اجتمع زعماء الدول الأعضاء في الناتو في القمة السادسة والعشرين التي تجري بشكل دوري لاتخاذ قرارات تتعلق بأعمالها في 4-5 أيلول في مدينة كارديف من مقاطعة ويلز البريطانية. انضم إلى القمة رجب طيب أردوغان بصفته رئيساً للجمهورية. وتحادث زعماء الدول الاستعمارية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية كما حدث في القمم السابقة حول الخطط التي تتعلق بحلول "المشاكل" في بلاد المسلمين على حد زعمها. وفي إطار اللقاءات الثنائية على هامش القمة اجتمع الرئيس أردوغان بالرئيس أوباما، وكان أردوغان قد صرح قبل الاجتماع بالقول: "إن الناتو هو الإطار الأهم للاجتماع على المستوى العسكري. كما أن هناك اجتماعات على المستوى السياسي، واجتماعات في الأمور الاقتصادية والثقافية. لقد شهدنا الآن قمة الناتو التي تناولت قضايا مزمنة تعيشها سوريا والعراق وفلسطين ومصر وليبيا وأوكرانيا وغيرها من المناطق، وستكون لنا فرصة تقييمها مع السيد أوباما، وسنقوم باستغلال هذه الفرصة أحسن استغلال".

إننا كمسلمين نعلم أن حلف الناتو العسكري الدولي هذا الذي أنشئ من أجل استعمار بلاد المسلمين وخيراتها ليس محلاً لحل المشكلات، بل هو تحالف شرٍّ ينتج الشرور ويولدها. ولقد رأينا ما قام به هذا التحالف في أفغانستان والعراق والبوسنة وكوسوفو وليبيا. والآن وبعد كل هذا، يأتي الرئيس أردوغان ليضع على الطاولة قضايا سوريا والعراق ومصر وليبيا وأوكرانيا مع قطاع الطرق والعصابات هؤلاء يلتمس عندهم الحلول!! يجتمع مع أوباما الملوثة يداه بالدماء، وهو رئيس الدولة التي يضع الناتو نفسه في خدمتها لاحتلال بلاد الإسلام.. نعم ويقَيِّم لقاءه معه على أنه فرصة لحل مشكلات هذه البلاد يريد أن يستغلها؟! وهل حقاً يمكن أن يكون الناتو الذي أسسته عصابة من قطاع الطرق هو الإطار الأهم للاجتماع على المستوى العسكري؟!. كلا! لن يكون الناتو سوى الإطار الرئيس للاجتماع من أجل الاحتلال والاستعمار.

فيا أيها الرئيس أردوغان! هل تنتظر تحرير أرض فلسطين المغتصبة منذ 66 عاماً وخلاصها على يد الناتو؟ وهل الناتو هو القوة التي ستضع حداً لنظام البعث الذي يظلم إخواننا المسلمين في سوريا الذين نتقاسم معهم خبزنا وبيوتنا منذ أربعين عاماً، وتضع حداً للقاتل المجرم أسد الذي يستمر في قتل المسلمين منذ أربعة أعوام؛.. حتى تبحث في قمتها حل مشكلة سوريا؟ وهل تظن حل مشكلة العراق على يد أوباما رئيس أمريكا التي يتَّمت ما يزيد عن مليون طفل على مذابح إحلال الديمقراطية، ونشرت الشر والفساد في كل بقعة منها؟ وهل تنتظر نشر السلام في ليبيا على يد الناتو الذي قامت طائراته بقصف شعبها المسلم من أجل السيطرة على منابع النفط ومصادره فيها بعد أن تأكد سقوط القذافي؟ وأمريكا وأوروبا والناتو، وبسبب تلاقي مصالحهم ضد المسلمين في آسيا الوسطى؛ لم يحركوا ساكناً إزاء سياسات التمدد الروسي فيها، وراقبوا ضم بوتين القرم دون إطلاق طلقة واحدة.. نعم هل يمكن أن تنتظر حل مشكلة مسلمي تتار القرم عند هؤلاء؟! أين هي رسالة وأهداف تركيا الجديدة التي تبشرون بها؟ أين هو موقف تركيا الجديدة التي تتحدثون عنها الذي ينأى بنفسه عن الكفار والمستعمرين؟ أين هي حلول تركيا الجديدة الجذرية لحل مشاكل البلدان الإسلامية؟ لا تنسوا أبداً أنه إن كان هناك ما يحتاج إلى تجديد فإنه ليس الجمهورية التركية التي قامت على أنقاض دولة الخلافة، لأن تركيا هذه قامت على النظام الجمهوري الديمقراطي وفكره البالي القديم الذي لا يمكنه أن يتجدد. وإن أفضل ما يمكن عمله وأشده إلحاحاً هو إعادة بناء دولة الخلافة الراشدة الثانية من جديد. وعندها فقط يمكن للأمة أن تحيا حياة جديدة، وعندها فقط يمكن للعزة والشرف أن يعودا للأمة، وعندها فقط يمكن لفلسطين وسوريا ومصر وليبيا والعراق والقرم أن تجد خلاصها مما هي فيه، وبالخلافة فقط يمكن للإطار الذي يرسم وحدة الأمة أن يحتل مكانه الصحيح.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا