في بيان صحفي صدر اليوم عن الناطقة الرسمية لحزب التحرير في بنغلادش فهميدة فرحانة خانوم رداً على مصادقة الحكومة على قانون فرض الحماية المشددة على عائلة الشيخ مجيب الرحمن قالت فيه خانوم: في الوقت الذي تتفشى الجريمة في البلاد من سرقةٍ واغتصابٍ ونهبٍ وسلبٍ وقتلٍ في البلاد، ويعاني الناس من انعدام الأمن والأمان، تنشغل الحكومة ومؤسساتها بحماية الحكام بدلاً من حماية الناس.

وأضافت خانوم أنه في ظل الديمقراطية فإن للإنسان سلطة لتشريع القوانين، لذلك فإنّ الحكام يسنون القوانين لخدمة مصالحهم. ولكن في ظل نظام الإسلام فإن التشريع فيه وصاحب الصلاحية الأوحد هو الله سبحانه وتعالى. ولا يحق لأحد أن يشرع القوانين بحسب أهوائه وميوله. والهدف الرئيس من تشريع القوانين في ظل الرأسمالية هو جني المصالح، لذلك فإنّ أنظمة الحكم تعمل على حماية أعضاء الأحزاب الحاكمة وعائلاتهم وعمالهم. في حين أنّ غاية رعاية الشئون والعمل السياسي في دولة الإسلام هو حماية حقوق الناس، هكذا كان ديدن حكام المسلمين في دولة الخلافة من مثل عمر بن الخطاب، وهارون الرشيد، وسليمان القانوني، ممن كانوا هداة مهديين، حيث كانت مخافة الله ومسئوليتهم عن الناس نصب أعينهم دائماً. حيث كرسوا حياتهم لحماية وخدمة الناس، والتعالي عن أي مصلحة شخصية خلال حكمهم، بينما حكامنا اليوم لا يكترثون أبداً بازدياد معاناة ال 140 مليون من الناس في بنغلادش.

قالت فهميدة فرحانة خانوم إنّ كل الحكام في ظل النظام الوضعي بعد استلامهم الحكم يقومون بأعمال سياسية قذرة لحماية مصالحهم الشخصية. وكذلك الأمر فإنّ الحكومة الائتلافية التي جاءت للسلطة بعد قطعها الوعود الكاذبة للتغيير فإنّها قامت بنفس الأعمال السياسية القذرة بعد اعتلائها عرش السلطة. لقد فشلت هذه الحكومة في توفير وجبتين يومياً لأكثر من نصف السكان حتى للذين يسكنون العاصمة دكا، فمنهم الملايين من المشردين الذين يعيشون حياة البؤس، ولا يجدون حتى الماء الصالح للشرب ولا تصلهم الكهرباء، إلا أنّ وزراء الحكومة قد تناسوا بالكلية معاناة الناس وحاجاتهم. وكيف لهم أن يهتموا بالناس وهم منشغلون بتأمين وحماية رؤساء أحزابهم وعائلاتهم والإنفاق على ذلك من جيوب الناس الفقيرة؟!

أكدت فرحانة خانوم على أنّ حكام البلاد يجب أن لا ينسوا أن التدابير الأمنية وحدها ليست كافية لحفظ حياة أي منهم. فعليهم طاعة وخشية الله عز وجل الذي بيده الموت والحياة يهبها لمن يشاء وينزعها ممن يشاء.

وأخيراً قالت فرحانة بأنّ الرأسمالية فشلت فشلاً ذريعاً ليس في بلادنا فحسب، بل وفي جميع أنحاء العالم. فما عدا ما قامت به الحكومة من تأمين مصالح النزر اليسير من الرأسماليين وطبقة الحكام إلا أنّها فشلت في حماية حياة وأموال وأعراض الناس. وهذا ما سيدفع بالناس لرد هذا النظام الفاشل وطرحه على مزبلة التاريخ، والعمل لإقامة دولة الخلافة التي ستحفظ حقوق الناس وتخرجهم من حياة البؤس والمعاناة.

فهميدة فرحانة خانوم

الناطقة الرسمية لحزب التحرير في بنغلادش