الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

حكام باكستان تعهدوا بالولاء للنظام الدولي الذي تقوده أمريكا، واستعبدوا قواتنا المسلحة، ورهنوا اقتصادنا للمؤسسات الدولية، وجعلوا حكمنا ونظامنا السياسي خاضعين للغرب

 

(مترجمة)

 

بينما تتكشف الدراما الانتخابية في باكستان، يشتعل مسلمو باكستان غضباً وإحباطاً بسبب المذبحة التي يتعرض لها إخوانهم وأخواتهم الفلسطينيين في غزة على يد كيان يهود المجرم، وهم غاضبون من حكام باكستان لتخليهم عن قضايا الأمة المصيرية. إن مسلمي باكستان هم كما وصفهم النبي محمد ﷺ. قال رسول الله ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» (رواه البخاري ومسلم)

 

لقد طالب مسلمو باكستان حكامهم وقواتهم المسلحة بالتحرك للجهاد لنصرة مسلمي غزة، وتحرير المسجد الأقصى وكامل أرض فلسطين المباركة من احتلال يهود، لكن حكام باكستان رفضوا بعناد تعبئة القوات المسلحة الباكستانية الباسلة للجهاد ضد كيان يهود. وبدلا من ذلك، فإنهم يدعون المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى حل القضية الفلسطينية!

 

لقد دعم حكام باكستان علناً "حل الدولتين" الأمريكي لفلسطين، والذي يقضي بتسليم معظم فلسطين لكيان يهود، ما يترك للمسلمين دولة صغيرة ضعيفة ومنزوعة السلاح وتابعة. ويعتمد حكام باكستان على النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لحل مشاكل الأمة، على الرغم من أن هذا النظام الدولي هو الذي دعم بقوة حرب كيان يهود على غزة، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين كيان يهود، وتدعو إلى إنهاء الحرب.

 

ووافق مجلس النواب الأمريكي على خطة الجمهوريين لتقديم 14.5 مليار دولار كمساعدات عسكرية لكيان يهود. لقد منحت الولايات المتحدة لكيان يهود مساعدات عسكرية أكبر من أي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية، حيث قدمت له مساعدات تزيد قيمتها على 124 مليار دولار. ثم إن أمريكا تمد كيان يهود بالذخيرة لإسقاط القنابل على رؤوس المسلمين من أهل فلسطين. وقد قامت بتأمين جسر جوي لإمدادات الحرب من الأردن، بالإضافة إلى جسر بري من دولة الإمارات. وتقوم السفن الحربية والطائرات الحربية التابعة للبحرية الأمريكية بدوريات في البحر الأحمر لحماية المصالح الأمريكية.

 

فكيف يمكن لأي عاقل أن يتوقع من النظام الدولي الذي تقوده أمريكا أن يحمي مصالح الأمة، في حين إن هذا النظام نفسه هو الذي يعمل بنشاط ضد مصالحنا؟! لقد أدى ولاء حكام باكستان للنظام الدولي إلى تقييد قوتنا العسكرية، وتقييد قواتنا المسلحة في ثكناتها، بينما تتجول الطائرات الحربية والقوات البحرية والدبابات التابعة لأعدائنا في أراضينا وبحارنا، بدعم كامل ونشط من النظام الدولي. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾ (النساء: 60)

 

إن الخلافة على منهاج النبوة هي وحدها التي ستوحد بلاد المسلمين في دولة واحدة، وتقيم نظاما عالميا جديدا على أساس القرآن الكريم والسنة النبوية. وستقوم الخلافة بتحرير قواتنا المسلحة المكبلة وتحريكها للجهاد ضد أعدائنا لحماية المضطهدين، وتحرير أراضينا المحتلة والمقدسة.

 

لقد استعبد النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الاقتصاد الباكستاني، من خلال صندوق النقد والبنك الدوليين. وقد منح أمريكا السيطرة الكاملة على عملية صنع القرار الاقتصادي في باكستان، الذي استخدمته أمريكا كوسيلة للسيطرة على السياسة الخارجية الباكستانية. وتم استخدام التهديد بالتخلف الاقتصادي وضغوط فريق العمل المالي (FATF) من قبل أمريكا لإجبار القيادة العسكرية الباكستانية على تفكيك المنظمات الجهادية التي تقاتل الدولة الهندوسية في كشمير المحتلة. وقد سهّل ذلك على الدولة الهندوسية سحق المقاومة الكشميرية وضم كشمير بالقوة في 5 آب/أغسطس 2019. ومن خلال ثلاثة وعشرين برنامجاً لصندوق النقد الدولي، وعشرات البرامج من البنك الدولي، أملت أمريكا أجندة اقتصادية ليبرالية جديدة. وقد تم تنفيذها باستماتة من قبل النخبة الحاكمة ذات التوجه الغربي في باكستان. فقد دمجت الاقتصاد الباكستاني في البنية التحتية المالية والاقتصادية الدولية التي يهيمن عليها الغرب، ما يضمن إخضاعها.

 

في العقدين الماضيين، فرض صندوق النقد والبنك الدوليان سياسات أعادت هيكلة الاقتصاد الباكستاني ليعتمد بشكل كبير على الواردات ورأس المال الأجنبي، ما أدى إلى زيادة الواردات من 10 مليار دولار في عام 2000 إلى 82 مليار دولار في عام 2022. وتم تمويل هذه الواردات من خلال قروض دولية من المؤسسات الغربية المتعددة الأطراف، والأسواق المالية التي يهيمن عليها الغرب، والدول الأعضاء في نادي باريس والصين. واعتباراً من 30 حزيران/يونيو 2023، ارتفع الدين الخارجي لباكستان إلى أكثر من 124 مليار دولار. ومن خلال النظام الدولي، تسيطر أمريكا على قدرة باكستان على الوصول إلى أسواق التصدير، والأسواق المالية الدولية، والقروض الخارجية، وتدفقات التحويلات المالية. وهي تسعى إلى استخدام هذا النفوذ للسيطرة على سياسة باكستان تجاه أفغانستان، والتحريض على العداء بين باكستان وأفغانستان، مع تشجيع التطبيع بين باكستان والدولة الهندوسية. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ (النساء: 141)

 

إن الخلافة على منهاج النبوة هي وحدها التي ستوحد بلاد المسلمين في دولة واحدة، وتقيم نظاما عالميا جديدا على أساس القرآن الكريم والسنة النبوية. وستقوم الخلافة بتوحيد الثروات الهائلة التي تمتلكها بلاد المسلمين ووضعها تحت تصرف الخليفة، الذي سينفقها للقضاء على الفقر، وتحقيق الرخاء للأمة الإسلامية.

 

لقد استعبد النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة النظام السياسي الباكستاني لصالح الإملاءات الغربية. لقد دعمت أمريكا ونظامها الدولي باستمرار تطبيق الديمقراطية كنظام حكم في باكستان. فالديمقراطية تعطي السيادة للقانون الوضعي وترفض سيادة الشريعة. ومن خلال الديمقراطية تمكنت أمريكا والغرب من تمرير القوانين من خلال البرلمان الباكستاني، الذي فرض أسلوب الحياة الليبرالي الغربي على المسلمين في باكستان. فالبرلمان هو الذي سن قانون المتحولين جنسيا، ومشروع قانون استقلالية البنوك الحكومية، وسمح بالنظام المالي القائم على الربا، وتطبيق القانون العلماني البريطاني في المحاكم الباكستانية، وتشريعات مكافحة الإرهاب. وهو يقيم السلطة الحضارية الغربية على مجتمعنا. كما تسمح الديمقراطية للنخبة السياسية والعسكرية الحاكمة بوضع قوانين لتأمين مصالحها، سواء أكانت قوانين تتعلق بتمديد خدمة رئيس أركان الجيش، أو التعديل الثامن عشر الذي يوزع الموارد بين المقاطعات التي تسيطر عليها أحزاب مختلفة، أو معيار التأهيل لتنصيب رئيس الوزراء، أو صلاحيات وسلطة المحكمة العليا لمحاسبة الحكام. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكَ﴾ (المائدة: 49)

 

إن الخلافة على منهاج النبوة هي وحدها التي ستوحد بلاد المسلمين في دولة واحدة، وتقيم نظاما عالميا جديدا على أساس القرآن الكريم والسنة النبوية. وستقوم الخلافة بتطبيق الأحكام الشرعية المتعلقة بالحكم والنظام الاجتماعي والقضاء والاقتصاد وكذلك التعليم والسياسة الخارجية لإقامة مجتمع إسلامي وإحياء الأمة الإسلامية واستئناف الهيمنة العالمية للحضارة الإسلامية.

 

أيها المسلمون في القوات المسلحة الباكستانية! لقد تعهدت قيادتكم السياسية والعسكرية بالولاء للنظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. ولا يستطيع حكام باكستان أن يتصوروا حكم باكستان إلا بالقدر الذي تسمح لهم به أمريكا والنظام الدولي. إن جنرالات وسياسيي باكستان يخشون أمريكا، وهم يقدمون القوة والقدرة الأمريكية كذريعة لعدم تحدي أمريكا ونظامها الدولي القمعي. وما لم يتغير مسار العمل هذا، وتأت قيادة جديدة إلى السلطة تتحدى بشكل مباشر وعلني النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، فإن وضعنا لن يتغير. وستظل جيوشنا مكبلة بالأغلال، بينما يذبح الكفار نساءنا وأطفالنا وشيوخنا. وسوف تستمر ثروات بلادنا في التدفق إلى بلاد الغرب. وستظل بلادنا خاضعة لقوانين الكفر وحضارة الكفر الغربية. ولا توجد طريقة أخرى لإحداث التغيير إلا من خلالكم، فيجب أن تستخدموا قدرتكم وقوتكم لإزالة هؤلاء الحكام وتعطوا نصرتكم لحزب التحرير وأميره العالم الجليل الفقيه ورجل الدولة عطاء بن خليل أبو الرشتة. فالخليفة هو الذي سيرسم طريقا مستقلا للعالم الإسلامي، بعيدا عن التدخل والنفوذ الغربي. وهكذا فإن حزب التحرير سيضع الأساس لنظام عالمي جديد يقوم على تطبيق القرآن الكريم والسنة النبوية، ويؤمن وحدة أراضي المسلمين في دولة واحدة.

 

أيها الضباط في القوات المسلحة الباكستانية! لا تخشوا الهيمنة الأمريكية؛ فهي تفصلها المحيطات، وهي ضعيفة وتعتمد على تعاون قيادتكم من أجل استمرارية إمبراطوريتها العالمية. إن قيادتكم لم تطلق رصاصة واحدة وشاهدت المسلمين بصمت وهم يذبحون على يد الكفار، وهي الآن تسارع إلى دعم أمريكا في "حل الدولتين" في الشرق الأوسط. أعطوا النصرة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، واخلعوا عروش هذه القيادات السياسية والعسكرية، على خطا سعد بن معاذ رضي الله عنه وأنصار المدينة، وقوموا بإرساء أسس استئناف الحضارة الإسلامية، ونالوا أعظم شرف بجعل باكستان نقطة الارتكاز لعودة الحكم الإسلامي، وعودة الحكم بالشريعة الإلهية، وعودة الأمة الإسلامية قائدة للبشرية. إن الله سبحانه وتعالى معكم وسينصركم. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾. (التوبة: 33)

 

 

#Khilafah_New_World_Order

#خلافت_نیا_عالمی_آرڈر

 

 

التاريخ الهجري :13 من رجب 1445هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 25 كانون الثاني/يناير 2024م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع