الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

غياب الخلافة هو سبب معاناة المسلمين في كافة أرجاء الأرض

 


أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله محمداً ﷺ بالهدى ودين الحق ليخرج الناس كافة من الظلمات إلى النور، وأنزل عليه الكتاب ليعالج به شؤون الناس، ولينظم علاقاتهم بعضهم ببعض. وقد عمل الرسول ﷺ مع صحابته الكرام بكل جد وتفان وبلا كلل ولا ملل، ووصلوا الليل بالنهار لسنوات طوال من أجل نشر الدعوة، وإيصال الإسلام إلى الحكم إلى أن هيأ الله تعالى الأنصار في المدينة حيث آووه ونصروه، وليتمكن بذلك من إقامة أول دولة للمسلمين، ويباشر فيها الحكم بنفسه.


قبل 100 عام وبالتحديد في 28 من رجب لعام 1342هـ الموافق 3 من آذار/مارس لعام 1924م تمكن الكفار المستعمرون بقيادة بريطانيا وبمساعدة عملائهم من القوميين الأتراك والعرب من القضاء على دولة الخلافة والتي تعتبر امتدادا للدولة الأولى التي أنشأها رسول الله ﷺ من قبل في المدينة. منذ ذلك الحين بدأ مسلسل طويل من المآسي والنكبات؛ ألغي الحكم بما أنزل الله، ومزقت البلاد مزقاً كثيرة ما سهل احتلالها والسيطرة عليها، حيث قُتِّل المسلمون وذبحوا وشردوا، واغتصبت الحرائر، وهدمت المساجد ودنست، وانتهكت المقدسات، ونهبت الخيرات، وأشيعت الفواحش والموبقات.


أما في بلاد الغرب فقد تأذى المسلمون كثيراً ودفعوا ولا يزالون يدفعون ثمناً باهظاً في كل لحظة ويضيق عليهم في دينهم، تغلق مساجدهم في بعض الدول ويحرمون من ممارسة بعض عباداتهم، حيث ينال بعض السياسيين والإعلاميين من الإسلام ما يشجع أطيافاً عنصرية في المجتمع على إحراق مساجدنا ومهاجمة أخواتنا في الشوارع.


لم يكن المسلمون وحدهم الخاسرين من سقوط الخلافة منذ 100 عام، بل إن البشرية جمعاء عانت ولا زالت تعاني من غياب نظام العدل والرحمة الرباني والمتمثل في الإسلام.


لقد حل النظام الرأسمالي محل نظام الإسلام، وظهر فشله الذريع في كافة المجالات. فاقتصاديا عم الفقر، وانتشرت البطالة، ما أدى إلى فقد مئات الملايين من الناس لحاجاتهم الأساسية من مأكل ومسكن وملبس، وتركزت الثروة بأيدي قلة قليلة من الناس نتيجة للتوزيع الجائر للثروات.


أما اجتماعياً فقد فسدت العلاقات الاجتماعية، وتفككت الأسرة، وطغت الأنانية، وتفشت الكآبة وحالات الانتحار، إضافة إلى انتشار الرذيلة والاغتصاب والعنف الأسري، ناهيك عن آلاف الأطفال الذين يولدون دون معرفة آبائهم.


إن الرأسمالية قد قتلت في الإنسان فطرته، وحولته إلى ما يشبه الآلة الخاوية من المشاعر والأحاسيس. حتى الحجر والشجر لم يسلم من طغيان الرأسمالية، حيث حلت المشاكل البيئية على كوكبنا. من هنا يتبين لكل ذي عقل أن النظام الرأسمالي يخلق المشاكل والأزمات وأن العالم ببشره وحجره وشجره يعاني بسبب فقدان النظام الرباني (الخلافة).


أيها المسلمون: كنا خير أمة أخرجت للناس يوم أقمنا شرع ربنا، واعتصمنا بحبله، وحملنا رسالته، وشهدنا على الناس، ولكننا فقدنا موقعنا الأمامي، وأصابنا الذل والهوان، وتداعت علينا الأمم يوم تخلينا عن حمل الأمانة وعن مسؤوليتنا عن الناس، ولا سبيل لنا لنعود كما كنا أمة مرهوبة الجانب، إلا باستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة سبب عزتنا.


فالله سبحانه وتعالى قد هدانا وأمرنا بعبادته بالطريقة التي حددها لنا، ومنها أن تقام الخلافة التي تطبق أحكام الشرع، وتقيم الحدود، وتحمي الثغور، وتحفظ بيضة الإسلام. فالرسول ﷺ يقول: «وَمَن مَاتَ وَليسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»، والإمام أحمد بن حنبل يقول: "الفتنة تكون إذا لم يكن للناس إمام".


وسبيل إقامة الخلافة هو سبيلٌ بيِّنٌ، قد انتهجه الرسول الكريم ﷺ بوحي من السماء، وهو السبيل الشرعي الواجب الاتباع، ولا بد فيه من العمل السياسي والصراع الفكري لكل ما يخالف الإسلام، وأن يبرز فيه جانب التحدي، وكذلك عدم اختزال الإسلام ببعض الأحكام الشرعية كالعبادات وبناء المساجد دون البعض الآخر، الأمر الذي يحاول الغرب فرضه علينا.


إنه بالالتزام بالطريقة الشرعية وأوامر الله يكون الظفر والتمكين، وإن نحد عن ذلك يستبدل الله قوماً غيرنا بنا يستحقون نصره. ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾ [محمد: 38].


أيها المسلمون: لقد أصبح الصراع بين الغرب وعملائه من جهة، وبين الإسلام والمسلمين من جهة أخرى واضحاً جلياً، ولم يعد الغرب في محاربته للإسلام يختبئ خلف ستار محاربة الإرهاب ولو أدى به الأمر إلى أن يدوس على قيمه ومبادئه. وقد غدا سياسيوه يتسابقون في برامجهم الانتخابية للنيل من الإسلام، والتضييق على المسلمين، ويحاولون من خلال ذلك إخفاء فشلهم وقصور نظامهم عن إيجاد حلول للمشاكل والأزمات التي تترنح تحتها مجتمعاتهم، ويمعنون في تضليل شعوبهم عن البحث عن بديل لـنظامهم الديمقراطي الذي بان عواره.


فالخلافة هي النظام الوحيد للبشرية الذي يقيم للإنسان كرامته كإنسان، بغض النظر عن أي اعتبار آخر، فيعامل جميع الرعية بالتساوي مسلمين وغير مسلمين، ويوفر لهم الأمن ويضمن حاجاتهم، ويوزع الثروة بشكل عادل، ويمنع تكدسها بيد أناس دون غيرهم. وهو النظام الذي يقيم العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة كونهما أخوين متعاونين لا متخاصمين لبناء الأسرة واستقرارها، حفظاً للنسل وبقاءً للجنس البشري، وعدم ضياع أفرادها، وتشردهم وتحولهم نحو الجريمة وإدمان المخدرات خاصةً الأحداث، كما هو حاصل في المجتمعات الغربية.


فمن أجل هذا الهدف العظيم، وجد حزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهله، والمرشح الأبرز، ليس لتحرير المسلمين وحسب، وإنما لتخليص الناس جميعا من براثن وظلم الرأسمالية، وقد هيأ للأمر عدته، وبلور كل ما يلزم من أنظمة للمجتمع، ترعى شؤون الناس وتعالج مشاكلهم، سواء الاقتصادية منها أو السياسية أو الاجتماعية أو التعليمية أو غيرها. ووضع دستوراً استنبط جميع مواده وأحكامه من كتاب الله وسنة نبيه ﷺ. وراح يعمل بكد واجتهاد بين المسلمين ومعهم لتحميلهم الفكرة، وحثهم على تأييده ونصرته بغية إقامة الخلافة في بلاد المسلمين.


أيها المسلمون: إن تهاوننا تجاه قضيتنا المصيرية، وهي أن نعيش للإسلام وبالإسلام، وعدم اتخاذنا الإجراء المناسب حيالها، واكتفاءنا من الإسلام ببعض أحكامه دون أخذه بالكامل كما أمرنا الله، قد سبب لنا التخلف عن ركب الأمم وسربلنا بالذل والهوان. وقد حان الوقت أن يعود الأمر سيرته الأولى، وتتسنم الأمة الإسلامية زمام الأمور من جديد.


وها أنتم ترون بأم أعينكم عَوَار النظام الرأسمالي واضطرابه وإخفاقه وعجزه، كالذي يتخبطه الشيطان من المس وتكاد مشكلة فيروس كورونا، فضلاً عن المشكلة الاقتصادية والعنصرية، أن تعصف به فتنسفه فتذره قاعاً صفصفاً. إذاً فالمشاكل والأزمات قد أصبحت واضحة جلية، وقادة الغرب يعملون على إخفائها، وصرف النظر عنها، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. فإلى عز الدنيا وفوز الآخرة، يدعوكم حزب التحرير فانصروه.


أيها المسلمون: إن قادة الغرب لا ينفكون عن التصريح بين الفينة والأخرى، مبدين تخوفهم من قرب قيام الخلافة. فقد أصبحت الخلافة عندهم حقيقة قائمة، ولكنهم يجتهدون في محاولة تأخيرها. فقد صرح رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير بقوله: "إننا نواجه حركة تعمل جاهدة على إزالة (إسرائيل)، وطرد الغرب من العالم الإسلامي برمته، وإقامة دولة الخلافة التي تضم كل دول العالم الإسلامي".


إذا كان هذا ما يصرحون به ويرونه هم ويتخوفون منه، ويعتقدونه حقيقةً قائمة، فكيف بنا نحن المسلمين وقد وعدنا الله سبحانه في كتابه الكريم بالاستخلاف والتمكين، حيث قال جل وعلا: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا۟ مِنكُمْ وَعَمِلُوا۟ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُو۟لَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55].


وكذلك فإن الخلافة بشرى الرسول الكريم ﷺ لأمته حيث قال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّة».


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

التاريخ الهجري :22 من رجب 1442هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 06 آذار/مارس 2021م

حزب التحرير
السويد

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع