- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تزال "حياة السود" غير مهمة في الولايات المتحدة الأمريكية (مترجم)
الخبر:
تجمع المئات في شوارع شيكاغو ليلة الثلاثاء احتجاجا على مقتل شاب بإطلاق النار عليه من قبل ضابط شرطة.
وقد اندلعت الاحتجاجات العارمة بعد أن نشرت دائرة شرطة شيكاغو مقاطع فيديو، تظهر الشرطي جيسون فان دايك، 37 عاما، وهو يطلق 16 رصاصة على لاكان ماكدونالد البالغ من العمر 17 عاما، خلال المواجهة التي دارت في تشرين الأول/أكتوبر 2014.
وقد وجهت لجايسون فان دايك تهمة القتل العمد لماكدونالدز ويواجه عقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة. وكان فان دايك وضباط آخرون قد استجابوا لبلاغ وصلهم حول شاب يحمل سكينا كان يقتحم السيارات لسرقتها. ويظهر الفيديو الذي نشر يوم الثلاثاء ماكدونالد وهو يمشي في وسط الشارع ثم يبتعد عن فان دايك وضابط آخر اللذين خرجا من سيارة الشرطة، وصوبا مسدساتهم نحوه. وفي غضون ثوان، بدأ فان دايك بإطلاق النار، وبعدما وقع ماكدونالد وبات ممددا على الأرض واصل فان دايك إطلاق النار عليه.
لقد عطلت احتجاجات وسط مدينة شيكاغو حركة المرور ولكن لا يبدو أنها أدت إلى العنف العلني سواء من المتظاهرين أو الشرطة، في وقت نشرها، على الرغم من أن العديد من المراقبين يتوقعون مشاكل شبيهة إلى حالات مماثلة حصلت في الآونة الأخيرة في بالتيمور وفيرغسون، وميسوري، إلا أن مثل هذه المشاكل لم تندلع بعد.
وبدلا من ذلك، فقد سعى المتظاهرون في يوم الجمعة، لتعطيل يوم التسوق المزدحم عادة في المدينة بعد عطلة عيد الشكر.
وقد عرقل الحشود وهم يهتفون "16 طلقة! 16 طلقة!" و" أوقفوا التستر"، عرقلوا حركة المرور في شارع ميتشيغان وحاصروا المتاجر الفاخرة. وجرت عدة عمليات اعتقال كما حافظت الشرطة على الإجراءات الخفيفة (المصدر: الجارديان/ ديلي دوت.كوم).
التعليق:
أمريكا ليست أكثر من مجرد أمة قامت على إبادة سكانها الأصليين، من خلال من يسمون الآباء المؤسسين، وحيث لا تزال فظائع العبودية تتشابك في مؤسسة قائمة على قمع العديد من الأقليات.
وبينما اعتبر انتخاب أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي بداية فجر لأمريكا ما بعد العنصرية، فإن المناخ السياسي والاجتماعي منذ فوز أوباما لم يشهد سوى زيادة التوترات العرقية في معاقل الولايات المتحدة. وقد تم تعزيز هذا عن طريق قتل العشرات من الشبان السود مثل لاكان ماكدونالدز لمخالفات بسيطة، إن وجدت، في حين أن نظرائهم البيض يقومون بجرائم أكثر خطورة، وقد تهربوا من العدالة تماما.
ورغم أن الكثيرين سوف يحاولون موازاة العنصرية بالفقر فإن عدم المساواة الواضحة على أعلى المستويات عند رجال الأعمال والسياسة وبين الأقليات في المجتمع، تتحدث عن نفسها، وتشير إلى وباء التفوق المؤسسي الذي يصيب جميع الأطراف. ومنذ الانهيار الاقتصادي في 2008 شهد الأمريكيون البيض زيادة دخولهم من أربعة إلى ستة أضعاف أعلى من الأمريكيين الأفارقة، وأصبح الأمريكيون البيض بسوابق جنائية هم أكثر حظا لتعيينهم من قبل الشركات من الأمريكيين السود.
بل حتى معاملة الرئيس أوباما من قبل الكونغرس وبعض وسائل الإعلام الأمريكية، يصور موقفا يتسم بتفوق البيض، مما اضطر المعلقين بالاعتراف بعدم وجود الحزبية والعداء تجاهه بسبب تعصب كبار أعضاء الكونغرس والمسؤولين.
بطبيعة الحال فإن النظام الإسلامي، الخلافة، خال من هذه العيوب المؤسساتية، وذلك لأن أفكارا مثل القومية والعنصرية تم تطهيرها منذ اليوم الأول عن طريق الوحي على النبي e، والتي جسدها الصحابة رضوان الله عليهم. ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.
وقد كان العبد الحبشي بلال رضي الله عنه من أوائل من دخلوا الإسلام، كما أن العديد من الصحابة البارزين والتابعين بمن فيهم معاذ بن جبل رضي الله عنه تم تفويضهم في مهمات حيوية لإدارة الولايات، والدعوة، والجهاد. وقد ثبت أن العنصرية ليست مشكلة في الإسلام نتيجة لتنفيذ النبي e الشريعة الإسلامية، التي أوجدت التجانس في المجتمع وجميع مؤسساته. وكانت خطبة الوداع الأخيرة لحبيبنا رسول الله e واضحة تماما في أنه لا فضل لإنسان على الآخر إلا بالتقوى. «يَا أَيُّهَا النَّاسُ؛ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ. أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟»
إن العنصرية التي لا وجود لها في العالم الإسلامي هي نتيجة للقيم الاستعمارية المستوردة إليها والتي أصبحت للأسف جزءا من الثقافة غير الإسلامية. إننا جميعا قادرون بإذن الله على رفع أنفسنا فوق هذا الجهل، ولكن بالنسبة للبعض الآخر، فإن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ستقوم بتطهير هذه القيم المريضة من الأرض مرة أخرى.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن