- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الشورى السعودي يوافق على اتفاقية استخبارية مع واشنطن (شؤون خليجية 23/11/2015)
الخبر:
الشورى السعودي يوافق على اتفاقية استخبارية مع واشنطن (شؤون خليجية 23/11/2015)
التعليق:
يعلم أهل بلاد الحرمين بأنه منذ بداية القرن العشرين وعند تأسيس مملكة آل سعود على يد عبد العزيز آل سعود وذلك بانقلابه على والي دولة الخلافة العثمانية من آل الرشيد والإطاحة به، بارتماء الأسرة الحاكمة في حضن الإنجليز وقد بقي الأمر كذلك حتى ظهور الولايات المتحدة كقوة دولية والاجتماع المشهور بين عبد العزيز وروزفلت على متن السفينة الأمريكية وارتمائه من حينها في أحضان الأمريكان مما أدى إلى وجود أيادٍ بريطانية وأمريكية بين أبنائه دائما على أرض بلاد الحرمين وتنافسهما على النفوذ السياسي والاقتصادي للبلاد وهذا كله على حساب أهل بلاد الحرمين خصوصا والمسلمين عموما.
ومع وفاة الملك عبد الله في بداية 2015 والمعروف بولائه للإنجليز فقد انتقل الحكم إلى ولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز، وما أن استلم سلمان سدة الحكم حتى انتقلت تبعية السعودية إلى أمريكا وقام الملك سلمان بتبديل شامل لرجالات الدولة وتغييرهم ممن يشك بولائهم للإنجليز إلى من يضمن ولاءهم للأمريكان، وطال هذا التغيير أغلب المسؤولين السابقين من أمراء مناطق ووزراء ورجالات الديوان الملكي، حتى إنه طال ولي العهد الأمير مقرن، وظهر ذلك التغيير جليا في سياسات الدولة السعودية في الخارج والداخل، توجت ذلك بحربها على المسلمين في اليمن بدعوى محاربة الحوثيين ودعمها المخزي للعدوان الروسي على بلاد الشام، وتزينها مؤخرا بأعلام فرنسا قاتلة المسلمين بحجة التضامن معها ضد الإرهاب، الذي ما أوجده سوى أمريكا وفرنسا وأمثالهما وأدواتهم في بلادنا.. وها هي خيانات النظام وعمالته لأمريكا تتجذر، وها هي جذورها تضرب في أرجاء النظام حتى وصلت للتصريح علنا بالاتفاقيات الاستخبارية مع أشد أجهزة التآمر على المسلمين في العالم وهو المخابرات الأمريكية، مع أنه لا يوجد مسلم عاقل يشك لحظة أن الاستخبارات الأمريكية لن تأتي على المسلمين إلا بالوبال..
فإلى متى ستبقى بلاد الحرمين رهينة للغرب يتبادل حكامها بيعها بين بريطانيا وأمريكا حسب عمالة من يصل للحكم من أفراد العائلة الحاكمة؟
ثم من الذي أعطى آل سعود الحق بالاستفراد بحكم البلاد ونهب ثرواتها والتصارع فيما بينهم على حكمها؟ وحتى إن تحدثوا عن تغيير أو معارضة، تحدثوا عن تغيير من آل سعود لآل سعود حيث نشرت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية فى عددها الصادر يوم الجمعة 23/10/2015 تصريحا أدلى به أمير سعودي من الأسرة المالكة حيث قال أن (هناك ثمانية أفراد من الأسرة المالكة يدعمون عزل الملك سلمان بن عبد العزيز من الحكم باعتباره رجلاً كبيراً في السن ولا يقدر على الحكم وأن تولية أحمد بن عبد العزيز بدلا من أخيه سلمان هو أفضل للبلاد وأن هناك الكثير من أفراد الأسرة المالكة يدعون إلى تولي الأمير أحمد بن عبد العزيز الحكم بدلا من شقيقه) أي أن الحكم يجب أن يبقى في هذه الأسرة لا يخرج منها، ناسين ومتناسين أن في هذه البلاد من هم غير آل سعود، فليست مزرعتهم أو شركتهم ولسنا عبيدا عندهم، وناسين ومتناسين بأن السلطان للأمة تولي لرعاية شؤونها بالإسلام من تشاء وليس الحكم استئثارا ووراثة وحكرا لآل سعود.
أيها المسلمون في بلاد الحرمين.. لقد انطلقت الدعوة الإسلامية من أرضنا خيرا للعالمين، أفلا يحق لنا ان نستعيد مجدنا وعزنا ونقوم بإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة كنظام حكم لنا، تكون السيادة فيه للشرع وحده والسلطان لنا كأمة؛ فنعيد مجد أجدادنا وتنطلق جيوشنا لتنصر إخوتنا في فلسطين الجريحة والشام المكلومة وبورما وأوزبيكستان وأفريقيا وغيرها فتشفي جراح أمتنا وتشفي صدور قوم مؤمنين أذلهم آل سعود طوال حكمهم، فنظفر بذلك بخيري الدنيا والآخرة؟
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الحسيني – بلاد الحرمين الشريفين