تناولت وسائل الإعلام أن الطائرات الحربية "الإسرائيلية" لن تشارك في الشق الدولي من المناورات الجوية المسماة "نسور الأناضول" التي كان من المنتظر أن تنظم هذا العام في مدينة كونيا في الفترة الواقعة بين 12-23 تشرين أول/أكتوبر. وكان رئيس الوزراء أردوغان قد أجاب عن تساؤلات محطة "العربية" الفضائية حول الأمر، وكان مما ذكره أن الشعب التركي يرفض مشاركة "إسرائيل" في المناورات لذا تم تأجيل القسم الدولي منها. ((كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَّقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا)).

      إن الجمهورية التركية، التي كانت أول بلد إسلامي اعترف بـ "إسرائيل" التي وضعها الكفار المستعمرون خنجراً في صدر الأمة الإسلامية بعد أن تمكنوا من هدم دولة الخلافة، كانت على الدوام سواء في فترة حكم الحكومات السابقة أم في فترة حكم حكومة حزب العدالة والتنمية الحالية تديم علاقاتها الدبلوماسية والعسكرية الحارة والمخلصة مع كيان يهود هذا بالرغم مما يقترفه من أعمال وحشية تجاه إخواننا المسلمين في فلسطين.   

      مادام أردوغان يزعم أن الشق الدولي من المناورات تم تأجيله بسبب رفض الشعب مشاركة "إسرائيل" فيها؛ فلماذا يتم تأجيلها لا إلغاؤها؟! إن كان أردوغان صادقاً في قوله لقاموا بإلغائها لا تأجيلها، إن عدم إلغائها والاكتفاء بتأجيلها يعني أنه سيتم إجراؤها في وقت لاحق، وهذا يشير إلى أن وضع المنطقة الحالي يستدعي تأجيل المناورات التي سيشترك فيها كيان يهود ولا علاقة لذلك برغبة الشعب ومطالبه، وفوق ذلك متى قام حزب العدالة والتنمية باتخاذ إجراءات تتعلق باستياء وغضب ونقمة الشعب المسلم في تركيا النابع من عقيدتهم تجاه كيان يهود حتى يقوم اليوم باتخاذ إجراء مثل هذا!

      مادام أردوغان يزعم أن الشق الدولي من المناورات تم تأجيله بسبب رفض الشعب مشاركة "إسرائيل" فيها، فلماذا منذ عام 2001 الذي وصلوا فيه إلى الحكومة وهم يجرون هذه المناورات سنوياً بمشاركة كيان يهود فيها! لذا فإن تأجيل المناورات ليس إلا من متطلبات الدور الذي رسمته الإدارة الأميركية الجديدة لحكومة حزب العدالة والتنمية في المنطقة.

      في حال عدم تأجيل المناورات فقد كان من المنتظر أن تشارك كل من أميركا وإيطاليا إلى جانب كيان يهود فيها، لذا فوفقاً لادعاء أردوغان فإن المسلمين في تركيا يكونون راغبين بمشاركة أميركا وإيطاليا في تلك المناورات! فما الفرق بين كيان يهود وبين أميركا وإيطاليا! أوليس كل من كيان يهود وأميركا وإيطاليا دولاً كافرة من ألد أعداء المسلمين على حد سواء! ولهذا فيتبين من كل ذلك أن تصريح رئيس الوزراء أردوغان هذا لا يعدو عن كونه استغلالا وتوظيفاً لمشاعر المسلمين في تركيا الناقمة الغاضبة على كيان يهود المسخ. وفي الختام فإننا نؤكد على أن الإصغاء لرغبة ومطالب الشعب المسلم في تركيا لا تكون في تأجيل المناورات وتأجيل مشاركة كيان يهود فيها بل تكون بتحريك الجيوش نحو كيان يهود لاستئصاله من جذوره.