بسم الله الرحمن الرحيم
بأمر من سفراء الاتحاد الأوروبي الحكومة الانتقالية تتعجل رفع الدعم!!
كشف عضو اللجنة الاقتصادية بقوى إعلان الحرية والتغيير (صدقي كبلو) عن عقد سفراء دول أوروبية في السودان، اجتماعات بجهات سياسية لإقناعها بضرورة رفع الدعم فوراً، واستبعد دعم أصدقاء السودان للحكومة الانتقالية إلا بتوصية من البنك الدولي، وتنفيذ شروطه المتمثلة في التحرير الاقتصادي! (الجريدة العدد 3052)!
يبدو أن وزير المالية، الخبير في الاقتصاد الرأسمالي، لا يفهم في الاقتصاد إلا روشتة صندوق النقد الدولي، فما انفك الرجل يصر على ركيزة هذه الروشتة اللعينة؛ رفع الدعم عن السلع وبخاصة المحروقات والخبز! فتحت تأثير ضغط الشارع المطحون بغلاء فاحش، تدخلت سابقاً قوى إعلان الحرية والتغيير، واتفقوا مع الوزير على تأجيل رفع الدعم إلى موعد انعقاد المؤتمر الاقتصادي، المزمع عقده في آذار/مارس القادم، غير أن ضغط السفارات الأوروبية؛ الحاضنة الحقيقية للجهاز التنفيذي للحكومة، كان له القول الفصل في البدء في رفع الدعم عن هاتين السلعتين فوراً، لذلك شرعت الحكومة في رفع الدعم بطريقة ملتوية؛ من خلال تحديد سعرين للبنزين والخبز، حيث أعلنت وزارة الطاقة والتعدين عن رفع أسعار البنزين المباع تجارياً، اعتباراً من منتصف شباط/فبراير الجاري، ليباع اللتر بمبلغ (28) بدلاً عن (6) جنيهات. كما أعلن وزير الصناعة والتجارة: (أن الحكومة ستطبق أيضاً في غضون 45 يوما مخابز تجارية ستبيع خبزاً غير مدعوم)، الشرق الأوسط 2020/02/14م.
ولما كانت الحكومة محتكرة لسلعتي البنزين والخبز، وهي تتعامل مع رعاياها بعقلية التاجر الجشع، بوصفها حكومة رأسمالية، حكومة جباية، فإن السلع المدعومة سوف تكون عصية المنال، ونتيجة لذلك سوف تمتد صفوف الحصول عليها في مقابل السلع التجارية، مما يدفع الناس باتجاه السلع التجارية، ليعلن وزير المالية لأولياء نعمته؛ الاتحاد الأوروبي، وصندوق النقد الدولي، نجاحه في رفع الدعم المزعوم!
إن وزير المالية الذي أعلن في شهر أيلول/سبتمبر 2019م عقب أدائه القسم، أن من بنود برنامجه الإسعافي لـ200 يوم (تنفيذ إجراءات إسعافية وناظمة وجزائية، لتثبيت الأسعار وتخفيف الضائقة المعيشية)!! لكن من ينتقل إلى الواقع يجد أن الضائقة المعيشية قد أحكمت قبضتها على رقاب الناس، وتضاعفت أسعار السلع الأساسية مرات ومرات، وفقد الجنيه السوداني أكثر من 30% من قيمته، وبلغت الروح الحلقوم، فما كان من الحكومة الانتقالية إلا أن تجهز على البسطاء بالشروع في رفع الدعم، إرضاءً للدائنين كما قال وزير المالية!!
أيها الأهل في السودان: إن قوى إعلان الحرية والتغيير التي اختطفت ثورتكم، ونصبت على رأسكم سياسيين من حملة الجوازات الأجنبية، يقودونكم لما يرضي عدوكم بسياسة النظام البائد نفسها؛ تطبيق روشتة صندوق النقد الدولي، التي ستفضي إلى زيادة المعاناة، ثم إنهم لم يكتفوا بذلك، بل يسعون تحت لافتة الاستثمار إلى تسليم ثروات البلاد البكر؛ الزراعة والثروة الحيوانية والمعادن وغيرها، إلى الشركات الرأسمالية، لتظلوا على حالة الفقر والجوع والعوز. هذه الحكومة والقوى السياسية التي تأتمر بأوامر السفارات الأجنبية، إنما هم طليعة الاستعمار الحديث، وما طلب رئيس الوزراء من الأمم المتحدة في 2020/01/29م، بوضع السودان تحت وصاية بعثة سياسية من الأمم المتحدة، تحت الفصل السادس، إلا كلمة السر التي تخبر عن هؤلاء الكرازايات!
إن التغيير الحقيقي إنما يكون باقتلاع الاستعمار من جذوره، وذلك لا يكون في ظل النظام الرأسمالي، بل بتبني الإسلام؛ بوصفه نظاماً للحياة، تطبقه دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، عندها سوف تنعمون، بإذن الله بثرواتكم، بعيداً عن أيدي المستعمرين وإملاءات مؤسساتهم وسفاراتهم، فالقادة الربانيون في ظل الخلافة، إنما يقودونكم بالوحي العظيم، يطبقون الإسلام، ويحملونه إلى العالمين. فلأجل خيري الدنيا والآخرة يدعوكم حزب التحرير، فكونوا من العاملين.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
التاريخ الهجري :22 من جمادى الثانية 1441هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 16 شباط/فبراير 2020م
حزب التحرير
ولاية السودان