المكتب الإعــلامي
البلاد الناطقة بالألمانية
التاريخ الهجري | 14 من جمادى الأولى 1440هـ | رقم الإصدار: 1440 / 04 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 20 كانون الثاني/يناير 2019 م |
بيان صحفي
تعليق حول ردود الفعل على البيان الختامي للملتقى الثاني للمسلمين الأوروبيين
(مترجم)
قام الاتحاد الإسلامي التركي "DITIB" في 2019/01/4م بنشر البيان "الختامي للملتقى الثاني للمسلمين الأوروبيين" والذي انعقد في الرابع من شهر كانون الثاني/يناير الحالي في مدينة كولونيا. وقد تمت دعوة أكثر من مائة شخصية من 17 دولة وذلك لمناقشة مستقبل المسلمين في أوروبا، وما يتخلله من فرص ومخاطر. وقد ركز البيان الختامي والذي ألقاه رئيس إدارة الشؤون الدينية التركية (Diyanet) الأستاذ الدكتور علي أرباش على الهوية الإسلامية وعلى رفض ابتداع إسلام ألماني أو فرنسي أو بلجيكي أو أوروبي. وعقب شيوع خبر هذا الملتقى الإسلامي مباشرة كانت هناك ردود فعل حادَّة من السياسيين والإعلاميين. فقد أزعجهم، بالإضافة إلى المواقف المعلنة، شكل هذا اللقاء.
فقد أظهر كل من عمدة كولونيا "هنريتة ريكر" (مستقل) وعمدة حي "هرنفلد" "جوزيف فرجيس" (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) ارتباكهما بل استياءهما من اللقاء الذي تم دون علم المدينة. وادعت تقارير إعلامية أنه كان هناك من بين الحضور "أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين المراقبة من جهاز حماية الدستور". الانتقاد كان يدور بشكل خاص حول "انعدام الشفافية" وحول "طابع اللقاء السري" كما ادعوا. فقد كتبت صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ": "غير أن الفعالية الكبيرة لم تُعرف إعلامياً إلا بعد أن انتهت، وذلك من خلال بيان صحفي لـDITIB في يوم الجمعة نُشر فيه البيان الختامي المطول لعلي أرباش... لماذا لم تعلن DITIB عن هذه الفعالية قبل انعقادها؟ سؤال يبقى دون إجابة". أكثر حدة كان الانتقاد الصادر من مفوض الحكومة الألمانية لحرية الدين في العالم "ماركوس جروبيل" (الاتحاد المسيحي الديمقراطي) حيث قال: "كان على المسؤولين عن مؤتمر DITIB في مدينة كولونيا أن يقوموا بإشراك المختصين الألمان وإعلام الرأي العام والابتعاد عن المتطرفين". وكذلك أبدى رفضه القاطع لأي تأثير سياسي من الخارج على المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا وعلى المساجد فيها. وأكثر ما أزعج المنتقدين بخصوص محتوى البيان هو الصفة المعادية للاندماج والمحاولة لإيجاد ثِقَل موازن للمؤتمر الإسلامي الذي يرعاه وزير الداخلية الاتحادي "هورست زيهوفر" (الاتحاد المسيحي الاجتماعي).
إن ردود الفعل هذه، وخصوصا أسلوبها، تظهر الصفة الاستبدادية للسياسة الألمانية بشأن الإسلام. فأي تحرك خالٍ من تدخل الدولة الألمانية يتم تجريمه واتهامه بأنه لقاء تآمري. وهذه الانتقادات هي في حقيقتها رسالة أن على المسلمين التنازل عن هويتهم ومفاهيمهم عن الحياة والخضوع لإملاءات "الثقافة الرائدة" في ألمانيا. وعلى عكس ادعاءات السيد "جروبيل" فإن الأمر لا يدور في المرحلة الرابعة للمؤتمر الإسلامي الألماني (DIK) حول "احترام القيم الألمانية" فقط، بل إلى جانب ذلك هناك الهدف الحاسم في إيجاد "إسلام ألماني الصبغة". فوزير الداخلية الاتحادي "هورست زيهوفر" قال في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الإسلامي ما يلي: "كيف يمكننا أن ندعم إسلاماً في ألمانيا، متجذرا في مجتمعنا، يشاركنا القيم الثابتة في الدستور، ويوقر أنماط العيش في هذا البلد، إسلاماً في ألمانيا ومن ألمانيا ولألمانيا، إسلاماً للمسلمين الألمان (...)". وللدفع بسياسة التذويب إلى الأمام تستخدم جمهورية ألمانيا الاتحادية نُسُقاً معينةً للحوارات تقوم هي بتحديد إطارها وشروطها وأجنداتها وأهدافها التي يجب على المسلمين الالتزام بها. فالانتقادات الحادة من الساسة والإعلام نابعة من هذه الحاجة والرغبة في السيطرة. ومبادرات مستقلة كالتي تمت في كولونيا تهدم مساعيهم هذه.
وفي ضوء هذه الأحداث فإن حزب التحرير يدعو المسلمين في ألمانيا أن يحافظوا على سلامة هويتهم ويدافعوا عنها أمام تدخلات الدولة. فحقُّ التفسير الديني والمبدئي لنصوص الإسلام لا تملكه برلين ولا أنقرة. وأمة النبي محمد rلن تسترد عظمتها إلا إذا عادت إلى صميم هويتها وتبّرأت من العلمانية براءة بائنة وخضعت بكل ثقة لأحكام ربها. قال تعالى: ﴿قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في البلاد الناطقة بالألمانية
المكتب الإعلامي لحزب التحرير البلاد الناطقة بالألمانية |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0043 699 81 61 86 53 www.domainnomeaning.com |
فاكس: 0043 1 90 74 0 91 E-Mail: shaker.assem@yahoo.com |