المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن
التاريخ الهجري | 15 من شـعبان 1432هـ | رقم الإصدار: 9/32 |
التاريخ الميلادي | السبت, 16 تموز/يوليو 2011 م |
انعقد بحمد الله مؤتمر الثورات العربية في الأردن
انعقد اليوم في عمان في قاعة الرشيد في مجمع النقابات المهنية مؤتمر حول الثورات العربية: أسبابها، نتائجها، وخيارات المستقبل، بحضور المئات من الفعاليات الشعبية والسياسية والإعلامية من الرجال والنساء.
وقد ناقش المؤتمر الأسباب التي دفعت بالشعب إلى ثورته المباركة، وما حصلت عليه من نتائج أو لم تحصل عليه، والأهداف النهائية التي لا بد أن تصل إليها حتى تتكلل بالنجاح، والدور المنوط بالمسلمين من أجل إيصال الثورة إلى مبتغاها وحمايتها من قراصنة الثورات والمتسلقين على ظهورها، وقد خص بالذكر دور المرأة الريادي في تحقيق أهداف هذه الثورة، وقام بمراجعة متأنية وتمحيص دقيق للبدائل المطروحة أمام الشعب بعد أن تمكن من هدم أركان النظام القائم في هذا البلد أو ذاك. فالطروحات كثيرة والمشاريع تترى على الأمة وهي منهمكة في أعمال الثورة من مسيرات واعتصامات ورفع شعارات. فإذا لم تمحص الخيارات المطروحة بشكل دقيق وموضوعي فقد نجد أنفسنا في الدائرة نفسها والمكان نفسه؛ كالذي يسير على غير هدى في عتمة الليل وعلى رمال الصحراء. "أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى؟ أم من يمشي سويا على صراط مستقيم".
ولا يخفى أن رأس الكفر أمريكا لن تقبل بالهزيمة هكذا دون أن تحرك ساكنا ودون أن تعمل على حرف مسار الثورة ليعود ويصب في تيارها ومصالحها ومشاريعها. وهي لا تنفك تبعث بمندوبيها وسماسرتها تارة لمصر وتارة لليمن وتارة لسوريا وأخرى لليبيا، وما ذلك إلا لتعمل على سحق آمال الأمة بالخلاص من التبعية لها والتحرر من العبودية لآلتها المالية والسياسية والعسكرية.
فكان لا بد من الوقوف على كل البدائل لتجنب الوقوع في نفس الكارثة التي ثارت الأمة ابتداءً لتتخلص منها. فالرأسمالية والعلمانية والديموقراطية والليبرالية والدولة المدنية وغيرها من الأشكال هي بدائل تروج لها آلة الدعاية الأمريكية والتي وقفت عقودا من الزمن تنفخ الروح في جسد الأنظمة البالية التي لفظتها الشعوب بثوراتها المباركة.
والأمة الإسلامية ومنها الشعب العربي لها تاريخ عريق ومخزون حضاري وثقافي ضارب أطنابه، شاخص على ضفاف التاريخ، مضيء بسيرته الخالدة، عصيٌّ على التزوير، منبع عز وأمجاد، ومصدر خير وبركة، بَيِّن الأحكام، عدل القضاء، رفيع الخلق، شامخ البنيان، لا يقصده دارس إلا عاد ممتلأ، ولا يأتيه طالب عدل إلا عاد منتصفا، ولا يبغيه سائل إلا عاد راضياً مرضيّاً. نعم إن حضارة الإسلام وتاريخ الأمة الإسلامية لا يزال وضّاءً منيراً رغم بعد الشقة بيننا وبينه، ورغم محاولات التشويه والتخويف منه. فكان حريّاً بالمؤتمر البحث في هذا التاريخ الوضاء لاستخلاص العبر منه وللوقوف على عمق الهوة التي انحدر إليها العالم بعيد استبعاد هذه الحضارة.
وحتى يتوج هذا المؤتمر هذا بثمرة يانعة طيبة، كان لا بد من إثرائه مباشرة باستشراف الهدف الأسمى الذي لا بد أن تصل إليه الثورة كي تحقق للأمة ما تصبو إليه من تحرر ونهضة. وذلك بطرح الخلافة الإسلامية على مائدة الثورة بوصفها النظام الذي ينبثق من عقيدة هذه الأمة بعيدا عن طروحات أمريكا وأوروبا، وتستمد الخلافة الإسلامية قوتها ورونقها من ماضيها المشرق والذي قدمت فيه للبشرية نموذجا رائعا في الحكم وتوزيع المال والعدالة لكل رعاياها بغض النظر عن الجنس أو الدين أو العرق.
هذا هو مؤتمر الخلافة الأول في الأردن، ونحن مع هذه الأمة العظيمة وبها نسير خطوة خطوة، نحصي على المستعمر وأزلامه أنفاسهم نفساً نفساً، ونصعد إلى علياء المجد درجة درجة، ونستحث خطانا فرداً فرداً، ونستثير في نفوسنا كل عزيمة وقوة، ولا نبتغي من الدنيا إلا عز الإسلام والمسلمين، ولا نطلب أجرا إلا الفردوس الأعلى من الجنة.
فنسأل الله أن يكون هذا المؤتمر فاتحة خير وبركة للمسلمين جميعا، وأن يكون ملتقانا جميعا في الدنيا تحت راية العقاب راية دولة الخلافة القادمة بإذن الله، وفي الآخرة تحت ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-jordan.org/ |
E-Mail: info@hizb-jordan.org |