- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلغاء زيارته الرسمية إلى تركيا التي كانت مقررة الأربعاء مع وزير الخارجية التركي، وذلك في أعقاب إسقاط الجيش التركي مقاتلة روسية على الحدود السورية،
الخبر:
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلغاء زيارته الرسمية إلى تركيا التي كانت مقررة الأربعاء مع وزير الخارجية التركي، وذلك في أعقاب إسقاط الجيش التركي مقاتلة روسية على الحدود السورية، وقال في تصريحات نقلها التلفزيون "اتخذنا قرارا بإلغاء اللقاء المقرر غدا في اسطنبول مع وزير الخارجية التركي" متذرعا (بالخطر الارهابي المتزايد) في تركيا.
التعليق:
الجانب التركي يقول بأنه وجه تحذيرات للطائرة بالتوقف عن اختراق المجال الجوي التركي إلا أن الطائرة الروسية أصرت على التحليق وتجاهل التحذيرات، مما أجبر الجانب التركي على إسقاطها. أما الجانب الروسي وحسب تعليق بوتين فقد اعتبر هذه الحادثة سابقة خطيرة وطعنة بالظهر.
والحاصل حقيقة هو أنه رغم أن أمريكا أطلقت يد روسيا وأعطتها الخط الأخضر لدعم الأسد بكل الوسائل من البراميل المتفجرة والعتاد في بداية الثورة إلى التدخل العسكري الجوي الروسي المباشر مؤخرا، أقول رغم أن أمريكا أطلقت يد روسيا لدعم نظام بشار الأسد الموالي لأمريكا، إلا أن على الروس أن لا يتصرفوا دون تنسيق مع النطام التركي الموالي لأمريكا أيضا. فصحيح أن أمريكا تريد أن تدعم الأسد بالروس ولكن أمريكا لا تريد للروس أن يتصرفوا دون تنسيق مع تركيا.
أمريكا تدرك أن منطقة الشرق الأوسط هي منطقة حساسة جدا وفيها منابع الثروات والمصالح الأمريكية وأن اللاعبين كثر هناك، وهي لا تريد أن تدخل أحدا جديدا إلى المنطقة مثل روسيا إلا بقدر وتقييد وتنسيق مع الأنظمة الموالية لأمريكا في المنطقة أمثال النظام السوري والنظام المصري لضمان الحفاظ على مصالحها هناك. لذا لا بد لروسيا من التدخل ولكن بتنسيق مع تركيا وإلا ستكون النتيجة غير مأمونة العواقب. وبهذا يأتي إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا في هذا السياق على الأغلب.
وإن وصف بوتين للحدث بأنه طعنة بالظهر يدل على وجود شعور بخيبة الأمل لما حدث رغم الضوء الأمريكي الأخضر لروسيا بالتحرك. فتريد أمريكا أن تقرص أذن روسيا بأن التنسيق مهم جدا مع تركيا ولا ينبغي للروس تجاهل الطرف التركي حيال دعمهم للأسد.
كنا نود أن يتصرف إخوتنا في تركيا مثل هذا التصرف انطلاقا من عقيدة الأخوة، عقيدة الإسلام التي تقضي بنصرة الملايين من المسلمين في سوريا الذين تقصفهم روسيا بلا رحمة ولا هوادة. كنا نود ومنذ خمس سنوات أن تتحرك تركيا بدافع الإيمان بالله لنصرة المسلمين في سوريا لا أن تنسق مع أمريكا وتخنق المسلمين في سوريا قرابة خمس سنوات أو يزيد.
إن على المسلمين في تركيا أن يدركوا أن أمريكا لن تبقى في المنطقة وسيأتي يوم ويطردها المسلمون من المنطقة عاجلا أم آجلا، ولكن كيف يمكن أن يُترك نظام أردوغان ينسق ويتعاون مع أمريكا رغم قتلها للمسلمين شيوخهم ونسائهم وأطفالهم ورضعهم منذ حوالي خمس سنين؟ لا بد أن يعي المسلمون في تركيا أن أمريكا لن تترك تركيا وشأنها حال الفراغ من الملف السوري، فتركيا ربما تكون الدولة المستهدفة القادمة. فلا تقبلوا أيها المسلمون في تركيا من أردوغان مواقف الخيانة لله ورسوله وللمؤمنين بوقوفه مع أمريكا ضد إخوانكم في سوريا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ممدوح