أقدمت القوات الخاصة الروسية في عملية خاصة على اعتقال شباب حزب التحرير في مدينة سانت بطرسبرغ وذلك على أعتاب شهر رمضان الفضيل، وقد أفاد الإعلام باشتراك 150 عنصرا من عدة أجهزة في العملية، حيث تم اعتقال 50 مسلما من ضمنهم مهاجرون من جمهوريات آسيا الوسطى بالإضافة إلى عدد من أبناء المدينة، وقد عُلم لاحقا تحويل ستة منهم للحجز كتدبير وقائي.

وقد أفاد المركز الإعلامي للقوات الخاصة أن هذا الإجراء جاء بناء على القانون الجنائي البند 205.5 "منظمة ذات أعمال إرهابية" والبند 282.1 "منظمة ذات أعمال متطرفة".

تعتبر هذه ثاني أعمالهم حسب القانون الجنائي البند 205.5 ضد حملة الدعوة من حزب التحرير، وقد أفدنا سابقا في نهاية شباط/فبراير 2014 باعتقال بعض أفراد الحزب من قبل القوات الخاصة في بلدة ديورتيولي في باشكيريا، وقد تم تعديل الحكم بعدها ليصل إلى السجن مدى الحياة، وكإجابة للسؤال عن سبب اقتحام القوات الخاصة لبيوت المسلمين المخلصين من أفراد حزب التحرير نقول: إن هذه الهمجية لا تحتمل إلا تفسيرا واحدا، وهو بأن الحكومة الروسية تكره المسلمين وتحاول إيقاف انتشار الإسلام، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.

ونذكر بأن روسيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تصنف حزب التحرير كمنظمة إرهابية، حيث إن أعماله ونشاطاته في الدول الأخرى لا تجابه باتهامات بالإرهاب، ومع ذلك فإن منع تلك الدول لنشاطات الحزب أكبر دليل على كرههم للإسلام والمسلمين مثلهم في ذلك مثل الروس.

لقد نشأ حزب التحرير من أجل استئناف الحياة الإسلامية وإعادة الخلافة، حيث إن الدولة الإسلامية هي الوحيدة القادرة على تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى، فهو قام بناء على أوامر الله في قوله: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

إن هذه الآية لا تعطينا الحق فقط، بل تأمرنا بالأمر بالمعروف وتوحيد الجهود لإقامة الخلافة، التي من خلالها يتم تنفيذ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل شامل، إن نشاطات حزب التحرير مقيدة بالشرع واتباعا لطريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تستثني أي قوة مادية لتحقيق الهدف، لذلك فإن اعتقال أفراد الحزب بناء على القانون الجنائي البند 205.5 يعد أمرا غير صحيح وإن أي اتهامات بالإرهاب هي كذب وافتراء.

تعلم السلطات في روسيا بأن الحزب لا يهدف إلى إقامة الخلافة في روسيا، ولكنها تسعى لوقف انتشار الإسلام، وتاريخ المسلمين حافل بتصدي الكفار لهم في دعوتهم بقيادة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أن اتباع أوامر الله جعل نور الإسلام ينتشر في أنحاء المعمورة، وهذه هي طريقة حزب التحرير منذ تأسيسه عام 1953م.

أيتها الأمة العظيمة! إنهم يعتقلون اليوم أبناءكم الداعين إلى الحق، غير آبهين بالصعوبات، إنهم أبناؤكم الذين يحمون كتاب الله، والذي تريد السلطات منع حتى ترجمته، إنهم أبناؤكم الذين وهبوا حياتهم للدعوة والذين يقضون معظمها في السجون، إن تاريخ المقاومة لأبنائكم تضعهم في مكانة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.

روى النعمان بن بشير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى».

فلنجعل الشرور التي تحيط بالأمة الإسلامية تقويها وتوحدها، وليتحمل المسلمون الألم كالجسد الواحد في سبيل الدعوة الإسلامية وفي سبيل الحق إن شاء الله، وذلك أفضل ردة فعل لما يقوم به أعداء الأمة.

وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله»

ونقول لمن يريدون منع الدعوة إلى الإسلام ما قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم «ليبلُغنَّ هذا الأمرُ مبلغَ اللَّيلِ والنَّهارِ، ولا يترُكُ اللَّهُ بيتَ مدرٍ ولا وبرٍ إلَّا أدخلَهُ هذا الدِّينَ بعزِّ عزيزٍ أو بذُلِّ ذليلٍ، يعزُّ بعزِّ اللَّهِ في الإسلامِ، ويذلَّ بِهِ في الكفر».

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في روسيا