الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

نداء عاجل إلى قادة الجيوش وضباط الأركان وكافة رتب القوات المسلحة وأهل القوة والنجدة في مصر وسوريا والأردن ولبنان  

 

أيها القادة والضباط ..

إنكم ترون بأم أعينكم ما يحدث للمسلمين في فلسطين من ذبح وإذلال للشباب والشيوخ والنساء والأطفال على أيدي من كتب الله عليهم الذلة والمسكنة إلى يوم القيامة. وإنكم تشاهدون كيف يتصرف أولئك اللئام قتلة الأنبياء بـترك الجرحـى يمنعون إسعافهم لينزفوا حتى الموت، وما يقومون به من أعمال الإعدام الميداني وهدم البيوت على رؤوس أصحابها من أهلكم إخوتكم. كما أنكم تبصرون نذالة الحكام وخستهم وانعدام إحساسهم ولا غرابة في ذلك، وقد انحازوا لصف أسيادهم الكفار أعدائكم. كما ظهر جلياً لكم أن أولئك الحكام الخونة لله ولرسوله والمؤمنين قد أسقطوا علناً ما أسمـوه بـ"خيار الحـرب" انصياعاً لرغبة رؤوس الكفر، أي أسقطوا الاعتماد على قدراتكم وأنتم أهل النجدة والمنعة والعزيمة، وقـد سبق أن جربوكم - رغم مؤامراتهم - فأثبتم أنكم أهل الجهاد والقتال، وأنكم جند محمد عليه الصلاة والسلام، رغم تفوق أعدائكم عليكم بالعدة والعتاد حينها، سواء أكان ذلك في معركة الكرامة أو معارك الاستنزاف أو حرب السادس من تشرين/أكتوبر 1973م. وليس هذا فحسب، فإن لأجدادكم تاريخاً مشرفا في هزيمة التتار والصليبيين وكل أعداء الإسلام طيلة عهود الخلافة الإسلامية.

 

أيها القادة والضباط..

إن الأمة وبعد خذلان الخونة من حكام بلاد المسلمين لها، فإنها وبكل صراحة ووضوح تأمل أن تلبوا نداءها فتلتحموا مع جيش يهود وأنتم القادرون على ذلك، والأمة من ورائكم، تدعو الله أن يتخذ منها الشهداء، وتخرج من غضب الله وعصيانه بعدم الاستجابة لصرخات إخوتكم في فلسطين، ومئات الدبابات تدك مدنهم، وتدوس كرامتهم، بعد أن اعتمد أعداؤنا على الحكام الخونة في إبقاء دباباتكم في خنادقها ليأكلها الصدأ، ومعداتكم وأسلحتكم في صناديقها، وقد بذلت الأمة لبناء جيوشها من أبنائها ومالها الكثير، وهي على استعداد كامل أن تبذل لهَّبتكم وانطلاقتكم بقية أبنائها وكل أموالها لدخول المعركة والخروج من هذا الذل والركوع لمن لا يعرف التاريخ سوى صغارهم وحقدهم. لقد انطلقت المظاهرات التي قام بها أبناء أمتكم في العواصم والمدن مطالبة بتحرككم، غير أن أولئك الحكام المجرمين عمدوا إلى إسكاتها فسلطوا فرق مكافحة الشغب لتفريقها بالقوة، وضرب الناس بقسوة قاصدين كذلك الفصل بين الأمة وبين قواها المادية، وجعل العداوة هي عنوان علاقة الأمة بقواها المادية.

 

أيها الأخوة القادة والضباط من مختلف الرتب..

إن الوقت مُواتٍ جداً لتقصموا ظهر المتآمرين وتفسدوا مؤامراتهم على تثبيت أرض فلسطين كحق لليهود وإقامة كيان عازل بينهم وبين بقية المنطقة على أقل من 20% من أرض فلسطين، يطلقون عليه ما يسمى بالدولة الفلسطينية لـيزيدوا كياناً هزيلاً إلى تلك الكيانات التي مزقت جسد الأمة إلى فتات بحدود رسموها هم، لِيُضعِفُوا هذه الأمة ويسهل عليهم الاستفراد بكل بلد منها.

إن وقفتكم في هذه الأيام وقبل إتمام مؤامرتهم ستسجل لكم عند الله قبل أن تسجلها الأمة لكل مؤمن مقدام منكم بحروف من ذهب في سجل عَطِـرٍ يبقى مناراً لأجيالها القادمة.

 

أيها الأخوة القادة والضباط وأهل القوة والنجدة..

إن المؤامرة شارفت على الاكتمال، فهم ينكلون بالناس في فلسطين لكسر شوكتهم ونخر شهامتهم ورجولتهم حتى لا يجرؤَ أهل فلسطين على التفكير مستقبلا بتهديد أمن يهود بعد التوقيع على ما يسمى بالحل النهائي، بعد أن استفرد يهود بهم وأبعدوكم عن أرض المعركة. كما أنهم يقومون أثناء حملتهم المجرمة هذه والتي لا يوجد وجه للتكافؤ فيها باعتقال المخلصين الشرفاء وإعدامهم ميدانيا. وما افتعلوه من حصار للخائن عرفات إلا ليكون مهيئا للتوقيع باسم أهل فلسطين على اتفاقيات الخيانة وتثبيت تلك البقعة المباركة كحق لأبناء القردة والخنازير، خاصة وقد أظهرته وسائل الإعلام باعتباره القائد الصامد والرمز المحاصر.

 

يا أحفاد خالد وصلاح الدين ومحمد الفاتح..

إنكم أنتم فقط من يستطيع شفاء صدر الأمة من أعدائها أعداء دينكم، أنتم فقط من يستطيعون كسر نهاية المؤامرة على أرض الإسراء تلك البقعة المباركة من بلادكم، بلاد الإسلام، بعد تلك العشرات من السنوات التي قضوها في تدجين الأمة والدجل عليها وتطويعها للقبول بتلك النهاية الدنيئة. بتحرككم أنتم فقط تحرر فلسطين ويطرد يهود ويكسر أنف أميركا المتغطرسة المحاربة لإسلامكم باسم مكافحة الإرهاب. بزحفكم ستنهار الجبهة التي اعتبروها آمنة، وكأنكم ترضون لنساء المسلمين أن يُقِمْنَ على ذل علوج الكفار وهنّ يستصرخن فيكم إسلامكم ورجولتكم، لإنقاذهن من أولئك الأنذال.

بتمرد كتيبة واحدة سوف ترون أن إخوانكم في الكتائب الأخرى في كل الجبهة من رفح حتى مزارع شبعا ستتبعكم، وسيكون لكم شرف البدء وتحقيق أمل الأمة بل وستتبعكم الأمة كلها، وستحمي ظهوركم جيوشها في الحجاز ونجد والعراق وإيران ... ، ولن تكونوا وحدكم بإذن الله تعالى، فقوموا إلى واجبكم بارك الله بكم، فإنما تتخذ الأمم الجيوش لقتال أعدائها واستئصال شأفتهم، على أن انتظار الرحمة من العدو هي شيمة العاجز أو الجبان، فكيف وأنتم تكاد تتفطر قلوبكم ألماً لما يحدث لأهلكم وأنتم من خير أمة أخرجت للناس وأعداؤكم شر خلق الله تعالى.

كيف لا تُسمعونا كلمتكم، والأمة تنتظركم، تنتظر منكم بعد أن كفرت بأولئك الحكام العبيد لأعداء الله الذين سبق لهم إعطاء الأوامر لحشد جزء من جيوشكم ليحارب مع أميركا ضد جيش العراق، ولكنهم لا يجدون أي إحساس بالخجـل وأنتم على جبهة القتال مع يهود، يريدونكم أن تبقوا صامتين أنتم ومدافعكم أمام أولئك الجبناء المنشغلين بسفك دماء أهلكم بعد أن سحبوا جزءاً وافرا من أسلحتهم من خط الجبهة معكم، وقد ركنوا إلى إنصاتكم لأولئك الفجرة الفاسدين، بعد أن أوقعوا في نفوس بعضكم نصرة أميركا ليهود وكأنها أعظم نصراً من الله.

إن التحام الجيوش سوف يحيد سلاح أميركا المفضل في المعركة - الطيران- إن اختارت دخولها، وجنودها أجبن من أن يخوضوا معكم المعركة على الأرض. إن الأمة تأمل منكم أيها الشرفاء أن تلبوا نداءها، فلستم من يُبقي مصير هذه الأمة الأصيلة بأيدي أعدائها.

 

((قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ))

 

التاريخ الهجري :23 من محرم 1423هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 08 نيسان/ابريل 2002م

حزب التحرير

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع