اتخذ ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية قرار تقديم مشروع قانون لمنع النقاب في فرنسا، مع علمه بأن هذا القانون ليس له أي أساس دستوري كما قرّر ذلك مجلس شورى الدولة في وقت سابق.

ولا يخفى على متابع للوضع السياسي في فرنسا، أنّ ساركوزي يمرّ بفترة عصيبة نتيجة فشل سياساته الداخلية، سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية أو غير ذلك. فملك الجمهورية -كما سماه بعضهم- يريد أن يبرّر فشله ويغطي عيوبه؛ لذلك عزم على افتكاك النقاب من وجه المرأة المسلمة لينتقب به وليخفي ما ظهر من عيوب سياسته وسلوكه. فهو إذن يحاول ستر فشله باختلاق قضية النقاب وكسب أصوات بعض الناخبين من الذين ينسيهم قانون واحد ضد المسلمين مرارة إخفاقات فرنسا ومشاكلها.

والعجيب في الأمر، أنّ ساركوزي يصرّ على تقديم مشروع قانونه مع إدراكه لعدم استناده للدستور ومخالفته لحقوق الإنسان والحريات. وهذا يجعلنا نسأل مرة أخرى: عن أي حرّية يتحدث الغرب إذا كانت هذه الحرّية لا قيمة لها عند أهلها؟ ولماذا يطالَب المسلمُ في بلاد الغرب باحترام الدستور إذا كان حكام الغرب أنفسهم لا يحترمونه؟

قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}. فيومٌ لك ويوم عليك. يومٌ تنشأ فيه حضارة وتزدهر، ويوم آخر تسقط فيه تلك الحضارة وتندثر. والأمم والدول التي أنشئت ونهضت على أساس مبدأ تبنته وطبقته، باقية ما بقي المبدأ وزائلة ما زال المبدأ. فإيمان أمة من الأمم بمبدأ ما هو سرّ وجودها وسرّ بقائها واستمرارها، فإذا ما فقدت الثقة في مبدئها وأخذت تعبث بمفاهيمه وقيمه، وتخالف عن قصد أُسسه، فمعناه أنها فقدت الثقة فيه وفي صلاحيته ومعالجاته. وإذا كان الأمر كذلك، فمعناه أنها آيلة للسقوط؛ لأنّها تهدم أساس دولتها بيديها.

 أوكاي بالا

عضو ممثل لحزب التحرير - هولندا