الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 الإسلام يطالب بوحدة الأمة السياسية

 

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً) آل عمران الاية 173

 

"مترجم"

 

 

لقد شهد العالم الرعب الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفاؤهما على المسلمين في العراق وأفغانستان وباقي أنحاء العالم تحت شعار الحرب على الإرهاب والتي تعني الحرب على الإسلام. لقد أدركت أمتنا هذه الجزئية من أهداف هذا العنف الجامح والاحتلال الاستعماري بأنها ما كانت إلا عبارة عن ترسيخ لتقسيم المسلمين وترويعهم بالعجز واليأس، ومع ذلك لم تسفر هذه المحاولات إلا عن زيادة في إيمان هذه الأمة.

 

ولكن أولئك الذين يعادون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد فشلهم في إيقاف النهضة الإسلامية في الأمة عبر القوة قد تحولوا إلى ما يدعى ب(الحرب من أجل العقول والقلوب) في محاولة لإغراء وتضليل المسلمين عن غايتهم بالكلمات الحلوة، في الوقت الذي فشلت فيه الغارات الجوية والدبابات.

 

وفي جهودهم لفصل المسلمين عن أخوتهم ودينهم تجدهم قد شجعوا( الإسلام الوطني ). لقد منح الدعم الحكومي والمادي وغيره لخلق ما يدعى (بالاسلام البريطاني)  مقابل ( الإسلام المصري) و ( الإسلام السعودي). إن العديد من هذه ( الأنواع من الاسلام) تظهر بمحاذاة من الخطوط المذهبية والوطنية بهدف خلق الفرقة وعدم الاهتمام لدى المسلمين، حيث إن همهم الوحيد سيكون محصوراً في أمورهم المحلية الخاصة بهم وبذلك يتم تقليل وإلغاء أي شعور بالأخوة مع باقي الأمة. و(الإسلام البريطاني ) قد نشأ تحت ظل الحكومة التي قام سلفها بتقسيم واستعمار واستغلال الأمة لعقود في زمن الامبراطورية. وهذه الحكومة نفسها تستمر في تواطئها في الاعتداء والتعذيب والقتل في بلاد المسلمين. فهل يظن أولئك أن المسلمين سيقبلون أن يتعلموا ذلك الإسلام من قبل من لديه مثل هذه النوايا المعادية ?

 

في الحقيقة - ورغم كل المحاولات العدوانية والشيطانية-  فإنه قد شوهد الحب والاهتمام والأخوة في أوساط المسلمين ورفضهم ترك دينهم، ورفضهم قبول احتلال أفغانستان والعراق، ودعمهم في لبنان للذين عانوا بسبب الكيان الصهيوني غير القانوني، وإن قلوبهم لعاشقة لتحرير الأراضي الاسلامية سواء كشمير أو الصومال، ويأملون ويدعون الله لرؤية اليوم الذي ستحرر فيه القدس وينقذ فيه إخوتهم من السجن الذي يعيشون فيه في فلسطين. لقد رفض المسلمون رغم كل المحاولات ترك إخوتهم وأخواتهم، وهم يتألمون لما يصيب أمتهم مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم:(الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِنِ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ وَإِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ).

 

إن على كل مسلم  الوقوف ضد مخططات التقسيم  وأن لا ينخدع بوساوس الشيطان الذي يدعونا إلى ما فيه تدمير لحياتنا الدنيا وحياتنا الأخرى. إن الذين يعملون لتمزيقنا لن يفلحوا إلا إذا تركنا نحن الإسلام كله كما يقول الله في سورة النساء الاية 89 (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكونون سواء).وبرغم استحالة أن تقوم هذه الأمة بحل عهدها من رقبتها أمام الله وأن تتحول عن إيمانها بالله ورسوله وكل ما ما جاء به نبيها صلى الله عليه وسلم، فإنه  من غير الممكن  لهذه الأمة أن تبقى مقسمة. إنه من غير الممكن أن يستمر الآخرون في الأكل منها كما تلتهم مجموعة من الذئاب فريستها . ومع أن الأمة مباركة بمصادرها وأعدادها الضخمة، ولكنها غثاء كغثاء السيل، كثيرة في العدد ولكن بدون قيادة سياسية تربطهم ببعضهم. لقد حذرنا الله من عواقب الفرقة التي نحياها كل يوم عندما قال في الآية 73 من سورة الأنفال:(وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِير). وبالرغم من اهتمام المسلمين ببعضهم ومع أن وحدتهم الإيمانية تزداد، إلا أن الفرقة السياسية في هذه الأمة ما زالت مستمرة، فهم منقسمون تحت حكم الأنظمة العميلة التي أنشئت لهم على يد المستعمرين وبواسطة الفروق المذهبية التي يستغلونها. المسلمون في مصر يدعمون تحرير فلسطين ولكن الجيش المصري قد استعمل لتعزيز الحصار الصهيوني على الشعب الفلسطيني. المسلمون في أفغانستان وباكستان يدعمون المقاومة في أفغانستان ولكن الجيش الباكستاني يستعمل لتمكين الخطة الأمريكية من احتلال أكبر للمنطقة. إن هذا تنطبق عليه الآية تماما إذ بسبب فرقتنا السياسية وجدت فتنة عظيمة في الأرض وفساد عظيم عبر العالم بشكل عام وفي العالم الاسلامي بشكل خاص.

 

إن القوى الاستعمارية وعملاءها يريدوننا أن نؤمن أن الوحدة تحت شعار الإسلام حلم . لكن اهتمامهم وأعمالهم وأقوالهم تدل على اقتناعهم بالنهضة الوشيكة للأمة الاسلامية، أمة العدل التي ستدافع عن المظلوم والتي ستقف بحزم بوجه الظالم. فهذه الأمة هي أمة واحدة ومتوحدة بإيمان واحد كما أخبرنا الله في الاية 52 من سورة المؤمنين (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ). وإن رغبة المسلمين في مساعدة إخوانهم وأخواتهم عبر العالم ضد الطغاة والظلم الذي يواجههم هي رغبة نبيلة ولكنها ممكنة التحقق فقط تحت ظل الخلافة، والرسول صلى الله عليه وسلم يبين ذلك في الحديث الذي رواه مسلم (إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقي به)، ولذلك فإنه من غير المسموح للأمة أن تكون متحدة عبر ايمانها فقط بينما هي باقية في فرقتها السياسية، والرسول صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بإعطاء البيعة للخلفاء الواحد تلو الآخر، وبَيَّن أنه لا يجوز أن يكون للمسلمين حاكمان، بل الحكم لمن بويع أولاً منهما بيعة شرعية صحيحة، والحاكم الآخر يقتل، ما يدل على وحدة المسلمين، أمةً ودولة.

 

إن الدعوة للخلافة هي دعوة إلى حماية الأمة، إنها دعوة لتطبيق الإسلام على أساس الوحدة السياسية من أجل أن تأخذ هذه الأمة مكانها في الشهادة على البشرية. فلو كانت الأمة متحدة تحت لواء الإسلام، فإن المؤمنين سيتمكنون من تقوية بعضهم البعض بدلا من أن يكونوا غثاء كغثاء السيل. إن مجموع البلاد والشعوب والمصادر والقوة البشرية للمسلمين من الباكستان إلى مصر وتركيا ستستعمل لجعل كلمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هي العليا بدلا من أن تستخدم ضد الأمة ولدعم أعداء الله ودينه. إن هذه الوحدة تحت الخلافة أيها الإخوة والأخوات الأعزاء هي فرض على كل مؤمن ويجب أن تذكر في كل فرصة حتى يستأنف تطبيق دين الله على وجه الأرض.

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}

 

 

 

التاريخ الهجري :13 من شـعبان 1429هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 16 آب/أغسطس 2008م

حزب التحرير
بريطانيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع