المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن
التاريخ الهجري | 6 من ذي القعدة 1433هـ | رقم الإصدار: u062d.u062a.u064a 132 |
التاريخ الميلادي | السبت, 22 أيلول/سبتمبر 2012 م |
الأخ رئيس تحرير صحيفة الشارع اليومية المحترم
نشرت صحيفتكم الموقرة "الشارع" الصادرة يوم الأحد 16/9/2012م في عددها 321 مقالاً مطولاً كتبه د.حسن علي مجلي تحت عنوان "تمجيد الاحتلال التركي لليمن"،تحدث فيه عن النصب التذكاري الذي أقيم في صنعاء للعثمانيين، وشن فيه الكاتب هجوماً عنيفاً على وجود العثمانيين مرتين في اليمن 1538ـ 1635،1849 ـ 1918م واصفاً إياهم بالمحتلين لليمن ومساوياً بينهم وبين الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، ووصل في النهاية إلى أن الخلافة التي اتخذوها ستاراً إنما هي مجرد خرافة، وقال "أكذوبة الخلافة الإسلامية"!
إننا في حزب التحرير الذي يعمل منذ نشأته في 1953م لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة، وبموجب حق الرد نكتب إليكم، آملين أن تنشروا ردنا على صفحات صحيفتكم في موقع المقال المذكور نفسه، وحتى لا نضطر لنشره في صحف أخرى. ونريد من خلال هذا الرد توضيح الآتي:
1ـ جلاء ما لحق بوجود العثمانيين في اليمن من تشويه جراء النقل عن الكتاب الأوروبيين الذين لم ينصفوا العثمانيين وعاملوهم كخصوم سياسيين، بعد أن استطاع العثمانيون فتح البلقان في أوروبا، ووقفوا على أسوار فينا. ولا ننسى أن هناك كتاباً هاجموا العثمانيين بشدة وامتدحوا البريطانيين المحتلين كالقمندان صاحب كتاب هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن.
لم يكن قدوم العثمانيين إلى اليمن إلا تلبية للنداء الذي أطلقه أهل اليمن لتخليصهم من حكم المماليك "الشراكسة"، واستنجاد المسلمين بالعثمانيين بوصفهم ولاة لهم من حملات المبشرين البرتغاليين الذي هدد ملكهم البوكرك بنبش قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة (انظر كتاب الدولة العثمانية، علي الصلابي) فكان وصولهم اليمن عام 1538م بعد دخولهم القاهرة عام 1517م وقضائهم على حكم المماليك، حتى بلغت ولاياتها 32 ولاية في مختلف البلاد الإسلامية.
من مآثر العثمانيين فتح القسطنطينية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فتحها؛ فقد أورد الحاكم في المستدرك حين سئل أي المدينتين تفتح أولا فقال صلى الله عليه وسلم: "مدينة هرقل تفتح أولا" يعني القسطنطينية التي فتحها العثماني محمد الفاتح عام 1453م وامتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم "لتفتحن قسطنطينية، ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش". وهي اليوم اسطنبول وليس من الحكمة تسمية فتحها احتلالاً.
كما لا ينسى المسلمون الخليفة عبد الحميد الثاني الذي سجل بكلمات من نور رده على اليهود الذين طلبوا منه منحهم فلسطين "انصحوا الدكتور هرتسل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين... فهي ليست ملك يميني... بل ملك الأمة الإسلامية.. لقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه.. فليحتفظ اليهود بملايينهم... وإذا مزقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن.. أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون. إني لا استطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة" ( كتاب صحوة الرجل المريض، موفق بني المرجة). وكرروا له الطلب عام 1909م أو عزله عن الحكم فاختار العزل. وبالفعل لجأ اليهود للإنجليز وحصلوا منهم على وعد بلفور قبل عام واحد على نهاية الحرب العالمية الأولى وهزيمة الخلافة العثمانية ومن ثم هدمها، ليتم لليهود إقامة كيانهم على أرض فلسطين بعد مضي 24 عاماً فقط على هدمها.
أما اليمن فكما منع العثمانيون سفن البرتغاليين عنها، فقد منعوا أيضاً سفن الإنجليز من الاقتراب من شبة الجزيرة العربية بعد تأسيسهم شركة الهند الشرقية، ولم يحتلوا عدن عام 1839م إلا بعد مغادرة العثمانيين لليمن، وعلى قلعة صيرة تربض مدافعهم التي أهملها اليمنيون، ولم يستخدموها في قتالهم للإنجليز.
وفي زمن وجود العثمانيين الثاني في اليمن تمكن نفر من الحجاج اليمنيين من السفر من صعده إلى مكة بالقطار على سكة الحديد التي بناها الألمان "المنافسون للإنجليز الباحثون عن النفط" لتربط بين اسطنبول ومكة مروراً بالعراق والخليج واليمن، ودمرها لورنس العرب بالجِمال إبان الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين "1916م"، وأن شركة فرنسية كانت بصدد إنشاء سكة حديد بين الحديدة وصنعاء، واستلمت مقابل ذلك من العثمانيين دنانير ذهبية لكن نشوب الحرب العالمية الأولى حال دون إنشائها.
كما أننا ندرك عوامل الضعف التي أدت في النهاية إلى سقوط الخلافة العثمانية كوصول جماعة الاتحاد والترقي التي تأسست سراً في باريس عام 1860م وتوزع أعضائها في مختلف البلاد ومنها اليمن، إذ نادت بالتتريك. إلا أن الإنصاف يعني أيضاً عدم تبرير الأخطاء ونقول بأننا نقر للعثمانيين ما أصابوا فيه ولا نقرهم على ما اقترفوه من أخطاء.
2ـ إن الخلافة ليست أكذوبة ولا خرافة، وإنما هي شكل نظام الحكم في الإسلام، وهي تختلف اختلافاً كلياً عن بقية أشكال الحكم التي سبقتها أو لحقتها.ونصت عليها الأدلة، روى البخاري ومسلم (عن أبي حازم قال قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال: كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبيٌّ خلفه نبيٌّ وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا فما تأمرنا قال أوفوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم)، وروى ابن حبان في صحيحه (عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون ثم يكون من بعد خلفاء يعملون بما لا يعلمون ويفعلون مالا يؤمرون فمن أنكر عليهم فقد بريء ولكن من رضي وتابع)، ولم يختلف الصحابة بعد تولية أبي بكر خليفة للمسلمين، وبقيت الخلافة لأكثر من 1300عام ولم تهدم إلا منذ 88 عاماً، فقد عرفت الخلافة أنها "رئاسة عامة لجميع المسلمين لحراسة الدين وسياسة الدنيا به" فهي كيانهم السياسي الذي يجمعهم في دولة واحدة يرعى شئونهم بالإسلام داخلياً وخارجياً. إذ لا يمكن الحكم بالإسلام في جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليم والسياسة الخارجية وغيرها إلا في ظل دولة الخلافة "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب". علاوة على حال الأمة الإسلامية المقسمة اليوم بحدود أنشأها الإنجليز والفرنسيون "اتفاقية سايكس ـ بيكو" بمساندة غيرهم من الغربيين، والمحكومة بأنظمته وأفكاره بعد أن أبعد الحكم بما أنزل الله، تستوجب حلاً جذرياً واحداً يخرجها مما هي فيه بإقامة الخلافة.
ونختم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسند الإمام احمد ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها إذا شاء ان يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله ان يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها إذا شاء ان يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ).
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية اليمن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 735417068 http://www.domainnomeaning.com |
E-Mail: yetahrir@gmail.com |