المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن
التاريخ الهجري | 12 من رمــضان المبارك 1434هـ | رقم الإصدار: u062d.u062a.u064a 157 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 21 تموز/يوليو 2013 م |
بيان صحفي يا أهل اليمن أوقفوا تفاهات الحوار المؤامرة
أوردت صحيفة أخبار اليوم اليومية الصادرة في اليمن على مدى يومي الخميس والجمعة 18 و19/07/2013م في عدديها 3081 و 3082 خبر اختلاف فريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار يوم الأربعاء17/07/2013م على مواد الدستور المتعلقة بهوية الدولة ومصدر التشريع ورفع التصويت عليهما إلى لجنة التوفيق بعد عدم حصول أحد الفريقين على نسبة 90% بحسب اللائحة الداخلية لمؤتمر الحوار. حيث صوت الفريق الأول 37 عضواً "أحزاب المؤتمر، الاشتراكي، الناصري، الحق، أنصار الله" بنسبة 84% من الحضور على أن "الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريعات" في حين صوت الفريق الثاني 7 أعضاء "أحزاب الإصلاح، الرشاد" وبنسبة 16% من الحضور على أن "الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات".
كما اختلف الفريق نفسه على المادة المتعلقة بعلاقة الدين بالدولة، فصوت الفريق الأول 35 عضواً بنسبة 79% من الحضور على أن "اليمن دولة مدنية تقوم على المواطنة وإدارة الشعب وسيادة القانون" مقابل 9 أعضاء بنسبة 20% من الحضور على أن "الإسلام دين الدولة" أو "اليمن دولة مستقلة ذات سيادة والإسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها". الجدير بالذكر أن حاضري التصويت بلغ عددهم 44 عضواً من إجمالي عدد أعضاء الفريق الـ 55.
فهل تقرِّر لجنة بناء الدولة المكونة من 55 عضواً دستوراً فرنسيَّ الأصل والتعديل... فهل تُقرِّر عن ملايين الناس الراغبين بدستور مستنبط من القرآن والسنة؟! أرأيتم كيف تتم المغالطة في النظام الديمقراطي الرأسمالي بأن يقرر الأقلية ما لا توافق عليه الأغلبية الساحقة من الناس!؟
ثم إن لجنة التوفيق بحسب اللائحة الداخلية لمؤتمر الحوار مهمتها التوفيق بين الآراء المختلفة، وعدم حصول أحدها على نسبة 90%، فلن تكون نتيجة لجنة التوفيق إلا حلاً وسطاً، الذي هو أس البلاء والخراب للمبدأ الرأسمالي بالتوفيق بين المفكرين ورجال الكنيسة وعدم ترجيح أحد الفريقين على الآخر، وإنتاج هجين مسخ منهما!؟
واليوم يراد إيصال هذا المسخ إلينا وقد رأينا المبدأ الرأسمالي يترنح بعد قرنين من الزمان أهلك خلالهما الحرث والنسل فأفسد حياة البشر فكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً بعد أن جعل العقل مصدر التشريع وسن القوانين لكل نواحي الحياة تلك، فهل يرضى المسلمون في اليمن بأن تكون نتيجة حياتهم كتلك؟ أم يظنون أن عاقبتهم ستكون مختلفة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قيل له: اليهود والنصارى، قال: فمن "رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري". أليس من المعيب أن يصوت أنصار الله على تعديل مواد الدستور فيأخذوا أفكار الغرب الرأسمالي وأحكامه وأنظمته وينحوا كتاب الله وسنة رسوله جانباً وهم يدعون غير ذلك!؟ لكن مشاركتهم في الثورة في اليمن ووقوفهم مع مجرم سوريا ضدها هو الإجابة لمن يتساءل عن موقفهم اليوم من تعديل مواد الدستور في اليمن.
ألم يدرك الناس في اليمن إلى الآن بأن خلاف المواد في ظل الدستور الحالي مفتعل ومكرر كالذي دار في العام 1991م، حتى لا يتجهوا إلى تغيير الدستور الفرنسي الحالي في اليمن، المبني على عقيدة المبدأ الرأسمالي "فصل الدين عن الحياة" واتباع الأهواء، بدستور آخر غيره مبني على العقيدة الإسلامية مستنبط من القرآن والسنة؟
وأن عليهم أن لا يستغفلوا مرة أخرى بالصراع على مواد دستور لم تغير من واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي وسياستنا الخارجية شيئا، بل على العكس لم يفقه من يدعون لتغيير مادتين فقط من مواد الدستور ويغفلون عن بقية مواد الدستور، لم يفقهوا أنهم بذلك قد أضفوا صبغة الإسلام على أفكار الغرب وأنظمته وأحكامه. وأن التغيير الحقيقي يكون بتغيير الأفكار والأحكام والأنظمة الذي لن يكون إلا بجعل "العقيدة الإسلامية أساس الدولة، بحيث لا يتأتى وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها أو كل ما يتعلق بها، إلا بجعل العقيدة الإسلامية أساساً له. وهي في الوقت نفسه أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منهما إلا إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية" كما هو في المادة الأولى من مشروع دستور دولة الخلافة تتبعها 190 مادة.
لقد انزعجت دول الغرب من قيام الثورة في فبراير 2011م على أنظمته وأفكاره وخدامها في اليمن كما في غيرها من البلاد، خوفاً من أن ينقض نظامه الجمهوري الوافد إلينا من غير طلب ولا رغبة منا فيتبعه نظامه الاقتصادي والاجتماعي وغيرها من أنظمته وأحكامه وأفكاره، وأن يحل مكانها نظام الحكم والنظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسة الخارجية والتربية والتعليم وغيرها من أنظمة الإسلام وأحكامه وأفكاره، فينتهي استعماره وسيطرته على بلادنا، فسارع إلينا هذا الغرب اللئيم يخوفنا من الحرب "مع أنه هو الخاسر من نشوب حرب ستهدد منابع النفط في الخليج وتغلق باب المندب أمام سفنه المحملة بالنفط" وحمل إلينا تسويته السياسية التي ضمنها مؤتمر الحوار واختار له موعد الانعقاد ووضع أجندته وأنفق عليه وظهر ممثلوه فيه ووضع مخرجاته.
لقد عقد حزب التحرير مؤتمراً صحفياً قبيل انطلاق مؤتمر الحوار بأيام، كشف فيه مكر الغرب الواقف وراء الحوار في اليمن، وبين الكيفية التي تنتهج لتحقيق هدف الثورة بإحداث التغير الحقيقي وقام بتوزيع الآلاف من النسخ من مشروع دستور دولة الخلافة المستنبط من القرآن والسنة وسط قبول وترحيب واستحسان الناس، في الوقت الذي ظن البعض أنهم هم من سيصوغون الدستور في مؤتمر الحوار وليس فرنسا فأين هم اليوم مما قلناه وقالوه بالأمس؟!
لم يسمع الناس لتحذير الناصحين بعدم الترحيب بالحلول الغربية ومن مخططاتها في إبقاء الإسلام بعيداً عن وضع الحلول للمشاكل التي نتجت عن تطبيق أنظمة الغرب الرأسمالي لدينا طوال الخمسين عاماً الماضية، ودعوته الصريحة إلى فصل الدين عن الحياة تحت مسمى الدولة المدنية، التي راهن البعض وجادل على أنها ليست هي الدولة العلمانية، وإنما هي الدولة التي أقامها رسول الله في المدينة المنورة وأنها ليست الدولة العسكرية!!
إننا في حزب التحرير نكرر لهم النصح كما فعلنا بالأمس ونقول لهم قد تبين لكم ما كنتم بالأمس لا تحسبون أنه واقع بكم فإن كنتم صادقين فإنه لا مناص ولا مخرج لكم إلا بنبذ أنظمة الغرب الرأسمالي وأفكاره وأحكامه جميعها بدءاً بالدستور الفرنساوي الذي بين أيديكم وصولاً إلى نظام الحكم وإقامة دولة الخلافة التي هي وعد ربنا وبشرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
عبد المؤمن الزيلعي
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية اليمن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية اليمن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 735417068 http://www.domainnomeaning.com |
E-Mail: yetahrir@gmail.com |