الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 


أوقفوا خيانة كشمير المحتلة وخطر إفساح المجال لهيمنة الدولة الهندوسية الإقليمية

 


في خطاب تمت صياغته بعناية، أوضح الجنرال باجوا رؤيته لكشمير وباكستان والهند والمنطقة بشكل عام، حيث صرّح في خطابه في 18 من آذار/مارس 2021م أن "العلاقة المستقرة بين الهند وباكستان هي مفتاح لإطلاق الإمكانات غير المستغلة لجنوب ووسط آسيا... من الواضح أن نزاع كشمير على رأس هذه المشكلة... نشعر أنه قد حان الوقت لدفن الماضي والمضي قدما". بعد أن كانت الرؤية الإقليمية للجنرال مشرف في السابق صدمة شديدة للناس، فليس من المستغرب أن تكون رؤية الجنرال باجوا محط تساؤل كبير! فما هو بالضبط الذي يجب دفنه؟! وما هي المشكلة التي لا يمكن حلها دون حل مشكلة النزاع على كشمير؟! وهل سيؤدي إفساح المجال أمام صعود الدولة الهندوسية كقوة إقليمية مهيمنة إلى تحقيق الأمن والازدهار للمنطقة؟


أما دفن الماضي فهو ماضٍ قاوم فيه المسلمون في كشمير الاحتلال الهندي وقت التقسيم عام 1947م، سعياً منهم لأن يكونوا جزءاً من باكستان، إنه الماضي الذي حشد فيه المسلمون في باكستان من أجل تحرير كشمير بأكملها، وقد نجحوا في تحرير جزء كبير منها، وخلال العقود السبعة الماضية، وفي إطار الجهود المبذولة لتحرير باقي كشمير، ضحّى عشرات الآلاف بأرواحهم... فكيف ندفن مثل هذا الماضي المجيد المليء بالأعمال الصالحة التي ترضي الله سبحانه وتعالى؟!


الحقيقة هي أنه لا يمكن دفن كشمير المحتلة وتركها تحت الدولة الهندوسية، لأنه يجب تحرير الأراضي الإسلامية المحتلة وفقاً لحكم الله، فقد أمر الله سبحانه وتعالى بذلك، حيث قال: ﴿وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾. إن قواتنا المسلحة المؤمنة قادرة على تحرير كشمير المحتلة بعون الله، ولكن بقيادة إسلامية مخلصة تحوز على دعم الأمة الكامل ودعائها.


إن المشكلة التي يتصدرها الخلاف على كشمير هي مشكلة ضمان السلام بين باكستان والدولة الهندوسية، وهذه هي المشكلة الخطيرة التي تواجهها حاليا الولايات المتحدة وحليفتها الإقليمية الدولة الهندوسية، حيث تريد الولايات المتحدة من باكستان أن تفسح المجال لصعود الدولة الهندوسية كقوة إقليمية مهيمنة، لمواجهة كل من الصين ونهضة الإسلام.


هكذا تطالب الولايات المتحدة بدفن قضية كشمير المحتلة لتحرير الدولة الهندوسية من أي احتمال لوقوع حرب على جبهتين، وبالفعل فقد جاء وقف الأعمال العدائية على طول خط السيطرة في الوقت الحالي، الذي منح الدولة الهندوسية الطمأنينة التي كانت في أمس الحاجة إليها، حيث واجهت جبهة ساخنة مع الصين وخافت من تحرك باكستان لتحرير كشمير المحتلة، وبدلاً من ذلك تم وقف إطلاق النار من جهة الجنرال باجوا، فقامت الهند بثقة بنقل أولى فرقها الضاربة من الجبهة مع باكستان إلى الجبهة الصينية، لأول مرة منذ عقود، مع استمرارها بقمع المسلمين في كشمير المحتلة وداخل الهند نفسها.


مثل الجنرال مشرف من قبل، فإن الجنرال باجوا ملتزم تماماً بعلاقات مستقرة مع الدولة الهندوسية، وذلك من أجل تسهيل صعودها كقوة إقليمية مهيمنة، على الرغم من عدم استحقاقها مثل هذه الثقة. إن النخبة الحاكمة الهندوسية المنغمسة في التعصب الأعمى غير قادرة على إنصاف الطوائف الهندوسية الدنيا والمسلمين الخاضعين تحت جبروتها، فضلاً عن أولئك الخارجين عن سلطتها. إن تعصب النخبة الهندوسية هو الذي دفع أجدادنا للتضحية من أجل إيجاد دولة باسم الإسلام. علاوة على ذلك، وبغض النظر عن طريقة العيش الكاملة، فإن أتباع الهندوسية ليس لديهم خيار سوى الالتزام بالنظام الرأسمالي الاستعماري، الذي يركز الثروة في أيدي النخب الحاكمة المحلية والدول الاستعمارية، ويؤدي إلى إفقار الناس في جميع أنحاء العالم. بدلاً من توفير أنهار من الحليب والعسل، فإن التنازلات المقدمة للدولة الهندوسية لن تؤدي إلا لتشجيع جهودها المدمرة، مما يؤدي إلى إغراق المنطقة بأكملها في البؤس.


فوق كل الاعتبارات الأخرى، فإن إقامة العلاقات مع الدولة الهندوسية مرفوض لأن حكم الله سبحانه وتعالى يحرم أي تحالف مع من يقاتلوننا في ديننا ويظاهرون على قتلنا، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.


أيها المسلمون في باكستان، الأرض الطاهرة والأهل الكرام ومنهم أهل كشمير!


يجب أن نرفض الرؤية الإقليمية الخيانية للجنرال باجوا، مثلما رفضنا رؤية الجنرال مشرف من قبل. لماذا يجب أن نخالف ديننا ونتخلى عن مقدساتنا لإفساح المجال لأهل الباطل والضلال؟! نحن شعب كريم ورثنا إرثاً عظيماً، إنه إرث إسلامي بدأ منذ زمن الخلافة الراشدة، وبلغ ذروته في ظل هيمنة الإسلام على شبه القارة الهندية، وفي عصر حكم الإسلام، كانت حصة شبه القارة الهندية من الاقتصاد العالمي 23 بالمائة من حجم اقتصاد أوروبا مجتمعة، وارتفعت إلى 27 بالمائة في عام 1700م، في زمن (أورنجزيب ألامجير). لقد كفلت قرون من الحكم بالإسلام الازدهار والأمن لسكان المنطقة، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم، مما أكسبنا ولاءهم، بما في ذلك الهندوس، وفي الواقع، كان العصر الإسلامي عصراً ذهبياً ألقى بنوره على بقية العالم، مما أثار حفيظة القوى الاستعمارية الجشعة، التي زرعت بذور الانقسام في العالم الإسلامي.


يجب علينا ألّا نفسح المجال لصعود الدولة الهندوسية لتحقيق تطلعات الولايات المتحدة المريضة، وألّا نفسح المجال لأي نظام حكم أو نظام إقليمي غير نظام الخلافة الإسلامية، فما من نظام حكم غير الخلافة يرضي الله تعالى ويستحق نصره ويحقق بشرى رسول الله ﷺ، قال عليه الصلاة والسلام: «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ». (رواه أحمد). فليشهد شهر رمضان القادم منا سعينا من أجل إعادة دولة الخلافة وتحرير كشمير المحتلة واستعادة هيمنة الإسلام.


أيها المسلمون في القوات المسلحة الباكستانية، المخلصون من أحفاد سعد بن معاذ رضي الله عنه!


كونوا جند الله الذين أمرهم رسول الله ﷺ حيث قال: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» (رواه أحمد)، فلن يعذركم الله سبحانه وتعالى على طاعة باجوا في عصيانه سبحانه ورسوله ﷺ. كونوا كإخوانكم في السلاح من الأنصار في زمن رسول الله ﷺ، الذين أعطوا النصرة لإقامة دولة الإسلام، ومنعوا عبد الله بن أبي من إقامة قيادة ونظام قائم على الضلال. كونوا كما كان القائد العسكري للأنصار سعد بن معاذ رضي الله عنه في شهر رمضان قبل معركة بدر عام 2هـ عندما طلب رسول الله ﷺ المشورة فأجابه سعد بن معاذ رضي الله عنه "فوالذي بعثك بالحق، إن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما يتخلّف منا رجلٌ واحدٌ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، إنّا لصُبُرٌ في الحرب، صُدُقٌ عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقرّ به عينك، فَسِر بنا على بركة الله".


هل يمكن لرجل عسكري أن يقضي عمره بأفضل مما قضاه سعد بن معاذ رضي الله عنه؟ كيف يكون وقد أرسل الله ملائكة لدفن سعد بن معاذ رضي الله عنه؟ قال رسول الله ﷺ عن جنازة سعد بن معاذ رضي الله عنه: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ» (رواه الترمذي)، وقد اهتز عرش الله العظيم من فرح استقبال روح سعد بن معاذ رضي الله عنه، وعندما مات سعد رضي الله عنه، بكت والدته فقال لها الرسول ﷺ: «لِيَرْقَأْ دَمْعُكِ وَيَذْهَبْ حُزْنُكِ لأَنَّ ابْنَكِ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ» (رواه الطبراني). ليشهد شهر رمضان نصرتكم لإعادة قيام الخلافة على منهاج النبوة، يليها قتال أعدائنا في السعي المبارك للنصر أو الشهادة!

 

التاريخ الهجري :20 من شـعبان 1442هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 02 نيسان/ابريل 2021م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع