المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 15 من صـفر الخير 1446هـ | رقم الإصدار: 1446هـ / 013 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 20 آب/أغسطس 2024 م |
بيان صحفي
دماء المسلمين تهرق وحكامهم يشهدون ولا مجير!
كيان يهود يتمادى في عدوانه على أهل فلسطين ويستمر في جرائمه على مسمع العالم ومرآه، لا يثنيه عن ذلك قرار من منظمة الأمم المتحدة أو حكم من المحكمة الدولية. وقد بلغ عدد الشهداء الذين تم إحصاؤهم أكثر من 40 ألفا وربما يكون مثلهم تحت الأنقاض، وعدد الجرحى يقترب من المئة ألف، وقد بلغ الجوع ممن بقي على قيد الحياة مبلغه، ومشاهد المعاناة اليومية من التهجير والترحيل والدمار والتجويع والأمراض والحرق والترهيب لا يكاد أحد يقدر على وصفها أو الإحاطة بها. وقد دخلت الحرب شهرها العاشر ولا يوجد بوادر لنهاية هذا العدوان الغاشم، أو إيقاف هذه المجازر اليومية على الأطفال والنساء والشيوخ العزل، والكيان يبرر مجازره كل مرة بالكذب والتضليل المفضوح. وقد ثبت لكل مراقب وكل متابع أن هذا الكيان الغاصب لا توقفه مفاوضات ولا تردعه كلمات استنكار، ولا يجدي معه التهديد والوعيد. وهو كما هو معهود عليه منذ إنشائه على يد المجرمين الإنجليز ومعاونة العملاء وكما وصف العزيز الحكيم يهود فإنهم قوم بهت لا عهد لهم ولا أمان، قال سبحانه وتعالى: ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ وقال أيضا: ﴿الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ﴾. وقد ثبت هذا للعيان ولا يحتاج أي برهان، وكل عاقل، بل إن أطفال المسلمين يدركون ذلك ويعرفونه.
إن تواطؤ حكام بلاد المسلمين معلوم، سواء بلاد الطوق المتمثلة بالأردن وسوريا ولبنان ومصر والسعودية، وما وراءها من بقية البلاد الإسلامية، وقد فضح حالَهم سكوتُهم الدالُ على جبنهم وخنوعهم، بل إن منهم من يتمنى إنهاء الحرب بالقضاء على المجاهدين وانتصار يهود عليهم والتخلص منهم وجعلهم عبرة لمن اعتبر، فلا يعود أحد يفكر بالجهاد! ويرضى الجميع بالحلول المفروضة عليهم من قبل دول الغرب، إما بحل الدولتين أو التهجير والوطن البديل في بلاد الجوار، ودفع التعويضات وغير ذلك مما يذكر من حلول سياسية هدفها الإبقاء على الكيان المسخ واستمرار إضعاف المسلمين والحفاظ على التفرقة في حدود سايكس بيكو.
وهنا نتساءل، وخصوصا على ضوء ما يشهده العالم اليوم من توتر في المنطقة بعد أن أقدم الكيان على جملة من الاغتيالات السياسية في عواصم البلاد الإسلامية؛ دمشق وبيروت وطهران، ذهب ضحيتها شخصيات كبيرة لم يكن يهود ليقدموا عليها بكل وقاحة ما لم يكن ذلك بتواطؤ وتعاون مع العملاء والجواسيس في تلك البلاد. نتساءل عن الرد المرتقب، وذلك بعد أن ارتفعت أصوات القادة في هذه البلاد بالتهديد والوعيد!
سبق وهددت إيران وحزبها في لبنان بأن الرد سيكون رادعا وقويا وبطريقة يندم فيها العدو، وذلك بعد عدوان يهود على القنصلية الإيرانية في دمشق وقتل سبعة إيرانيين بينهم قائد قوة القدس العميد محمد رضا زاهدي، وكذلك اغتيال الشيخ العاروري ومرافقيه في الضاحية الجنوبية لبيروت وقد توعدت إيران وهدد حزبها في لبنان بالرد الرادع القوي، ولكن الرد كان باهتا وباعثا للسخرية! قال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، سردار باقري، إن إيران بعثت برسالة إلى الولايات المتحدة عبر السفارة السويسرية تحذر فيها الولايات المتحدة إذا تعاونت مع كيان يهود في تحركاتها المقبلة المحتملة، فإن القواعد الأمريكية "لن تتمتع بأي أمن" وستكون عرضة للخطر! وقد كان تعاون أمريكا في الرد آنذاك واضحا من خلال التصدي للمسيرات في الأجواء الأردنية من القواعد الأمريكية هناك، وقد أحبطت بذلك الرد ولم يصل للكيان صاروخ ولا مسيرة، وبات آمنا مطمئنا، وها هو الرئيس الأمريكي جو بايدن يخبر رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، خلال اتصال هاتفي، أنه "يجب عليه اعتبار الليلة فوزا لأن التقييم الحالي للولايات المتحدة هو أن الهجمات الإيرانية كانت غير ناجحة إلى حد كبير وأظهرت القدرة العسكرية المتفوقة لـ(إسرائيل)". ولا زالت القواعد الأمريكية التي تبعد مرمى حجر عن إيران في قطر أو في العراق أو في الأردن، آمنة ولم ينفذ من التهديد شيء!
تولى الملالي الحكم في إيران منذ ما يزيد على 45 عاما، وما برحت تعتبر أن أمريكا هي العدو الأكبر وتهدد وتتوعد بإزالة كيان يهود، ولكن تآمرها مع أمريكا على أفغانستان والعراق ومن بعد في اليمن فضح عمالتها وأنها حليفة لأمريكا وهي مخلبها الذي تهدد به الخليج وتكرس الضعف والفرقة بين المسلمين بالمذهبية والطائفية البغيضة.
وكم مرة سمعنا من السيد حسن نصر الله أن ما يملكه الحزب من قوات وعتاد يمكنه مسح الكيان من الوجود إن أراد أو إذا دخل الكيان في حرب على لبنان؟! ورغم تهديده ووعيده تحلق الطائرات في سماء بيروت منذرة ومحذرة وتقدم على اغتيال شخصيات رفيعة المستوى من قيادات الحزب واحدا تلو الآخر في ضربات موجهة، كما حصل من اغتيال فؤاد شكر! وهذا الموقف الباهت والتهديد الأجوف هو ما جعل كيان يهود يتمادى في اغتيالاته حتى أقدم على قتل إسماعيل هنية في ضيافته لإيران في عقر طهران، وقد مضى اليوم أكثر من ثلاثة أسابيع ولا يزال البعض ينتظر الرد الحاسم، ويترقب الهجوم الكاسح من جبهات الصمود والتصدي للقضاء على الكيان والانتقام لما أقدم عليه الكيان من عدوان مباشر على كل من إيران وحزبها في لبنان!
حقائق لا بد من إدراكها لفهم ما يجري الآن:
- المنظومة التي تسير العالم اليوم هي منظومة استعمارية بإدارة الولايات المتحدة، وكل المؤسسات والمنظمات الدولية خاضعة أو مسيرة من قبل هذه المنظومة الاستعمارية التي تتآمر على المسلمين لإضعافهم والحيلولة دون نهضتهم ووحدتهم.
- إن هؤلاء الحكام متآمرون ومتعاونون للقضاء على جذوة الجهاد وحماية مصالح الغرب التي ربطوها بمصالحهم الشخصية حفاظا على عروشهم وسلطتهم ولا يخرجون في قراراتهم عن إرادة المنظومة الاستعمارية، بل يعملون على استمرار نفوذها وسيطرتها.
- الحكام جميعا لا يهتمون بمصالح المسلمين، ويخشون أن تمتد الحرب أو تستمر مدة أطول يصعب معها التحكم بمشاعر أبناء الأمة المخلصين التي تغلي وتتأهب للانتقام منهم والانقضاض على الكيان لإزالته.
- أصبح مكشوفا أن الكيان هش وأن الأمة قادرة فعلا على اقتلاعه بقيادة مخلصة، والحكام يدركون أن هذا الحراك سيبدأ بإزالتهم، فهم العقبة أمام الخلاص من الظلم والاستبداد والعدوان والاحتلال.
- التهديد والوعيد لا يغير الحال، بل يكشف الضعف، ويعطي الكيان اليد الطولى ليتمادى في عدوانه وهو مطمئن أن لا أحد يرد عليه عدوانه أو ينتقم لإساءاته وغطرسته.
- إن اللجوء لما يسمونه الشرعية الدولية والقانون الدولي هو مجرد هراء وأوهام وتضليل للشعوب ولا يجدي نفعا، والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى.
وبعد: كم من الدماء ستهرق وكم من الأرواح ستزهق حتى يتحرك هؤلاء الحكام بتحريك الجيوش لنصرة المستضعفين؟! والجواب على ذلك يكمن في قول الله العزيز الحكيم في محكم التنزيل: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾. وهذا هو لسان حال كل حكام بلاد المسلمين، وعلى رأسها تلك الدول التي تمتلك فعلا قوة ونفوذا سياسيا وعسكريا مثل تركيا وإيران وباكستان ومصر، أو تلك التي بدل أن تفرض حصارا على الكيان، تزوده بالمواد الغذائية وتفتح الأبواب لنجدته مثل الأردن ودول الخليج، ولذلك ليس غريبا أن نجد التثبيط والخذلان من هذه الكيانات الهزيلة والذهاب إلى المفاوضات على أمل أن تكفيها وعود أمريكا والكيان بوقف إطلاق النار والسماح بإدخال المعونات الغذائية والإنسانية لقطاع غزة، ويبقى الحال على ما هو عليه، وكفاهم القتال، وكأن لسان حالهم يوهم الناس أنهم نصروا بالرعب، وأن الخسائر الاقتصادية للكيان بسبب التهديد كفيل بإضعافه أو هزيمته، وهذا هو عين التضليل السياسي والاستخفاف بالعقول.
المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.domainnomeaning.com |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@domainnomeaning.com |