يتردد كثيرا على ألسنة رجال الحكم ومسؤولي النظام في الأردن عبارة "القدس خط أحمر" ...... سواء أكان ذلك على لسان الملك.... أم رئيس الوزراء ... أم وزير الخارجية... أم وسائل الإعلام ـ التي لا همَّ لها إلاّ تزيين الأفعال السيئة للنظام ـ ... ومن ذلك ما ورد على لسان الملك عبد الله الثاني في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة الحياة في لندن ونشرتها بعض الصحف الأردنية في الأسبوع المنصرم.
لقد رأينا إجراءات (كيان يهود المغتصب لفلسطين) في القدس وفي الأقصى، رأينا كيف اقتحم جنود يهود ساحات المسجد الأقصى، وكيف منعوا الناس من الوصول إليه، وكيف أطلقوا القنابل داخله، ... رأينا أنّ الحفريات ما زالت مستمرة تحته.... رأينا كيف يستولي يهود على بيوت المقدسيين، ويهدمون بيوتاً لهم أخرى، ويتركون ساكنيها في العراء، يفترشون الشوارع ويلتحفون السماء!!!...لقد رأينا ورأينا.. ولكن..
يبدو أنّ أفعال يهود كلها لم تصل إلى الخط الأحمر الذي أعلن عنه الملك!!!! فمتى يعتبر النظام في الأردن أنّ (كيان يهود المغتصب لفلسطين) قد تجاوز الخط الأحمر؟ هل بعد أن يهدم يهود المسجد الأقصى؟ ويقيموا مكانه هيكلهم المزعوم؟ وبعد أن يطردوا كل المقدسيين من القدس؟.... متى؟؟

إنّ الأمم عندما تضع خطا أحمرَ لقضية ما، إنما تعتبر تجاوزه يعني الدم الدم والهدم الهدم، الذي يعني أنه لم يبق إلا أن يراق الدم على جوانبها، والذي يعني الهدم لكل جسور الصلح والاتفاق، والذي يعني تجهيز الجيوش وتعبئة الجنود ليقاتلوا يهود ومَن خلفهم مِن الكفار، وليس ليذهبوا إلى هاييتي وغيرها جنودا مرتزقة تحت راية الأمم المتحدة ليقاتلوا في سبيل الشيطان ويموتوا دفاعا عن مصالح أعداء الإسلام

والمسلمين من الصليبيين وعملائهم.
إنّ قائمة المطلوبات من هذا النظام كثيرة، ولكن نكتفي باثنتين:
1ـ عليه أن يلغي اتفاقية وادي عربة حالا، لأنها اتفاقية يحرمها الإسلام، ولهذا فهي باطلة شرعا، ولا يحل للمسلمين أن يلتزموا بها.
2ـ عليه أن يسحب الجنود الأردنيين من قوات الأمم المتحدة، لأن القتال تحت راية الكفار، راية الأمم المتحدة أمر يحرمه الإسلام. وعليه أن يمسح من عقول هؤلاء الجنود فكرة الارتزاق المنحطة وأن يضع مكانها أفكار وتعاليم الجهاد في الإسلام، وأن يعبِّئهم لتحرير فلسطين، كل فلسطين، لأنّ القدس ليست وحدها خطا أحمر، بل فلسطين كلها خط أحمر، لأنه لا يجوز ليهود أن يقيموا فيها دولة، ولو على شبر واحد منها.