الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا بيان للناس ولِيُنذَروا به

 

 

في الوقت الذي نثمّن فيه ثورة تونس المباركة التي تروم التحرر من ظلامية المرحلة السابقة وتسعى في تحرير البلاد والعباد من الطغيان والاستبداد اللذين خنقا الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد وتسببا في سياسة التهميش والإفقار والتجويع التي أرهقت البلاد والعباد، بالإضافة إلى السياسات التي كانت تستهدف محو هوية الأمة وحرفها عن الطريق المستقيم، وهو ما كانت تمارسه الزمرة الحاكمة.

 

هذه الثورة التي أيقظت المنطقة بأسرها لِتَعي أن السلطة الحقيقية هي بيد الأمة، وهي التي تنيب عنها وباختيارها ورضاها من يمثلها في ممارسة هذه السلطة. ولم تكن هذه الثورة خاصة بجهة بل هي ثورة الأمة في كل مكان والناس فيها شركاء شركتهم في الماء والكلأ والنار.

 

في هذا الوقت نعلن أن حزب التحرير، الحزب الذي عمل بتونس منذ ما يقارب الثلاثين سنة، هو حزب سياسي يستلهم أطروحاته وأفكاره وأحكامه من الإسلام العظيم، فعمله عمل سياسي وفكري بحت، فهو يعمل بين الناس ومعهم عملا سياسيا وفكريا ويطرح عليهم قناعاته الفكرية والسياسية معتمدا في إقناعهم على الحجة والدليل، دون أن يعمل أي عمل مادي لإكراه الناس وحملهم على تبني هذه القناعات. مصداقا لقول الله تعالى: {وما على الرسول إلا البلاغ المبين}.

 

وحزب التحرير لا يتبنى أي شكل من أشكال الأعمال المادية في طريق إقامة دولة الإسلام، مهما كان نوعها بل إنه يحرّم على نفسه القيام بذلك، وهو يرى أن التغيير ينبغي أن يسار فيه سير رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال إعادة صياغة الأمة وتشكيلها وفق مبدئها وليس بالقوة القاهرة بل هو يعمل في الأمة حتى تستجيب له وتعمل معه بكافة قواها.

 

واستنادا إلى ذلك فإن ما يحاول بعض الناس إشاعته في بعض وسائل الإعلام، من إلصاق التطرّف والأعمال التخريبية والعنف ضد المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب ومعابدهم، بالحزب هو محاولة فاشلة، ما عادت تنطلي على الأمة التي ودَّعت النوم والغفلة، لأنه معلوم عند كل من له مساس بالعمل السياسي في الأمة أن حزب التحرير لا يقوم بالأعمال التخريبية ولا يحضّ عليها ولا يتبنى أي شكل من أشكالها في طريق بناء الدولة.

 

والحزب إذ يستلهم أفكاره وأحكامه وكل مشروع الدولة والنظام الذي يسعى معكم لإقامته من ثقافة الإسلام العظيم لا يمكن له أن يخالف وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام بحفظ الدماء والأموال والأعراض، وهو ـأي حزب التحريرـ يعتبر الذين يعيشون بيننا من أبناء الديانات الأخرى لهم حق الرعاية وفق أحكام الشرع سواء بسواء مع المسلمين، وكل متعرّض لهم في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم آثم أمام الله تعالى، ومن آذاهم فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وعليه، يعلن حزب التحرير أن نسبة بعض الأعمال التي قامت بها جهات مشبوهة -لا يخفى على أحد مرادها- وإلصاقها زورا وبهتانا بالحزب يعدّ عملا مشبوها غير بريء يراد منه تحقيق ما كانت تحققه الأنظمة المصطنعة من خلال الأكاذيب والأراجيف والإشاعات الظالمة، ويكشف حقيقة من وراءه.

 

لقد واكب حزب التحرير وشبابه الثورة في تونس وشاركوا فيها سواء من خلال مقدماتها التي استمرت مدة ثلاث وعشرين سنة، حيث عانوا فيها الاعتقالات والتشريد والتعذيب والسجن وقطع الأرزاق من قِبَل النظام المقبور رأسُه، ناهيك أنهم قد حوكموا في السنوات الثلاث الأخيرة من النظام المستبد السابق أربعة عشر محاكمة، أو من خلال مشاركة الشباب في التظاهرات والمسيرات التي أسقطت نظام بن علي وعصابته.

 

وفي سياق ما يقال عنا بقصد إيجاد الذرائع للنيل منا نحب أن يعلم الناس جميعا ومنهم هؤلاء المرجفون الموتورون أن حزب التحرير عاقد العزم مهما كانت العقبات على إقامة حكم الله في الأرض، وأن الأيام التي كان يُلوّح للناس بالعصا فيها فيهربون، قد ولّت وانقضت، بل إن ساعة الحساب لكل طاغية مستبد، أو صنيعة من صنائع الغرب قد اقتربت في تونس وغيرها، فتربصوا إنا معكم متربصون. فالأمة باقية وفيها عزمات الرجال لا تموت لكن الذين يموتون هم ممثلو مصالح أعدائها مهما كانت قوتهم، وليس ما ينزله الله من غضب على صنائع الغرب عنكم ببعيد، فاعتبروا وكفوا أيديكم عن الأمة وعن حزب التحرير ودعوا الأمة تقرر ما يمليه عليها دينها ولا تغالبوا الله فتغلبون. واعملوا معنا لإقامة الدين حتى تفوزوا برضا الله وعز الدنيا والآخرة.

 

 

التاريخ الهجري :18 من ربيع الاول 1432هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 21 شباط/فبراير 2011م

حزب التحرير
ولاية تونس

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع