّ، وَاللهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ أَوْ أَهْلَكَ دُونَهُ مَا تَرَكْتُهُ». (سِيرَةُ ابنِ هِشَام).

 

فَهَذَا الكَلَامُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ القَضِيَّةَ السِّيَاسِيَّةَ لِلرَّسُولِ r كَانَتْ فِي هَذَا الوَقْتِ إِظْهَارَ الإِسلَامِ. وَحِينَ كَانَ فِي الـمَدِينَةِ، وَأَقَامَ الدَّولَةَ، وَاشتَبَكَ فِي مَعَارِكَ عِدَّةٍ مَعَ العَدُوِّ الرئِيسِ رَأْسِ الكُفْرِ حِينَئِذٍ قُريش، ظَلَّتِ القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لَهُ r هِيَ إِظْهَارَ الإِسَلامِ، وَلِذَلِكَ فَإِنَّهُ r فِي طَرِيقِهِ إِلَى الحَجِّ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الحُدَيبِيَةِ بَلَغَهُ أَنَّ قُرَيشًا سَمِعَتْ بِهِ وَخَرَجَتْ لِـحَربِهِ، فَقَدْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كَعْبٍ: "قَدْ سَمِعَتْ بِمَسِيرِكَ فَخَرَجُوا وَقَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ، وَنَزَلُوا بِذِي طُوَى يُعَاهِدُونَ اللهَ لَا تَدْخُلَهَا عَلَيهِمْ أَبَدًا" فَقَالَ الرَّسُولُ r : «يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ! لَقَدْ أَكَلَتْهُمْ الْحَرْبُ، مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ خَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَ سَائِرِ النَّاسِ». إِلَى أَنْ قَالَ: «فَمَاذَا تَظُنُّ قُرَيْشٌ؟ وَاللَّهِ، إِنِّي لا أَزَالُ أُجَاهِدُهُمْ عَلَى الَّذِي بَعَثَنِي اللَّهُ لَهُ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ لَهُ أَوْ تَنْفَرِدَ هَذِهِ السَّالِفَةُ». (رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنِ الـمُسَوِّرِ وَمَروَانَ) وَ"السَّالِفَةُ" صَفْحَةُ العُنُقِ، وَكَنَّى بِانفِرَادِهَا عَنِ الـمَوتِ أَيْ حَتَّى أَمُوتَ.

 

فَالقَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ فِي الحَالَتَينِ وَاحِدَةٌ، إِلَّا أَنَّهُ فِي الحَالَةِ الأُولَى أَظْهَرَ التَّصْمِيمَ عَلَى الدَّعْوَةِ لِلإِسلَامِ حَتَّى يُظهِرَهُ اللهُ، وَفِي هَذِهِ الحَالَةِ- أَيْ وَقْتَ قِيَامِ الدَّولَةِ- أَظْهَرَ التَّصْمِيمَ عَلَى الجِهَادِ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ. وَبَعْدَ أَنْ تَوَصَّلَ الرَّسُولُ r إِلَى الصُّلْحِ مَعَ قُرَيشٍ، وَكَانَ بِذَلِكَ الفَتْحَ الأَكْبَرَ، لِأَنَّهُ هَيَّأَ لِفَتْحِ مَكَّةَ، وَجَعَلَ العَرَبَ يَأتُونَ إِلَى الرَّسُولِ r يَدخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أفْوَاجًا، حِينَئِذٍ صَارَتِ القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لِلرَّسُولِ لَيسَ إِظْهَارَ الإِسْلَامِ فَحَسْب، بَلْ إِظْهَارَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ فِي غَزْوِهِ دُوَلَ أَصْحَابِ الأَدْيَانِ الأُخْرَى، كَالرُّومِ وَفَارِسَ. وَلِذَلِكَ نَزَلَتْ عَلَيهِ سُورَةُ الفَتْحِ وَنَزَلَ فِيهَا قَولُهُ تَعَالَى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا). (الفتح 28). وَعَلَيهِ فَإِنَّ الدَّولَةَ الإِسلَامِيَّةَ إِذَا أَحْسَنَتْ تَطْبِيقَ الإِسلَامِ، وَقَوِيَتْ شَخصِيَّتُهَا دَولِيًّا، تُصْبِحُ القَضِيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ لَـهَا إِظْهَارَ الإِسلَامِ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَذَلِكَ بِجِهَادِ دُوَلِ أَصْحَابِ الأَدْيَانِ وَالـمَبَادِئِ الأُخْرَى لِنَشْرِ الإِسلَامِ فِيهَا. وَمِنْ هُنَا أُخِذَتْ هَذِهِ الـمَادَّةُ.

 

ثانيًا: المادة 188: هَذِهِ الـمَادَّةُ مَأْخُوذَةٌ مِنْ كُتُبِ الرَّسُولِ r لِلْمُلُوكِ، وَمِنْ تَجْهِيزِهِ جَيْشِ أُسَامَةَ إِلَى تُخُومِ البَلْقَاءِ وَالدَّارُومِ مِنْ أَرْضِ فِلَسطِينَ لِغَزْوِ الرُّومِ، وَإِصْرَارِهِ عَلَى ذَهَابِ الجَيشِ رَغْمَ مَرَضِهِ الأَخِيرِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ. فَإِنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الدَّعْوَةَ إِلَى الإِسلَامِ هِيَ أَسَاسُ العَلَاقَةِ بَينَ الدَّولَةِ الإِسلَامِيَّةِ وَبَينَ أَيِّ دَولَةٍ فِي العَالَـمِ، وَأَنَّ هَذِهِ العَلَاقَةَ تَقْتَضِي تَجْهِيزَ الجُيُوشِ، وَالإِعدَادَ لِلقِتَالِ، حَتَّى إِذَا سَنَحَتِ الفُرْصَةُ لِقِتَالِ مَنْ لَـمْ يَستَجِيبُوا لِدَعْوَةِ الإِسلَامِ بَعْدَ تَبلِيغِهِمْ إِيَّاهَا عَلَى وَجْهٍ يُلفِتُ النَّظَرِ كَانَتْ هَذِهِ القُوَّةُ مُعَدَّةً لِلجِهَادِ. فَالدَّعْوَةُ إِلَى الإِسلَامِ هِيَ الأَسَاسُ لِكُلِّ عَلَاقَةٍ مَعَ أَيَّ دَولَةٍ، فَهِيَ أَسَاسُ السِّيَاسَةِ الخَارِجِيَّةِ.

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

آخر تعديل علىالأحد, 12 شباط/فبراير 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع