في 31 آذار/مارس 2013م، هاجمت إحدى عضوات البرلمان الأردني شرف وكرامة نسائنا المسلمات العفيفات السوريات اللاتي يقمن في مخيم الزعتري سيء الصيت المقام على الحدود مع سوريا.

إن تسجيلات الفيديو للخطاب كاملا موجودة على الإنترنت، وفيها من التفاصيل الواضحة لألفاظ النائبة النابية وإشاراتها المهينة التي اقترفتها بحق نساء سوريا العفيفات، وعبارات القذف والغيبة والافتراءات التي استخدمتها عضوة البرلمان بحق أخواتنا السوريات واضحة في التسجيلات بما لا يدع مجالا للشك أو التبرير.

ونحن في هذا المقام تقيدا منا بآداب الإسلام السامية وأخلاقه الرفيعة، ولكي لا نكون شركاء لعضوة البرلمان الأردني في نشر الفساد وبث القيم المنحرفة لن نذكر شيئا من كلامها القذر، لكن لا بد لنا أن نشير إلى أن هذه النائبة وصَمَت كل نساء وفتيات سوريا بأنهن صاحبات أخلاق منحطة، بعيدات عن السلوكيات الإسلامية بل واتهمتهن بشكل مباشر بالمتاجرة بأعراضهن لأجل مكاسب مادية. إن هذه التعليقات القبيحة الوقحة التي لا تطاق هي في الحقيقة انعكاس للطبيعة دنيئة الأخلاق التي تتسم بها الحكومة الأردنية وأعضاء برلمانها، تلك الطبيعة التي تسمح بمثل هكذا اعتداء على أخواتنا اللاتي لا حول لهن ولا قوة ولا صوت يساندهن، واللواتي فررن من اضطهاد لا مثيل له في العصر الحديث.

ألا يكفي نساءنا في الشام الجرائمُ والمجازرُ التي تعرضن لها في حرب الإبادة الشرسة الضروس التي يشنها عليهن طاغية الشام لوقوفهن في وجهه مطالباتٍ بإسقاطه وإسقاط نظامه وإقامة حكم الله، ليجدن هذه المعاملة السيئة من النظام الأردني العفن في مخيمات الموت، ثم هذا الهجوم الوقح بلا شفقة أو رحمة وبلا وازع من نخوة أو دين على أعراضهن من أعضاء البرلمان الأردني!

إن المتتبع لسلوكيات وتصرفات النظام الأردني منذ نشأته يدرك بلا ريب أن المجون وسوء الأخلاق ليس من صفات نسائنا العزيزات في سوريا بل هو من سيرة أولئك الذين يقذفون ويهاجمون ويحطون من قدر تلك النسوة الضعيفات. وإلا لما تجرأ هؤلاء على النطق ولو بكلمة واحدة بحق تلك النساء العفيفات الكريمات اللاتي أثبتن معدنهن الأصيل وشجاعتهن الخارقة بل ووهبن أنفسهن خالصة لله تعالى في مقابل التصرف الجبان والغادر والمعيب من قبل أولئك الحكام المسلمين وأنظمتهم الذين أسلموهن لأنظمتهن المضطهدة الظالمة!!!

إن نساء حزب التحرير يستنكرن ويدنَّ بشدة هذه الإهانات المثيرة للاشمئزاز التي تعرضت لها نساؤنا العزيزات من سوريا، ونوضح بأن هذه الأساليب ليست سوى أدوات سياسية تستخدمها الحكومة الأردنية لصرف النظر عن جريمتها الحقيقية بعدم نصرتها لثورة الشام التي هي فرض عليهم وحق لإخوانهم في أعناقهم، قال تعالى: ((وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ))، ونعلن تواطؤهم مع المجتمع الدولي في مساعدة نظام الأسد بسكوتهم وتقاعسهم عن الانتهاكات والقتل والإرهاب بحق إخوانهم المسلمين في الشام.

أيها المسلمون: إن جرائم الحكومة الأردنية بحق أهلنا في سوريا أعظم من كلمات قيلت من مارقة في برلمان على فظاعتها، كيف لا والحكومة الأردنية تقوم بحصار أكثر من 100,000 سوري، أكثرهم من النساء والأطفال في مخيم المآسي الذي تنقصه المعدات والتجهيزات والذي لا يوفر ملاذا آمنا لقاطنيه؛ وذلك بسماحه للمجرمين بالدخول إليه بنية الخطف والانتهاك الجسدي للنساء والفتيات بحرية مطلقة. وتظهر التقارير التي صرحت بها النساء من داخل المخيم خوفهن من استخدام الحمامات العامة بل ويصرحن بأنهن يبقين مستيقظات طوال الليل لحماية أعراضهن من الانتهاك. وفي ضوء هذه الحقائق، فإن الوقاحة اللاذعة من قبل عضوة البرلمان في وصمها نساءنا العفيفات بأنهن ذوات أخلاق متدنية هو وصف مقزز للغاية!! وبإذن الله تعالى، رب السماوات والأرض ستعيد نساء حزب التحرير توجيه أصابع اللوم لأفراد للحكومة الأردنية ذاتها غداً في محكمة العدل، محكمة الخلافة، وسيقفون فيها في القفص متهمين لينالوا الجزاء العادل على ما فعلوا هم وكل حكام المسلمين الذين عصوا الله تعالى بعدم التزامهم بواجب صون حياة وشرف وكرامة أخواتهن، وبارتكابهم كبيرةً وذلك بقذف وإهانة المحصنات العفيفات. ((إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) [النور:23]

يا أهل القوة ويا أبناءنا المخلصين في الجيوش الإسلامية، أيها الحماة، يا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم: ألم تغل الدماء في عروقكم لما يقال ويفعل بحق أخواتكم الضعيفات العفيفات الشريفات الصالحات...؟ إننا ندعوكم لنصرة أخواتكم واهلكم في الشام، إننا ندعوكم لإزالة هؤلاء الحكام الخونة وأنظمتهم الفاسدة، هؤلاء الذين يتجاهلون كرامة وحرمة المسلمة، إننا ندعوكم للعمل مع حزب التحرير لإقامة نظام الخلافة بأقصى طاقة وسرعة. الخلافة، التي تمثل نهجاً لا مثيل له في حماية شرف المرأة وكرامتها... الخلافة، التي في ظلها شُكل جيشا من 900,000 جندي على رأسهم الخليفة بنفسه لأجل امرأة مسلمة واحدة أهينت في عمورية. إن العمل لإقامة نظام هذا حقيقته بالتأكيد شرف كبير، ومكانة ورفعة في الدنيا، ومنزلة عظيمة في الآخرة، فكونوا من رجالها واعملوا لإقامتها تنالوا الخير كله عاجله وآجله..

القسم النسائي
المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير