الثورات التي انطلقت في البلاد الإسلامية بدءاً من تونس فمصر مروراً باليمن إلى غيرها من البلاد أخافت الحكام الذين لم تصل شرارة الثورة إليهم بعد! أولئك لا ينامون خوفاً من هاجسها... إن ما تمر به الأمة الإسلامية اليوم من أحداث هو نتيجة طبيعية للظلم الذي وقع عليها منذ أن أقدم الغرب الكافر على هدم دولة الخلافة في أعقاب الحرب العالمية الأولى وأقصى الحكم بما أنزل الله عن جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخارجية وسياسة التعليم وجعل مكانها الأنظمة الرأسمالية، حاصراً الإسلام في العبادات الفردية كالصلاة والزكاة والصوم والحج.

إن ما حدث في تونس ومصر وأدى إلى فرار بن علي وتنحي مبارك، وما يدور اليوم في اليمن وليبيا والبحرين وسوريا لن يكون النهاية، فبقية مَنْ هم ساكتون اليوم ليسوا إلا تحت أسنّة حراب الأجهزة الأمنية التي لم تتوقف يوماً عن إرضاء الغرب الكافر الذي مكّنها وسلّحها ورعاها من أجل قمع وإذلال المسلمين ورميهم بالتخلف تارةً وأخرى بالإرهاب، حتى إن الغرب جرّد جيوشه لحرب الإسلام والمسلمين بحرب صليبية تدوم عشرات السنين على حد زعم بوش الصغير. وليس غريباً أن يصف رئيس هيئة الأركان العامة في اليمن أحمد علي الأشول الجيش الأمريكي بالصديق، كما كان قادة الجيش المصري في الأحداث الأخيرة في مصر على اتصال دائم بالإدارة الأمريكية.

كل ذلك تم في غياب دولة الخلافة حامية بيضة الإسلام والمسلمين وتقسيم الغرب البلادَ الإسلامية، وفي ظل صراع أمريكي بريطاني واضح على اليمن؛ استطاعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن تدعو إلى التغيير واستبدال علي عبد الله صالح صراحة، ورد عليها وزير الخارجية البريطاني الراعية بلادُه لعلي عبد الله صالح ونظام حكمه بزيارة حين علمت دوائر الاستخبارات الغربية عن تنحي مبارك ليقدّم النصح لعلي عبد الله صالح، ولحقته ايما نيكلسون عضو مجلس اللوردات البريطاني لتقول بأن دستور اليمن دستور ديمقراطي وأن علي عبد الله صالح انتخبه الشعب.

في الذكرى الأليمة التسعين لهدم دولة الخلافة -بحسب التقويم الهجري- على يد اليهودي مصطفى كمال، يقيم حزب التحرير- ولاية اليمن في صنعاء ندوة سياسية بعنوان "الثورات.. وإقامة الخلافة الإسلامية بين خوف الحكام وهاجس الغرب"، وذلك يوم الخميس 29 من رجب الفرد 1432هـ الموافق 30/6/2011م، الساعة التاسعة صباحاً، في قاعة الجامعة - بجانب بريد الجامعة القديمة. ليبين للناس مدى خطورة هدم الخلافة ووجوب سعي المسلمين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة.

كما ستقام ندوة في عدن بعنوان "الخلافة - طوفان التغيير القادم" يوم الخميس 30/6/2011م الساعة الرابعة عصراً في قاعة أرجوانة عدن - أمام منتزه فن سيتي - صيره.