الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق ﴿فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً﴾ (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


أصدر ما يقارب 300 من علماء المسلمين والأئمة من الصومال، وكينيا، وتنزانيا، وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية فتوى ضد حركة \"الشباب\" ومعتقداتهم الوهابية المتطرفة. وقالوا أنهم من الآن فصاعدا \"ينضمون لحكوماتهم من أجل استئصال التطرف\" بعد أن أدركوا أنه يجب مكافحة هذه الأفكار المتطرفة. وحذروا من أن التطرف الديني يهدد وجود الدول ذات السيادة واقتصاداتها. في مؤتمر الصوفية الدولي الذي عُقد في بلدة \"ماكينون\" في الطريق إلى مقاطعة كوالي لمدة يومين، قال رجال الدين الذين ينتمون إلى الطريقة الصوفية المعتدلة للإسلام السنّي، إن الجماعات السلفية التي ينتمي إليها الشباب المجاهدون، التي تتغذى من الوهابية تختطف الإسلام. وقال بيان صدر عقب الاجتماع أن الصوفيين تعايشوا مع غير المسلمين في هذه المنطقة لأكثر من ألف عام، وهم سبب انتشار الإسلام في شرق ووسط منطقة القرن الإفريقي منذ ما يقارب ألفاً وثلاثمائة عام.

\n


حث الباحث الصومالي المقيم في الولايات المتحدة المسلمين في المنطقة على العمل مع حكوماتهم من أجل هزيمة حركة الشباب وغيرهم من المتطرفين. وقال: \"الإسلام يرفض تماما التطرف والإرهاب، ونحن مجتمعون هنا لرسم الطريق في تفكيك كل أفكار التطرف التي روجت لها الجماعات التي تدعي أنها تحارب باسم الإسلام\". وقال الأئمة إنهم سيسعون لتوحيد جميع الطرق الصوفية في المنطقة وزيارة بلدان أخرى لمكافحة انتشار الأفكار المتطرفة كما سيتم السعي إلى التأثير على المناهج الدراسية في المدارس والمعاهد الإسلامية.

\n

 

\n

التعليق:

\n


منذ غزو الصومال من قبل القوى الإقليمية والدولية بحجة طرد حركة الشباب الإسلامية، شهد شرق أفريقيا حملة واسعة لمهاجمة الإسلام فكريا. حتى قبل الغزو فقد دعم بعض العلماء فعليا إطلاق هجوم عسكري ضد الصومال بحجة أن ذلك سيكون خطوة مهمة نحو استعادة النظام في البلاد التي مزقتها الحرب. ومن المفارقات أن هؤلاء العلماء أنفسهم لم نسمع لهم ركزا فيما يخص الطائرات الأمريكية بدون طيار التي تقوم بالهجوم على المدنيين الأبرياء في الصومال. هؤلاء العلماء الذي تظاهروا بالصَّمم والبكم والعمى ضد الأفعال الشنيعة للأنظمة نفسها ضد المسلمين. في كينيا، هناك بالفعل إنذار حول العدد المتزايد للمفقودين بشبهة الانتماء لتنظيمات إرهابية معظمهم من الشباب في أيدي رجال الأمن، ولم نسمع لهؤلاء العلماء أي اقتراح لمعالجة القضية.

\n


وقد نجح الغرب وأتباعه في دفع علماء مسلمين إلى لعب دور خطر في الاعتراف بأن المسلمين يشكلون تهديدا للأمن العالمي. إذا وقع المسلمون في الفخ الغربي لشن حرب على الإسلام تحت غطاء مكافحة الإرهاب، والتطرف والتشدد، وهم أيضا يصنفون أنفسهم كمعتدلين ضد متشددين. إلى جانب ذلك، فإن الإرهاب والتطرف والتشدد كلها مصطلحات مسيسة هدفها مهاجمة الإسلام فكريا بعد الحرب عليه عسكريا.

\n


حتى لو كانت هناك اختلافات بين المسلمين فإن هذا لا يمكن أن يكون سببا لتبرير حث الأنظمة العلمانية على ملاحقة وقمع المسلمين. بدلا من ذلك، يجب أن تكون هذه الاختلافات سببا يجعل المسلمين يعملون على تحقيق التغيير الحقيقي، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة تحت حكم أمير واحد يوحد كلمة المسلمين ويفض النزاعات بينهم. قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.

\n


ومن المعلوم أن الإسلام يرفض كل أشكال العنف وأن طريقة تطبيقه العملية سلمية. ولكن الغرب لا يتوقف عن مهاجمة الإسلام في محاولة لتشويهه. وقد أطلق الغرب الذي يصرّ على أن الحرب على الإرهاب ليست حربا ضد الإسلام، أطلق هجوما على مفاهيم الجهاد والشريعة والخلافة. بالفعل في بعض البلدان الغربية مثل بريطانيا، فإن الشباب المسلمين الذين يتجنبون شرب الخمر يعتبرون متطرفين. لذلك فإن القول بأن المسلمين والجماعات الإسلامية راديكالية ومتطرفة وإرهابية هو مجرد ذريعة لدفع المسلمين في العالم إلى ترك العقيدة الإسلامية الصحيحة واعتناق الإيديولوجية الرأسمالية المدمرة. ومن المؤسف أن علماء المسلمين يشاركون في هذه الحرب التي يشنها الغرب ضد الإسلام ومفاهيمه.

\n


ألم ير هؤلاء العلماء شرور وأغلال الرأسمالية التي دمرت عقول البشر وحياتهم؟ أولم يروا احتلال القوات الغربية لبلاد المسلمين التي تقتل الأبرياء من أمهات المسلمين وأطفالهن؟ هذا هو واقع العلماء اليوم، الذين قرروا رمي العلم بعيدا وراء ظهورهم ولقوا ثمنها بعض المكاسب الزائلة، أو في الواقع تقاضوا ثمنها هذه المكاسب الزائفة.

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق أفريقيا

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع