الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها المسلمون في سوريا: احصروا مطالبكم بدعوتكم للضباط بأن يقوموا بالتغيير النظيف  الذي ينجيكم من التدخل الغربي والخذلان العربي

  

بموافقة 19 دولة عربية، قررت جامعة الدول العربية يوم الأحد في 27/11/2011م عقوبات اقتصادية قالت إنها تستهدف النظام السوري بعد رفضه التوقيع على البروتوكول الخاص بإرسال مراقبين وتنفيذ بنود الخطة العربية لحل الأزمة. وقد حاول النظام السوري نسفه عن طريق المطالبة بتعديله واللعب على ورقة المماطلة بالوقت حتى يفرّغه من مضمونه. وقال وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم إنه من غير تعديل يعد "بروتوكول إذعان" وقد رفض المعلم يوم الاثنين 28/11 هذه العقوبات واعتبرها إعلان حرب على سوريا مستبعداً عملاً عسكرياً، وقال إن أقصى ما يمكن أن يتم هو عقوبات اقتصادية، ويرفق بها أخرى سياسية، واعتبر أن الجامعة بقراراتها هذه أغلقت جميع النوافذ مع سوريا.

 

إن الناظر في القرارات العربية والمهل المتتالية التي أعطيت ولا تزال تعطى للنظام السوري ليرتكب المزيد من المجازر بحق الشعب السوري لا يجد أنها من القوة بحيث تثني هذا النظام عن جرائمه المروعة، بل يجد أنها تندرج في إطار صراع دولي على سوريا تحت عنوانين اثنين: إسقاط بشار ونظامه وإيجاد النظام البديل. أما وقد اعتبر النظام السوري أن النوافذ مع سوريا قد أغلقتها قرارات الجامعة العربية فهذا يعطي إشارة إلى إغلاق البلد له داخلياً كي تتحرر يده في قتل الناس أكثر وأكثر لدفعهم للرضا به كارهين على طريقة الوالد الهالك حافظ أسد، أو دفعهم للرضى بالبديل الذي تعده أمريكا وترعى إيصاله لمصلحتها تركيا، ولن تتخذ أمريكا أي موقف جدي تجاه النظام السوري حتى تنتهي من إعداد هذا البديل ولو امتدت آلام التغيير وعذاباته على الشعب السوري كله.

 

إن النظام السوري مطمئنٌ إلى أن الموقف الدولي تجاه ما يحدث في سوريا معقد إلى درجة لا تسمح بشن حرب عليه؛ لذلك استبعد المعلم هذا الخيار، وفي هذا الاتجاه صرح بولنت أرينج نائب رئيس وزراء تركيا أردوغان في 26/11 فقال: "لن نرسل جنوداً، ولن نتدخل، ولن نسمح ونخلق ظروفاً ليتدخل آخرون" وقال: "يقول بعض السياسيين الأتراك وبعض الدول أن تركيا ستتدخل في سوريا وهذا خطأ تماماً... هذا مستحيل، ونحن لا نفكر فيه".

 

إن النظام السوري يدرك هذه الأمور، ولذلك فهو لا يهدأ في المحاصرة والقتل، وكأنه يسابق الوقت وقرارات الدول مراهناً على التأييد الأمريكي المبطن له إلى حين إنضاج البديل!

 

 

 

أيها المسلمون الثائرون على الظلم والطغيان في بلاد الشام عقر دار الإسلام:

 

لقد فاجأتم النظام السوري وأحرجتم دول العالم أجمع بصمودكم وصبركم وإصراركم على تغيير النظام، وهذا هو الأمر الوحيد الذي أفشل النظام وكل ما يحاك ضد ثورتكم داخلياً وخارجياً، مما تعلمونه ومما لا تعلمونه... فلا تطلبوا الفرج والحلول من أمريكا ولا من أوروبا ولا من أذنابهما جامعة الدول العربية وتركيا، فالاستعانة بالغرب حرام شرعاً، وهو لن يمد يده إليكم إلا بمقدار ما تتخلون فيه عن أحكام دينكم. إنكم من غير شك تضحون وتصبرون في الله وتحتسبون قتلاكم شهداء عند الله، ولولا إيمانكم هذا وأنه مبعث صمودكم لنال النظام منكم، فاجعلوها عملية تغيير شرعية خالصة لله وحده. وإننا في حزب التحرير نخلص النصح لكم ونكرر الدعوة بعد الدعوة أن هلموا إلينا في عمل صائب مخلص خالص لله وحده تكون فيه النجاة لثورتكم، وتنالون به مرضاة ربكم وتستحقون عليه نصره وتأييده.

 

إن هناك أمراً كفيلاً بجعل ما يحدث في سوريا يسير مساره الصحيح، ويصل بنا إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية الموعودة، والتي صارت قاب قوسين أو أدنى، وصار الغرب يحسب لها ألف حساب. وهذا الأمر هو الاستنصار بأهل القوة من ضباط الجيش السوري المخلصين الذين لا شك أن فيهم من يكتوي ألماً مما يحدث، ويتحرق شوقاً للتغيير. وهؤلاء أدرك النظام السوري منذ البداية أنهم يشكلون الخطر الماحق له؛ لذلك عمل على محاصرتهم في ثكناتهم وإحصاء أنفاسهم، بل ومحاولة إشراكهم في جرائمه ليورطهم في دماء المسلمين ويكسبهم إلى صفه... وهؤلاء أيضاً أدرك الغرب ومعه تركيا أنه لا يمكن تغيير الأوضاع من دونهم... فهؤلاء تتم فعلاً المراهنة عليهم لأنهم هم من سيحسمون الأمور، وهذا الأمر يشير بشكل واضح إلى أن الحل ينبع من الداخل وليس من الخارج... وهؤلاء أنتم أقرب إليهم من الجميع، فأنتم آباؤهم وأمهاتهم وأبناؤهم وإخوانهم وأقرباؤهم، فاعزموا عليهم القيام بحق الله عليهم في نصرتكم ونصرة دينهم وأمتهم، وحمّلوهم مسؤولية ما يسال من دمائكم، وأنذروهم أنهم شركاء للنظام المجرم إن هم سكتوا على إجرامه ولم يتحرّكوا، وبشّروهم برضى الله عنهم وبالجنة إن هم قاموا بواجب النصرة لدينهم بنصرة القائمين على العمل لإقامة الخلافة الراشدة. واجعلوا جموعكم كلها تتجه بهذا الاتجاه، ولا تدعوها تتفرق فتتفرق قلوبكم معها، واحصروا مطالبكم بدعوتكم للضباط بأن يقوموا بالتغيير النظيف الذي ينجيكم من التدخل الغربي والخذلان العربي.

 

 

 

أيها المسلمون الثائرون على الظلم والطغيان في بلاد الشام عقر دار الإسلام:

 

إننا في حزب التحرير قد قربنا بعون الله سبحانه وتعالى من تحقيق غايتنا بحسب طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن أقدر من الغرب، رغم كل إمكاناته، على بلوغ الحكم؛ لأننا نمثل تطلع الأمة وتطلع ضباطها نحو الحكم بما أنزل الله على خلاف الغرب. فلا ينخدعَنَّ المسلمون ويتصورُنَّ أن عملية التغيير لا يقدر عليها سوى الغرب.

 

قال تعالى: ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )

 

 

التاريخ الهجري :4 من محرم 1433هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2011م

حزب التحرير
ولاية سوريا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع